وائل نجم يكتب: لماذا نحتفل بعيد الشرطة في عيدها الـ 68؟
وائل نجم يكتب: لماذا نحتفل بعيد الشرطة في عيدها الـ 68؟
معركة الإسماعيلية أحد فصول النضال الوطنى، الذى ثار كالبركان بعد إلغاء معاهدة ١٩٣٦، التى فرضت على مصر انذاك وأن تتخذ من المحتل وليًا لها، ليُفرض عليها عبء الدفاع عن مصالح بريطانيا، وتعانى غارات الجيش المحتل، التى هدمت الموانئ وهجرت المدن.
وما إن انتهت الحرب العالمية الثانية، حتى ثارت الحركة الوطنية مطالبة بإلغاء المعاهدة وتحقيق الاستقلال، واستجابت حكومة الوفد لهذا المطلب الشعبي، وأعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس إلغاء المعاهدة أمام مجلس النواب فى الثامن من أكتوبر ١٩٥١.
وفى خلال أيام قليلة نهض شباب مصر إلى منطقة القناة لضرب المعسكرات البريطانية في مدن القناة، ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وجيوش الاحتلال، هذا الأمر أزعج حكومة لندن فهددت باحتلال القاهرة؛ إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين إلا أن الشباب لم يعر هذه التهديدات اهتماما ومضوا في خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربى البريطانى، واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة.
شهدت المعركة تحالف قوات الشرطة مع أهالى القناة، وأدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة، فعملوا على تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الاستفراد بالمدنيين وتجريدهم من أى غطاء أمني إلا أن قوات الشرطة رفضت تسليم المحافظة رغم أن أسلحتهم وتدريبهم لا تسمح لهم بمواجهة جيوش مسلحة بالمدافع.
وفى صباح الجمعة الموافق ٢٥ يناير عام ١٩٥٢، استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.
وما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية في هذا الوقت، الذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
اشتد غضب القائد البريطانى في القناة وأفقده قرار الرفض أعصابه، فأمر قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية، وأطلق البريطانيون نيران مدافعهم بطريقة وحشية لأكثر من ٦ ساعات في الوقت، الذى لم تكن قوات الشرطة المصرية مسلحة إلا ببنادق قديمة الصنع.
حاصر أكثر من ٧ آلاف جندى بريطانى مبنى محافظة الإسماعيلية والثكنات، الذى كان يدافع عنهم ٨٥٠ جنديا فقط، مما جعلها معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة، التى دافعت ببسالة عن أرضها بقيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط منهم خمسون شهيدًا والعديد من الجرحى الذين رفض العدو إسعافهم.
لم يكتف البريطانيون بالقتل والجرح والأسر، بل قاموا بهدم قرى مسالمة تابعة للمحافظة لاعتقادهم أنها مقر يتخفى خلاله الفدائيون، مما أثار الغضب في قلوب المصريين، فنشبت المظاهرات لتشق جميع شوارع القاهرة بجماهير غاضبة تنادى بحمل السلاح لمواجهة العدو الغاشم.
وتحرص الدولة في هذا التاريخ على تكريم أبطالها من رجال الشرطة الساهرين على أمن الوطن والمدافعين عن مصر ضد الإرهاب الغاشم، وتحرص على تكريم عددٍ من أسر شهداء الشرطة الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم الوطني ووضع إكليلٍ من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة.
ويعد 25 يناير أحد أهم أيام التاريخ في مصر، نظرًا لما شهده من أحداث وتضحيات قدمها رجال الشرطة في معركة الإسماعيلية الشهيرة ضد الاحتلال الإنجليزي والذي سجل فيه رجال الشرطة نموذجًا للدفاع عن أرض وعرض المصريين ضد احتلال متغطرس، التى راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
ويطيب لى أن أتقدم بخالص وأصدق التهاني إلى مصرنا الغالية رئيسًا وحكومة وشعبًا بمناسبة ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة، حيث نحتفل غدًا جميعًا مع رجال الشرطة المصرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى “الثامن والستين” للوقفة الوطنية الشجاعة لرجال الشرطة في مدينة “الإسماعيلية” دفاعًا عن العزة والكرامة الوطنية فى موقعة الإسماعيلية عام 1952، التي راح ضحيتها خمسون شهيدا, وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
ونؤكد تقديرنا لتضحيات رجال الشرطة البواسل الذين ضحوا ولا يزالوا من أجل رفعة وطننا الغالي, والحفاظ على أمنه وسلامه. ونؤكد أيضا حرصنا بالتكاتف مع قواتنا المسلحة والشرطة من أجل القضاء على قوى الإرهاب التي تستهدف أمن واستقرار مصرنا الحبيبة. وندعوا الله أن يحفظ مصرنا العزيزة من كل مكروه وسوء، وأن ينعم عليها بالخير والأمن والاستقرار والسلام.