طارق متولى يكتب: «يا سواق يا شاطر ودينا القناطر»

طارق متولى يكتب: «يا سواق يا شاطر ودينا القناطر»طارق متولى يكتب: «يا سواق يا شاطر ودينا القناطر»

*سلايد رئيسى5-1-2020 | 14:35

قرأت على موقع "اليوم السابع" خبرا أسعدنى فى الحقيقة كونى من المختصين فى مجال السياحة والآثار مفاده توجه وفد برلمانى لزيارة منطقة القناطر الخيرية وعمل خطة لتطوير كوبرى محمد على ومحلج القطن الأثرى بها والمناطق المحيطة. فالقناطر الخيرية التى يرجع تاريخ بناءها لعام 1847م فى عهد محمد على باشا تعد من أهم وأجمل الأماكن السياحية فى مصر بل وفى العالم. وقد كانت القناطر الخيرية لسنوات عديدة ومنذ بناءها وتخصيص آلاف الأفدنة حولها لعمل حدائق جلبوا لها الأشجار الفريدة والزهور من جميع أنحاء العالم مقصد سياحي للمصريين والزائرين الأجانب للإستمتاع بالخضرة والطبيعة ومنظر النيل فى هذا الموقع الفريد الذى يتفرع عنده النيل لفرعيه رشيد ودمياط. وأذكر أنه عندما كنا صغارا نطير فرحا عندما تعلن المدرسة عن رحلة إلى القناطر الخيرية. وفى اليوم المحدد نتجهز لها ونأخذ معنا الطعام الذى أعدته لنا أمهاتنا' نتجمع فى الصباح الباكر أمام المدرسة لنستقبل الأتوبيس الخاص بالمدرسة فى رحلة الذهاب وكنا نغنى لسائق الأتوبيس : "ياسواق ياشاطر ودينا القناطر" ، وعندما نصل هناك نتلقى التعليمات من الأستاذ المشرف بعدم قطف الزهور أو إلقاء القمامة إلا فى السلال المخصصة لها وميعاد ومكان التجمع مرة أخرى عند انتهاء الوقت المحدد لنا ثم ننطلق نلعب فى الحدائق المحيطة. ونقضى يوم رائع نستمتع فيه بالشمس واللعب والضحك فى الهواء الطلق والخضرة ومنظر النيل الجميل كما كنا نرى بعض الزائرين الآخرين من المدارس والجامعات الأكبر سنا يأتون بالأتوبيس النهرى فى رحلة نيلية جميلة وممتعة قاطعا المسافة مابين ماسبيرو والقناطر فى ساعة ونصف تقريبا وهو بالمناسبة لازال يقوم بهذه الرحلة حتى يومنا هذا. وبعد انتهاء اليوم وفى طريق العودة ينشد الجميع فى الأتوبيس: "سالمة يا سالمة رحنا وجينا بالسلامة أوقات جميلة وذكريات مفرحة لا تفارق الذاكرة أبدا." حتى أنه منذ سنوات قليلة طلب منى أحد الزائرين الأجانب زيارة الأماكن التى يذهب إليها المصريين بعيدا عن الأماكن الأثرية المعروفة والتى زارها من قبل فأول ما أتى فى ذهنى هو اصطحابه لزيارة القناطر الخيريه لأعادة الذكريات وايضا من أجل الدعاية لهذه المدينة الجميلة وتعريف السائحين الأجانب بها. لكنه ومع الأسف عند وصولنا بالسيارة وجدت أن الأمر قد اختلف تماما فلم تعد الحدائق بنفس جمالها وبهائها وأصبح لون الخضرة باهتاً ذابلا مما يدل على عدم رعايتها، لاحظت قلة عدد الرواد بشكل كبير، ثم فوجئنا بهجوم من أصحاب المقاهي الرديئة المستوى على الرغم من أنها تطل النيل يتجاذبونا لنجلس عندهم بأسلوب فج ومظهر غير لائق وكثير من الباعة الجائلين بل والمتسولين. فأخذنا السيارة وخرجنا سريعا وأنا كلى أسى وحزن على ما آلت إليه القناطر الجميلة هذه الأشياء التى أرويها لكم ربما تختفى عن أعين وفد البرلمان فلا يروها ولكنها حقيقة يشهدها كثير من الناس هناك لذا كان علينا التنبيه ليضعوها فى خطة تطوير هذه المدينة الجميلة وإعادة رونق حدائقها وعمل أماكن مطاعم وكافيهات وأماكن للتسوق وخدمات تليق بالزائرين المصريين والأجانب على السواء ونرجع رحلات القناطر الجميلة ونرجع الفرحة والطفولة البريئة.
أضف تعليق