القس بولا فؤاد رياض يكتب: الغطاس عيد الأنوار

القس بولا فؤاد رياض يكتب: الغطاس عيد الأنوارالقس بولا فؤاد رياض يكتب: الغطاس عيد الأنوار

*سلايد رئيسى20-1-2020 | 15:27

السموات تنشق في معمودية السيد المسيح ويعلن لنا الأب القدوس سروره بالابن ويحل الروح القدس على السيد المسيح في نهر الأردن. يعلمنا تكريس الابن الوحيد ذاته من أجلنا لتقديسنا من خلال عماده في نهر الأردن . يدعى عيد الغطاس بعيد الظهور الإلهي "صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذى به سررت " (مت 17:3). تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الغطاس في 11 طوبة الموافق 19 يناير و20 يناير في السنة الكبيسة وهو إحياء لذكرى عماد السيد المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان ابن زكريا الكاهن. وعيد الغطاس من الأعياد السيدية السبعة الكبرى وهي الأعياد الخاصة بالسيد المسيح وهي بالترتيب 1-عيد بشارة الملاك للسيدة العذراء بميلاد السيد المسيح، 2 عيد الميلاد المجيد ،3عيد الغطاس ،4أحد الشعانين عيد دخول السيد المسيح لأورشليم، 5 عيد القيامة المجيد، 6 عيد الصعود، 7 عيد حلول الروح القدس. تطلق الكنيسة على عيد الغطاس (عيد الظهور الإلهي) واتخذت الكنيسة الاحتفال به من الرسل أنفسهم وهذا ما جاء في أوامرهم ( فليكن عندكم جليلآ عيد الظهور الذي هو عيد الغطاس) واعملوه في يوم 6 من الشهر العاشر العبراني ،11 من الشهر الخامس (طوبه) للمصريين . يصلى في عيد الغطاس صلاة اللقان وتعني في المسيحية (الاغتسال) وهي كلمة يونانية وتعني الإناء الذي يوضع فيه الماء للاغتسال منه، ويقوم الكاهن برشم جبهة الرجال بعد الصلاة على مياه اللقان كرمز للاغتسال من الخطية . ويطلق على اليوم السابق لعيد الغطاس (برامون) وهو يعني استعداد للعيد وهو خاص بعيدي الميلاد والغطاس فقط، ويصام للمساء . يتناول الأقباط في عيد الغطاس القلقاس وهو يرمز للمعمودية حيث يحتوي القلقاس على مادة سامة ومضرة للحنجرة وهي المادة الهلامية إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية تشبه بذلك (ماء المعمودية) والتي من خلاله تطهر الشخص من الخطية كما يتطهر (القلقاس) من المادة السامة بواسطة ماء الطهي، كما أن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامآ والمعمودية هي دفن أو موت وقيامه مع المسيح . ويتناول الأقباط خلال عيد الغطاس (القصب) وذلك لأنه نبات ينمو في الأماكن الحارة ويشبه في ذلك حرارة الروح التي تجعل الإنسان ينمو في القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات، كما أنه ينقسم إلى عقلات وكل عقلة تصل إلى العلو فالقصب قلبه أبيض وحلو الطعم، فمستقيم القلب ينبع من قلبه الحلاوة وكل مشتهيات، كما يذكرنا بارتفاع القلوب النقية عندما تعتصر من أجل الآخرين وتعطي شبعًا . وأيضا كان من مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس هو إمساك الأطفال بالبلابيصا (فانوس الأقباط) أو قنديل الغطاس وهو أحد الرموز من التراث القبطي التي ترمز بعيد الغطاس حيث كان الأقباط يصنعونه من البرتقال ويزينونه بالصلبان ويضعون بداخله الشموع ويعلقونه في البيوت فيلعب به الأطفال في جو من الإحساس بفرحة العيد وأصل كلمة (بلابيصا) هي كلمه هيروغليفية تعني قنديل أو فانوس. واعتاد المسلمون مشاركة الأقباط منذ القدم للاحتفال بعيد الغطاس وذلك بذهابهم إلي نهر النيل والغطس فيه احتفالا بعماد السيد المسيح واعتقادهم جميعا أن الغطس في هذا اليوم يقيهم من الأمراض طوال العام كما ارتبطت الذكرى في فلسطين بالغطس في نهر الأردن، وارتبطت في مصر بمياه النيل نبع الحياة للمصريين وسر استقرارهم ورمز التطهر والبركة . كل عام ومصر أم الدنيا بخير وسلام وتحيا مصر ...................................................... * كاهن كنيسة مارجرجس المطرية القاهرة
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2