المعلومات التى نقلها للأمريكان «8» سيد قطب بين الاستخبارات الأمريكية والموساد.. حلقات يكتبها توحيد مجدي

المعلومات التى نقلها للأمريكان «8» سيد قطب بين الاستخبارات الأمريكية والموساد.. حلقات يكتبها توحيد مجديالمعلومات التى نقلها للأمريكان «8» سيد قطب بين الاستخبارات الأمريكية والموساد.. حلقات يكتبها توحيد مجدي

*سلايد رئيسى24-5-2017 | 00:31

أكدت التقارير التي حررها السيد "Dean" خبير الشؤون الإسلامية والشرق الأوسط الرائد لدي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) الملقب "كبير الكهنة" أن واشنطن تابعت بشغف كل المفكرين الإسلاميين المثيرين للجدل وأنها راقبت قطب بالتحديد عن كثب ومن خلاله درست أحوال جماعة الإخوان المسلمين المصرية وأنقل من واقع الملف الأمريكي الفقرات التالية دون تدخل أو إضافة:

"حددت التقديرات الأمريكية الاستراتيجية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية في الثاني من سبتمبر عام 1945 أن الإرهاب يعني استخدام أسلحة الدمار الشامل لكن مع وصول المفكر سيد قطب إلي الولايات المتحدة اتضح أن الإرهاب سينبع في المستقبل من الأفكار والعقائد المريضة شبيهة تلك التي سكبها قطب في كتيبات دراسات وأبحاث حررها بخط يده أفزعت البيت الأبيض والإدارة الأمريكية مما أجبر إدارة الرئيس هاري ترومان علي وضع خطة قومية عاجلة هدفت إلي حماية المصالح الأمريكية حول العالم استندت علي استغلال جماعة الإخوان المسلمين المصرية كأداة لمواجهة الفكر السلفي الأكثر خطورة مقابل حماية أمريكا لجماعة الإخوان بمصر سياسياً من مخاطر الفناء علي يد السلطات مقابل تعهد الجماعة بالعمل لحساب واشنطن وللتحذير من عمليات إرهاب فعلية خاصة ربما تعتمد في المستقبل علي الأسلحة غير التقليدية".

بدأ سيد قطب في البحث ووضع الدراسات الإسلامية الملخصة المتخصصة لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) حتي ولو كان دون علمه بحقيقة الجهة المعلوماتية التي كتب تقاريره لصالحها كمساعد باحث تابع للسيد "Dean" الضابط برتبة رائد (CIA) الملقب باسم "كبير الكهنة" ومع تسلم الدارس المصري لأول مقابل مادي له أُدرج قطب علي قوائم الجهاز الأمريكي كعميل رسمي - أجنبي عمل لدى فرع الملف المصري في مقر الوكالة "Langley" مقاطعة "Fairfax" ولاية Virginia"".

التوظيف

في تلك الأثناء وضع الوافد المصري سيد قطب دون أن يعلم لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عشرات الأبحاث والدراسات التي لا تقدر بثمن أبرزها دراسة مميزة سلمها للسيد "Dean" في بداية شهر يناير عام 1950 تضمنت نظريته الخاصة لأساليب مواجهة الفكر الإسلامي المتطرف والمتشدد للجماعات الإسلامية في مصر.

وهي نفس النظرية التي تبنتها (CIA) بعدها بل نشرتها في كتيب لعملائها وضباطها العاملين في مجالات مكافحة الإرهاب كطريقة للتعامل مع الجماعات الإسلامية المتشددة والإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

وما زال بحث سيد قطب الذي وضعه وسلمه إلي السيد "Dean" معمولاً به ككود للتعامل الرسمي مع الإرهاب بل أن اسمه مطبوعاً علي كتيب التعليمات دون الانتباه لذلك وكانت آخر دراسة أنجزها قطب لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في فبراير عام 1950 تحت عنوان: "نحن وهم أين هو السر؟".

كشف قطب من خلالها إلي مركز الدراسات الاستراتيجية الوهمي الذي اعتقد أنه يعمل لحسابه طيلة الوقت مثلما أقنعه السيد "Dean" أدق تفاصيل أسرار حيل  وأساليب تجنيد التنظيمات الإسلامية المتشددة للمؤيدين والموالين واستغلالهم في العمل الإسلامي السري علي مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم.

ومن واقع معلومات ملف العملية الأمريكية لتجنيد سيد قطب رصدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) خلال الفترة من أكتوبر 1948 حتي يناير 1949 أكثر من 12 مكاتبة شخصية بين واشنطن والقاهرة عبر البريد العادي.

بين قطب والبنا

كشفت عن حوار تاريخي مثير بين سيد قطب والشيخ حسن البنا سأل فيه مرشد جماعة الإخوان الأول بطريقة غير مباشرة عن أساليب الدعوة واحتال قطب علي البنا بدعوى حاجة رسالته العلمية للمعلومات بينما حللها وفهم منها وسائل تجنيد الجماعة المصرية لمؤيديها واستخلص قطب منها بنجاح ملامح آلية تفعيل برامج الدعوة لدي الإخوان في مناطق نفوذهم في الداخل المصري وحول العالم.

وتحتفظ وكالة (CIA) إلي يومنا هذا بأصول تلك المكاتبات في أرشيفها "منتهى السرية" وتعد الرسائل الأثني عشر بين قطب والبنا من الوثائق التاريخية الثمينة غير المسموح بالاطلاع عليها طبقا لقانون أسرار الأمن القومي الأمريكي علي الأقل حتي كتابة تلك السطور مع أن كود المُلخص الخاص بها متاحاً للباحثين لكن كرؤوس عناوين للمحتوى فقط.

ويكشف ذلك الملخص أن رائد الوكالة السيد "Dean" سرقها من غرفة مساعده المصري سيد قطب بجامعة ستانفورد نهاية شهر يناير عام 1950 بعدما سمع بمضمونها وعلم من قطب نفسه أنه خاف عليها من الضياع فأخفاها بخزانة أغراضه الشخصية لدي الجامعة بعدما ارتفعت قيمتها التاريخية عقب اغتيال البنا بالقاهرة بتاريخ 12 فبراير عام 1949

"نحن وهم"

ومن المكاتبات المسروقة اكتشفت (CIA) أن جماعة الإخوان المسلمين شاركت التنظيمات الدينية المتشددة طريقة تجنيد المريدين التي اعتمدت علي محاصرة المطلوب تجنيده بين جملتي "نحن وهم" حيث يتحول الطرف "هم" للمجتمع ثم السلطة الشيطان الأعظم الذي يجب محاربته من وجهة نظر الجماعة.

بينما نحن هي "جماعة الإخوان" التي يجب أن تحافظ علي أمنها وسلامة أعضائها وحماية بعضها البعض حيث ينفصل عضو الجماعة بنفسه في النهاية بعدما قد فارق مجتمعه وأمته وأصبحت كافة ولاءاته خالصة بما فيها ماله وأعماله ومصالحه للجماعة وحدها، دون وطنه وشعبه وأمته، وحتي عائلته في حالة تشبه ولادة الإنسان من جديد للعمل لصالح الجماعة.

المثير أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) طورت أسلوب التحكم والسيطرة علي النفوس الذي طالما كان ناجحاً ويبرز بين سطور مكاتبات البنا وقطب وأدخلت عليه تعديلات طبقت من وقتها في عمليات تجنيد العملاء والجواسيس خاصة من بين أعضاء الجماعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة للعمل لحسابها حول العالم.

درست وحللت وكالة (CIA) أبحاث ودراسات سيد قطب وعلي ضوء ذلك وضع عالم النفس الاجتماعي B. J. Berkowitz في عام 1972 دراسة أكاديمية خاصة غير مسبوقة لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بحث خلالها ردود الأفعال المتوقعة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية علي مجريات الصراع العربي - الإسرائيلي وموقف الجماعة في حالة نشوب الحرب أطلقت عليها (CIA) اسم تقرير "السمات الستة" الذي كشف بشكل علمي أعراضاً لمرض نفسي جماعي خصَّبه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصرية ميزهم عن سواهم من المنتمين للجماعات الدينية الإسلامية المتشددة الأخرى.

حددها العالم Berkowitz بدقة في التالي:

جنون العظمة - الفصام - التخلف العقلي - رهاب الاضطهاد المجتمعي - السلبية العدوانية - اضطرابات الانفصال عن الواقع - والرغبة في الانتحار الجماعي بغرض تحقيق أهدافاً إقليمية سياسية وتاريخية.

بعدها اطمأنت الولايات المتحدة الأمريكية إلي التوقعات التي وضعها Berkowitz بشأن ردود أفعال جماعة الإخوان المسلمين المصرية علي المسارين العسكري والسياسي حال نشبت الحرب فجأة في منطقة الشرق الأوسط بين مصر وإسرائيل.

ومنها ولدت أهم الدراسات النفسية الاستراتيجية الحديثة التي اعتبرت بمثابة أول تعريف أكاديمي علمي اتفق عليه لوصف الإرهاب وضعها لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في عام 1977البروفسور Bowman H. Miller بالتعاون مع زميله البروفسور Charles A. Russell

اللافت أن Miller درس شخصية سيد قطب وحللها مع Russell ثم أجمع الإثنان علي أن أفكاره كانت إرهابية بامتياز وعرفا يومها الإرهابي أنه كل من بعث برسالة دينية أو فكرية هدف من ورائها ترويع جماعة من الناس وأنه كل من فكر وقرر وخطط لتنفيذ عمل عدائي ضد أشخاص أو أفراد أو كيانات أو دول حتي لو لم يتسبب عمله بإصابة أو جرح أحدهم.

وأضافا في تعريفهما أن الإرهابي من قام بعمل عدائي ضد أي هدف بغرض التأثير علي الرأي العام دون عداء مباشر بين المنفذ والضحية واللافت في دراستيهما تحديدهما عملية اغتيال وزير الداخلية "محمود فهمي النقراشي" باشا بتاريخ 28 ديسمبر 1949 كعملية إرهابية نموذجية واضحة المعالم اعتبراها نموذجاً شخصامنه أسلوب عمليات الجماعة العدائية ضد أعدائها.

ومن واقع دراسة العالمين Millerو Russell صنفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) المنظمات الدينية المتشددة بما فيها الإرهابية علي مستوى العالم لأربعة تصنيفات كانت كالتالي:

التنظيمات الفكرية التعسفية - الجماعات الدينية الداعية إلي القومية الانفصالية - الجماعات الداعية إلي الأصولية الدينية - الجماعات الثورية الدينية المطالبة بضرورة التغييرالفارغ من أجل الفوضى دون مشروع محدد لها.

قرار منع

المثير أن الدراسة الأخيرة تسببت في صدور قرار أمريكي عام 1977 منع طباعة وإعادة نشر وتوزيع كتب ودراسات وأبحاث ومؤلفات المفكر المصري سيد قطب علي الأراضي الأمريكية بدعوى خطورتها علي السلم والتعايش الاجتماعي العام علي حد تعبير أمر المنع الفيدرالي الذي تم إلغائه بعدها بأعوام قليلة تحت ضغوط من جماعات إسلامية - أمريكية.

في سياق متصل وضع البروفسور D. Guttman عالم النفس الاجتماعي في بداية عام 1979 دراسة نفسية تكميلية عن جماعة الإخوان المسلمين كشف فيها أن الهدف الإرهابي طبقا لأفكار المفكر سيد قطب كان موجهاً إلي جمهور الرأي العام وليس لشخص ضحايا فكره.

ثم أضاف Franco Ferracuti عالم النفس الإيطالي في عام 1982 المحاضر في جامعة العاصمة الإيطالية روما Sapienza التي تأسست عام 1303 ميلادية عندما عمل لصالح (CIA) دراسة نفسية مثيرة أكد فيها أن سيد قطب تأثر بقوة في مقتبل شبابه بالماركسية وأنه بدأ حياته كشيوعي صرف، آمن بالإباحية الخالصة مع التحرر الكامل من سلطات الديانات السماوية قبل أن يتحول بسبب مرضه النفسي إلي التشدد الكامل.

واتفق Ferracuti مع آخرين درسوا شخصية سيد قطب وأثبت أنه عاني أزمة نفسية حادة تعرض لها في طفولته (علي حد تقديره) أصابته بأعراض الخجل المرضى من الجنس الآخر مما سبب لديه العجز الجنسي بالإيحاء وأنه كان شخصاً يائساً اجتماعياً سعي للموت بحرية وثقة لأجل التخلص من حياته كحل ساذج كان نتاج عقله استخدمه للقضاء مرة واحدة علي كل مشاكله النفسية.

ولإثبات وجهة نظره العلمية أبرز Ferracuti مقتطفات من تقرير السيد "Dean" ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لحوار أجراه مع سيد قطب حذر بعده قيادته في فبراير عام 1950 من احتمالات إقدام الدارس المصري علي الانتحار المفاجئ بعدما تناول قطب أمامه فكرة الانتحار عدة مرات لكنه تراجع عنها بسبب التعارض مع صحيح معتقدات الديانة الإسلامية.

سبق عصره

وقد سبق Ferracuti عصره وعلماء العالم عندما سجل وقتها أن قطب عندما جبن من فكرة الانتحار والتخلص من حياته سعى بقوة لاستفزاز النظام العسكري المصري عن طريق بث الأفكار الشاذة والمتطرفة والغريبة داخل مجتمعه حتى نُفذ فيه حكم الإعدام.

ثم أضاف Ferracuti وقتها علي المصطلحات العلمية المتعارف عليها مصطلحاً حديثاً سُجل باسمه وصف خلاله سيد قطب بالشخص "الانتحاري الفكري" لحقه بسبق أكاديمي آخر أثبت فيه أن قطب كان المتشدد الإسلامي المصري الأول الذي حمل ذلك اللقب وقد طبقه خلال حياته سعياً لتحقيق نوع غريب من الخلود الجنوني انتهى بالفعل بإعدامه ثم التأريخ لحياته كمفكر إسلامي غريب الأطوار.

ووصف Franco Ferracuti وقتها جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة متشددة عاشت في حالة طلاق دائم مع الواقع مختفية تحت الأرض ولدت غامضة مُنغلقة انغمست بفانتازيا الاضطهاد والحرب حتي وصفها بأنها مجتمع ساقط في وضع معركة مستمرة مع الأوهام.

وربما كانت المفاجأة الفعلية من واقع ملف العملية أن الرئيس الأمريكي هاري ترومان أوصى بضم قطب في يوليو عام 1952 إلي مكتب حكومي يقدم المعلومات لمستشاريه للشؤون الإسلامية لكن قطب رفض العرض بدعوى كراهيته الشخصية للإمبريالية ثم أرسل ببرقية إلي البيت الأبيض كتب فيها:

"لابد من ولادة طليعة إسلامية تُحرر العالم من شرور الإمبريالية وتقود البشرية إلي الخلاص الكامل".

وتبين بعدها أمام البيت الأبيض والإدارة الأمريكية للرئيس ترومان أن المفكر الإسلامي المصري سيد قطب نقلها بالحرف تقريباً من كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام" الذي صدر له في مصر عام 1945

حرر سيد قطب خلال فترة اعتقاده بعمله كمساعد للأبحاث تابعاً للسيد "Dean" العديد من الدراسات التي صبت كلها في آلة معلومات الاستخبارات الأمريكية عن الدولة والتنظيمات الدينية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والجماعات الدينية المصرية بشكل خاص.

كما وضع قطب خلال نفس الفترة أبحاثاً مفصلة عن أساليب اتخاذ القرار العلمي المصري ناهيك عن رسم مناهج التعليم ثم بروتوكولات التبادل العلمي الخارجي بعدما كان مسؤولاً ومراقباً مساعداً لدى وزارة المعارف العموميةالمصرية لفرع تطوير المناهج الدراسية.

وحللت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) نتائج الدراسات والأبحاث التي حققها سيد قطب بإخلاص وتفاني مثير سواء بعلمه أو دون ذلك لصالحها تحت قيادة السيد "كبير الكهنة" وكشفت بسببها كود أساليب الاحتلال البريطاني المتبعة في السيطرة الثقافية علي المملكة المصرية علي الأقل خلال الفترة الممتدة من عام 1940 حتي يوليو عام 1952

اللافت طبقاً لمعلومات الملفات الأمريكية السرية للغاية التي كشفت تفاصيل حياة سيد قطب في الولايات المتحدة أن مهمة السيد "Dean" رائد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) كادت أن تفشل بعدما طلب من مساعده قطب الباحث المصري المخلص أن يحرر له عدد من التقارير المعلوماتية عن شخصيات عاصرها قطب وتفاعل معها في مصر كانت أغلبيتها محسوبة علي التيارات الإسلامية الأصولية المختلفة وبعضها علي نخبة الحركات الليبرالية والاشتراكية بل والشيوعية.

حيث رفض قطب الفكرة من أساسها وواجه السيد "Dean" إلي درجة أن اتهمه باستغلاله في مجال جمع المعلومات بل لم يقتنع إلا بعد أن قابل "كبير الكهنة" شكوك مساعده والأمر برمته بالهدوء والحنكة ثم وعده بأنه سيتفهم الموضوع كله بشرط زيارته إلي مكتبة ولاية كاليفورنيا العامة قسم ملفات - شخصيات من الشرق الأوسط.

وهناك كانت المفاجأة عندما شاهد سيد قطب بعينيه بأقسام المكتبة عشرات الملفات وافية المعلومات عن نخب سياسية وعلمية وثقافية ودينية مصرية معاصرة وراحلة كان بينهم الشيخ حسن البنا، وعندما راجع نفسه واتهاماته شعر بالحرج، حيث أدرك أن طلبات السيد "Dean" لم تختلف عن تلك الملفات التي طالعها وراجعها داخل مكتبة الولاية العامة.

استغل السيد "Dean" خبراته النفسية المحترفة وموقف الضعف للدارس المصري الخجول خاصة بعدما أثبت إلي سيد قطب مساعده للأبحاث - ولو شكلاً - سلامة دوافعه البحثية وطلباته العلمية حتي بالغ الأخير في جمع المعلومات كمحاولة منه لإعادة الثقة المهتزة إلي العلاقة بينهما ربما ردها لسابق عهدها لحاجته للعمل الذي وفر له حياة مقبولة بالولايات المتحدة.

في تلك الفترة حرر سيد قطب دون علمه لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) أخطر التقارير التي جمعها عبر البريد الروتيني والهاتف الدولي الممول من مؤسسة السيد "Dean" حيث استغله قطب للتواصل مع عائلته وأصدقائه وفي أغراضه البحثية.

كشف قطب خلالها مجموعات وتنظيمات وشخصيات دينية كانت غامضة وغير معروفة بالنسبة لواشنطن رسم فيها خريطة متكاملة كانت الأولى من نوعها حددت بدقة عشرات الشخصيات المصرية والعربية بمختلف المجالات خاصة ممن برز وتواجد وقتها علي الساحة في العاصمة المصرية القاهرة.

عقب ذلك مباشرة بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أولى اتصالاتها السرية مع "حسن إسماعيل الهضيبي"المرشد العام الثاني بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين المصرية الذي تولى المنصب عقب اغتيال الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول وسط القاهرة بتاريخ 12 فبراير عام 1949واستمر حتي وفاته بتاريخ 11 نوفمبر عام 1973.

الغريب أن الملفات الأمريكية الرسمية التي كشفت تفاصيل من كواليس حياة سيد قطب في الولايات المتحدة الأمريكية أكدت مسؤولية قطب عن الاتصالات والعلاقات السرية الأولى لواشنطن مع المنظمات الإسلامية التركية وبينها أول فروع لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة أنقرة الواقعة وسط الأناضول.

وأن ذلك حدث بعدما توصل سيد قطب خلال تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية إلي الشخص المسؤول عن إدارة فرع جماعة الإخوان المسلمين المصرية بالعاصمة التركية بعدما أخبره باسمه الشيخ حسن البنا نفسه كمساعدة خاصة منه لأبحاثه ودراساته الإسلامية المتخصصة لدى جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وربما كان من أهم وأخطر انجازات أبحاث ودراسات سيد قطب التي وضعها خلال تلك الفترة بالتحديد بناء علي توجيهات وطلب السيد "Dean" الرائد لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية  (CIA) ذلك التقرير الذي أنجزه قطب وكشف بين سطوره النهاية التي انتهى إليها ما عُرف باسم "الفيلق العربي الحُر" إلي درجة أشارت الملفات الأمريكية أنه كان نجاحاً غير مسبوق للباحث المصري بل كان وقتها لا يقدر بثمن.

الثابت أنها قوات عسكرية مسلحة ونظامية جندها الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية في سرية تامة للالتحاق بجيوش "الرايخ الثالث" لألمانيا النازية حاربت في منطقة الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية، واختفت تماماً بشكل غامض مريب عقب هزيمة جيوش القائد النازي - الفوهرر - "أدولف هتلر" في نهاية الحرب ثم انتحاره في العاصمة الألمانية برلين بتاريخ 30 إبريل عام 1945.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2