الأسؤ فى 2019.. إعلانات «القرف» وتشويه خلق الله
الأسؤ فى 2019.. إعلانات «القرف» وتشويه خلق الله
المستهلك. :ضرورة إستبعاد محمد رمضان من الإعلانات التلفزيونية والبعد عن تشويه جسم الإنسان.
علم الاجتماع : اختزال مفهوم الرجولة في إعلانات "حبوب التخسيس ومشروب الشعيير" أمر مرفوض.
متخصص فى الإعلام : إعلانات التبرعات أعطت نتيجة عكسية وفقدت تعاطف المشاهد.
تحقيق: سماح عطية
شهدت شاشة الفضائيات ٢٠١٩ موجة من الإعلانات الترويجية نالت كثي من الانتقادات لدى المتلقى، وريبما لم تخدم السلعة التى تروج لها، لكن على الأقل نفرت المشاهد وأسقطت عرش المتعة لهذا الفن الجميل أيام أن كان المشاهد ينتظر الإعلان، ويحفظه عن ظهر قلب، على الرغم من الإمكانيات التقنية البسيطة التى كان يصنع من خلالها، ومع التقدم الكبير فى هذه التقنيات، تراجعت إلى حد كبير الأفكار، والأداء، وزادت إلى حد أكبر سرقة الألحان والتيمات الموسيقة، وزادت معها السخافة و "القرف".
تخيل شخص يتناول طعامه ويجلس أمام التليفزيون وفجأة يقفز أمامه إعلان عن معجون أسنان يعالج "اللثة" ويبصق الشخص دم من فمه فى حوض التشطيف،(!!!) إعلان أطقم الأسنان التى لا تحتاج إلى تعليق (!!) لأو ذلك الإعلان المستفز للرجولة المصرية من قبل مثل "استرجل واشرب ..... أو حبوب التخسيس مغلقة الشهية "لو رجل كل" أو إعلانات تشويه خلق الله بتصوير مقدم الإعلان وقد تبدلت الأيدي مكان الارجل وملايين من إعلانات التبرع لحالات ومستشفيات بوابة (دار المعارف) تسلط الضوء قبل ساعات من أنتهاء عام ٢٠١٩ من خلال أراء المستهلكين وخبراء علم الاجتماع والاعلام....؛؛
تقول مني أحمد أخصائي اجتماعي بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية إن الإعلان الذي يحمل عبارة "لو رجل كُل" يعد من "أسوأ" الإعلانات في تاريخ التليفزيون والدعاية والإعلان في مصر لأنه يؤثر على مفهوم الأطفال عن الرجولة واقترانها بالأكل ناهيك عن قيام الأطفال في المدارس والشوارع بترديد هذه العبارة وتسجيلها في أغاني والأمر نفسه ينطبق على إعلانات الملابس الداخلية وخاصة فيما يتعلق بمقولة "هالله هالله على الفناله"
وأضافت كما يوجد إعلان لصيانة للغسالات الفول اتوماتيك شوه صورة شكل جسم الإنسان عند الأطفال لانه جعل بطل الإعلان رجليه مكان يديه.
وواصلت "أن أي أعلان فيه محمد رمضان لابد ازالته من التاريخ الاعلامي لانه طول الوقت يظهر بملابس عارية و رقصات مبتذلة، وأضافت مطالبة بإعادة النظر في جعل إبطال إعلانات الفوط الصحية من الفتيات في سن المراهقة لان هذا الأمر من شأنه أن يلفت نظر الشباب في نفس السن من الجنس الآخر
ومن جانبه قال الدكتور محمد عطية رئيس مجلس محلي شرق الاسكندرية : " إن بعض الاعلانات المستفزة لى شخصيا والتى أرى انها تبتعد عن مراعات مشاعر الناس وتعلم الاطفال الصغار مصطلحات اقل ما يقال عنها انها غير لائقه. وانا كثيرا ما استفز من اعلان يصور الانسان الذى كرمه الله على انه اقل قيمه من السلعه المعلن عنها لدرجة ان المعلن يصور الانسان وقد استبدلت ارجله محل ذراعه."
فى حين أكد الدكتور حسن محمد حسن أستاذ علم الاجتماع الأسرى بكلية الآداب جامعة الاسكندرية على أن الأصل في الاستعانة بالإعلان يرجع الي الرغبة في الترويج للسلعة وإغراء المستهلكين باقتنائها واستخدامها.
ومع تطور المجتمع الإنساني رأي العلماء ان محتوى الإعلان يجب أن يشتمل علي معلومات مفيدة وتوجيهات تنويرية تفيد المستهلك ومن المجتمع ككل.
وتبعا لذلك ساد توجه في المجتمعات يؤكد علي النزعة الأخلاقية والتثقيفية للإعلان بحيث يخلو من محاولات الغش والتضليل للمستهلك لحساب المنتج وزيادة ترويج السلع.
وأشار الدكتور حسن إلي أنه في الآونة الأخيرة شهدت السوق المصرية إعلانان يشتركان في فكرة واحدة وهي مخاطب رجولة المستهلك، واحد منهما عن مشروب الشعير، ويحث الشباب على استهلاك السلعة لان في ذلك تعبيرا عن رجولتهم وإعلان حبوب التخسيس الذي يتحدي رجولة الشباب في أن يقبلوا علي تناول الطعام بعد تناولهم لهذه حيث أنه يؤخذ علي هذين الإعلانين هو اختزالهما لفكرة الرجولة في موقفين يتعلقان بالاستهلاك مع ان الرجولة مفهوم مقدس يعني تحمل المسؤولية والصمود أمام صعوبات الحياة وقد لاحظنا فعلا تأثر الشباب بإعلان مشروب الشعير الذي يري أن الرجولة تغير في نغمة الصوت واستعراض للعضلات ويقدم للشباب نموذجا رخوا لهذا المفهوم الاجتماعي والنفسي.
كما يويؤخذ علي معظم الإعلانات في مصر خلوها من اي معلومات مفيدة فكلها تقريبا تعتمد علي حشد جمع من الراقصين والراقصات الذين يتحركون في شكل مظاهرة تحدث الجلبة ولا تقدم مضمونًا ثقافيا او حتى أخلاقيا.
ويلفت عصام عامر المحاضر الصحفي بقسم الإعلام جامعة الاسكندرية أن الأطفال يحاكون أبطال الإعلان ويقلدونهم تقليدا أعمى شكلا ومضمون حتى انهم أصبحوا يمثلوا مثلا أعلى بالنسبه لهم لان الأطفال من سماتهم عدم القدرة على فحص وفهم وفرز وتصنيف الشخصيات التي تمر عليهم في هذه السن.
والأمر نفسه ينطبق على الشباب في سن المراهقة حيث تشوش لديهم مفهوم الرجولة من المفهوم المقدس الذي يعبر عن الأخلاق والنبل والقوة والجراة والاقدام على تبني الخلق الجيد والمسؤولية و استبدال هذا المفهوم عند الشباب ليعبر عن القوة الجسدية فقط وإستعراض العضلات وهو ما افرز ظاهرة التنمر بشكل كبير.
ويشير عامر الي أنه بالنسبة لإعلانات التبرعات التي ظهرت في عام ٢٠١٩ فهي أعطت نتيجة عكسية تمام وفقدت تعاطف المشاهد معها وأصبحت مخالفه للهدف الذي قدمت من أجله حيث أن كثرة عدد هذه الإعلانات كان من شأنه ان اختلط الحابل بالنابل لدي المشاهد واصبح لا يستطيع تصنيف المستحق للتبرع من عدمه خاصة مع ارتفاع تكلفة هذه الإعلانات التي تقدر بالملايين وظهور فنانين بأجور عاليه فيها وهو ما يناقض الواقع الذي وضع من أجله الإعلان في حين أنه يمكن تقديم الفكرة في إعلان مقتضب مدته ٥ دقائق ليعطي الرسالة ويحقق هدفه بدلا من إعلان طويل مغني بتكلفه عالية وبلا هدف
ويوصي عامر بضرورة اتخاذ الجهات الرقابية تدابير قانونية تجاه تلك الإعلانات وتشديد الرقابة على المحتوى الإعلاني بها بحيث يتم عرض إعلانات تتماشى مع طبيعة وعادات وتقاليد والحالة الاقتصادية للمواطن متلقي الإعلان ، كما يجب على المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في هذا المجال تدريب الاجيال الجديدة من طلابها على صناعة مواد إعلانية وإعلامية تتماشى مع طبيعة ثقافة المواطن الذي يتلقى تلك المادة.