أحمد عاطف آدم يكتب:بنك المعرفة ومخرجات التعلم
أحمد عاطف آدم يكتب:بنك المعرفة ومخرجات التعلم
منذ بدأت وزارة التربية والتعليم خوض حرب التغيير والتفوير لنظام "القص واللصق" التى تبنته وسطرته في عقل المجتمع لعقود مضت قبل الإستراتيجية الجديدة التى سعى إليها الوزير طارق شوقي لتطوير المنظومة بأكملها، وأصبحنا نلاحظ جميعاً وبما لا يدع مجالاً للشك ما يشبه الحرب المضادة وغير المبررة علي هذا النظام بأكمله بسبب وبدون سبب.
وخلال هذا المقال أريد التطرق لزاوية بعينها أرى أنها الأهم علي الإطلاق لتقريب وجهات النظر، وهي ربط التعلم بالفهم العميق وليس الحفظ الأجوف والركيك للدروس والنظريات العلمية التي يتعرض لها الطالب بالمدرسة، فشوقى كمسئول أول عن التعليم يولى أهمية قصوى لتبديل إتجاهات وقناعات أرباب الأسر والطلاب فيما يخص الإيمان بعقيدة التغيير، وصولاً للقيمة المعرفية المضافة التي تحققها الإستراتيجية الجديدة ويحاول حفرها في ذاكرة التاريخ، بدافع تخريج الوزارة لعلماء وباحثين لا لذاكرة تشحن وتفرغ معلومات خاوية من الإدراك والقدرة علي الإبتكار والإبداع.
وما سبق الإشارة إليه يبدو أن وسائل الإعلام لم تؤدي المطلوب منها علي الوجه الأكمل في شرحه وتوضيحه، مع أهمية تلك المرحلة الإنتقالية، لتظهر تلك الفجوة العميقة بين إقتناع الناس بضرورة التطوير من جهة وإلمامها التام بآليات وأدوات التطبيق من جهة أخرى، والدليل علي ذلك هو رد الوزير نفسه كما جاء بموقع اليوم السابع علي تذمر بعض الطلبة وأولياء الأمور لصعوبة الأسئلة وبُعدها عن الكتاب المدرسي حسب رؤيتهم، حيث قال شوقي:
"إن امتحانات نظام التقييم المعدل فى المرحلة الثانوية يقيس "مستوى فهم مخرجات التعلم" وليس حفظ الكتاب المدرسى، فالأسئلة ليست من خارج المنهج كما يشاع، بينما هى ليست من الكتاب ولكنها مرتبطة بمخرجات التعلم المشروحة فيه.
وتابع الوزير عبر صفحته الشخصية: أرجو الإلتزام بنصائحنا بالتحضير الجيد عن طريق ما وفرناه على منصة التعلم فى بنك المعرفة مع الإبتعاد عن الدروس الخصوصية كى تكون النتيجة أفضل، والهدف هنا هو "تغيير طريقة المذاكرة" والتأكد من "فهم مستهدفات الدرس" وليس البحث عن إجابات نموذجية لأسئلة متفق عليها".
وبعيداً عن المشكلات الفنية التي تواجه تطبيق المنظومة التي تعمل الوزارة بكل قوة على تداركها بالإضافة إلى مطالبات البعض بضرورة بدء تدريب الطلبة علي النظام الجديد باستخدام التابلت وبنك المعرفة من قاعدة الهرم وصولاً لقمته لا العكس، دعونا نلقي الضوء علي تعريف "مخرجات التعلم" وهو مفهوم رئيسي يجب تركيز أولياء الأمور بالإشتراك مع وسائل الإعلام المختلفة عليه لإقناع أبنائنا أنفسهم بضرورة الدخول في المنظومة بحب وشغف وإرادة للتطوير.
.. تعرف مخرجات التعلم بأنها: "هي كل ما يكتسبه المتعلم من معارف ومهارات واتجاهات وقيم نتيجة مروره بخبرة تربوية معينة، أو دراسته لمنهج معين".
وربما نتفق الآن بأننا أصبحنا في أمس الحاجة لتغيير إتجاهات الأجيال القادمة نحو التكنولوجيا والمعرفة، ليصبح لدينا شباب من المتعلمين يدمن البحث من أجل الوصول للمعلومة، بل ولديه إمكانية الإضافة والتطوير والإبداع والاكتشاف والتطبيق.
جيل ليس لديه وقت يضيعه في مهرجانات محمد رمضان ولا نقود قابلة للإنفاق علي التسكع والإنحطاط، جيل يدرك قيمة التكنولوجيا وأدواتها في خلق قيمة مضاعفة للوقت وكيفية استغلاله، جيل يستفيد من بنك المعرفة بدلاً من التفنن في تخريب أدوات مخرجاته العلمية، ويدرك قيمة تعاقد الوزارة مع قنوات وثائقية عملاقة تنتج أفلاماً تشرح نظريات مثل النسبية في قالب حكائي مرئي بالإضافة لإمكانية استفادة الدارس من الثروات المعرفية الأخري الموجودة علي التابلت.
.. يا سادة نحن فى حاجة إلي أجيال تقدس الوقت ولا تضيعه.