عاطف عبد الغني يكتب: اعرف عدوك !

عاطف عبد الغني يكتب: اعرف عدوك !عاطف عبد الغني يكتب: اعرف عدوك !

* عاجل17-1-2020 | 12:28

أولا: من قبل أن تداهمنا رياح ما سمى بـ «الربيع العربى» وتهزنا بشدة فى ضربتها الموجعة، كانت هناك ضغوط من جهات ما، تروج وتعمل باتجاه أن يغير الجيش المصرى عقيدته القتالية.. ضمن أجندة «تغيير المفاهيم» التى كانت تعمل عليها هذه الجهات، وكانت الأجندة تحمل ما هو سياسى ، واجتماعى، وثقافى، ودينى، والأيام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا الكثير مما كان يحتويه المخطط الذى فهم رجال العسكرية المصرية ما يخصهم منه ورفضوه نظريا وعمليا. ثانيا: فى الستينيات كانت تصدر كتيبات مطبوعة، اتذكر أن حجمها كان أكبر قليلا من كف اليد تحمل عنوان : «اعرف عدوك»، كان العدو صريح، ومعروف، وليس من دمك، ولا دينك، ولا جنسك، وذلك قبل أن يظهر بوضح أن هناك من يحمل كل الأواصر السابقة، لكنه اختار بإرادة - نسبها لله وللعقيدة زورا وبهتانا - أن يكون عدو لك، وهو فى الحقيقة عدو لله ورسوله، والانتباه الحاصل بشدة لهذا العدو الأخير لا يجب أن ينسينا العدو الأول.

(1)

كل التداعيات السابقة هاجمتنى لما قرأت «بوست» نشره الزميل الكاتب الصحفى إسلام كمال، على حسابه فى «فيسبوك» وشارك فيه أصدقائه على «واتس اب»، يطلب فيه أن «انقذوا الدراسات الإسرائيلية فى مصر» ، وهذا عنوانه، وفى المتن أبدى كمال قلقه بسبب الغيابات التى طالت القامات الأكاديمية - بالرحيل عن دنيانا - من أساتذة الدراسات الإسرائيلية والصهيونية واليهودية والعبرية فى الجامعات المصرية، فى السنوات والشهور الأخيرة.

(2)

اتصلت بزميلى إسلام كمال استأذنه فى الكتابة عما أثاره، وتذكرنا معا أثناء المكالمة، عدد من أسماء قامات كبيرة فى هذا الشأن منها: الدكاترة رشاد الشامى، ومحمود عاشور، وأحمد عفيفي، وأحمد حماد، ومحمد بحر، وإبراهيم البحراوى، والآن سامى الإمام، (مع حفظ الألقاب) وأضفنا إلى القائمة السابقة الزميل الصحفى الراحل حسين سراج، وكان أحد الرواد المؤسسين لمجلة أكتوبر، وكان أنيس منصور أحد أساطير الصحافة المصرية، مؤسس مجلة «أكتوبر» ورئيس تحريرها الأول مهتم جدا بكل ما هو إسرائيلى، وعبرى، وكان يوجد فى أكتوبر غير حسين سراج، الزميلين: رفعت فودة وأسماء سيف، ومن بعدهما جاء حسنين الدرس، وكان يستكتب الدكتور إبراهيم البحراوى، وإبراهيم زكى خورشيد، وينشر بجرأة حلقات عن «فطيرة الدم»، و «القبيلة الثالثة عشر» وهى موضوعات تمثل «تابوهات» بالنسبة لليهود وإسرائيل، وحدث هذا حين كانت الدولة المصرية تتفاوض مع الإسرائيليين، وتوقع معهم معاهدتى «كامب ديفيد»، و «السلام»، ولم يمنع أحد أنيس أن يواصل نشر المعرفة المعمقة، بالعدو، أو الآخر، أو سمه ما شئت، فهذه المعرفة تتجاوز الوجوبية إلى الضرورة، والعلمية، إلى الاستعداد الدائم لاتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالسلم قبل الحرب.

(3)

نعود لـ «بوست» إسلام كمال، ونقول أن الرجل حذر أيضا من الفجوة الجيلية ما بين هذه القامات العلمية التى غيبها الرحيل عن الدنيا، وسواها من تلاميذهم من بعض الدكاترة والأساتذة الأجلاء الآخرين، مستدركا: « أن ما سبق ليس انتقاصا من أحد، لكننا نحتاج المزيد والمزيد خاصة إن مصر تمد الجامعات العربية بهذه الخبرات فى هذا المجالات، واللغات عامة». واتفقنا أنا وكمال على أن هذه الدراسات لا تتعلق بشكل ومستوى العلاقات، (بيننا وبين إسرائيل) كما يتصور البعض مع الدولة أو الكيان المتحدث باللغة (العبرية) والذى يجب أن ندرسه مهادنًا أو محاربًا.

(4)

معارك السلام، مثل معارك الحرب، لا يكسبها أصحاب الأيدى المرتعشة، ولا من يجهلون عدوهم، وادعو من يتصور أن العدو تغير، إلى أن يتابع ما يحدث على الجانب الآخر، الذى يدرس كل كبيرة وصغيرة عنا وهم بلدنا، من حركة البورصة اليومية إلى الثارات بين عائلات الصعيد، وكان للمركز الأكاديمى الإسرائيلى الذى سكن أحدى الشقق بجوار فندق الشيراتون بالجيزة، باع فى هذا، ولمن يريد الاستزادة ادعوه لمتابعة «ميمرى MEMRI، والإسم هو الحروف الأولى لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو معهد يهودى لا يترك شاردة أو واردة تنشر فى عالمنا الإسلامى والعربى عن اليهود وإسرائيل، إلا أن يتاجر بها ضدنا، وينقلها للعالم بكل اللغات.. وسؤالى: لماذا لا يخافوا هم على زعلنا عندما يفعلون ذلك؟!
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2