أحمد الغرباوى يكتب: من حَكْىّ الواقع) :نادية وإبراهيم (أكثر مِنْ قصّة حُبّ

أحمد الغرباوى يكتب: من حَكْىّ الواقع) :نادية وإبراهيم (أكثر مِنْ قصّة حُبّأحمد الغرباوى يكتب: من حَكْىّ الواقع) :نادية وإبراهيم (أكثر مِنْ قصّة حُبّ

* عاجل21-1-2020 | 23:45

فى عامه الثانى والسبعين (إبراهيم).. (٤٢) عامًا مِنْ الحُبّ وبجواره تجلس شريكة حَيْاته وزوجته وحبيبة أيّامه داخل الاستوديو، يلتحفان بالحُبّ ومِنْ الألم يهربان له وإليْه.. أمن وأمان عابدين زاهديْن.
تحمّل معها ( ١٥) عامًا فى بدايْة حَيْاتهما دون أن يتزوّج عليها، يرفضُ كُلّ إغراءات المرأة الثانية، التى ربّما تأتى له بالذريّة وتحقق له حلم الإنجاب.. تلحّ عليه (نادية) لكىّ يتزوّج عليْها؛ حتى يحقّق حلم الأبوة. يأبى مُجرّد التفكير فى تماسّ أنفاس امرأة أخرى، ويشاء الله أن يرزقهما الولد الأول (محمد) بعد (15) عامًا وبعدها بستّ سنوات يمنحهما الربّ (فاطمة) شقيقة ابنهما الأول.. ثم يبلى الله العاشقين بمرض (نادية)، وتصبح حركتها ثقيلة.. تعجزُ عَنْ الذهاب للحمّام وتتوقّف الحمامة عَنْ الطَيْران بَيْن جُدران البَيْت ويسكنُ لسانها بطن شفتيها. فقط؛ كلمات قليلة تحاول لضم حروفها، لا تستطع ارتداء ملابسها.. حركاتها تثّاقلت حتى انعدمت وتتوالى عليْها الأدْوَاء. ويصبحُ على الرجل أن يكون الأبّ والأمّ للابناء.. وأيضا حبيبًا لشريكة عُمْره، فيبكر صحوه من السّاعة الثانية لَيْلاً ويجهّز الطعام وينظّف البيت ويغسلُ الملابس وينشرها ويطبّقها ويكويها ويعدّ الطعام للأسرة ويعطى لزوجته الحّمّام اليومى ويغيّر لها أثوابها ويلبسها (البامبرز) ويقبّلها بكُلّ حُبّ ويأبى أىّ أحد من أولاده الدخول فى هذه المنطقة من الخصوصيّة.. ويرفضُ مساعدة أىّ قريبة أو جارة لحبيبته، حتى لا تجرح مشاعرها.
ويروحُ يمزجُ الماء بشهدِ حُبّه.. ويلهو وهى.. ويقطره بكلّ دفء رقّة وهو ينساب على جسدها.. ويرشّها برذاذ مداعبة عاشق؛ لا يزل فى شهر العسل.. ويبتسمُ لها.. ويجعلها تحيا حاضرها ليْال عرس.. ويذكّرها بحبّهما لزخّات النّدى.. تتهادى على نافذة حجرتهما؛ فجر ليْال خضرة ربيع.. ونسائم دوح.. وفى لهفة عاشق كان يجعل مَوْعد حمّامها انتظار ليلة زفاف.. وتفضحه عيونه.. ويحتضنها شوقه.. ويأمرُ أولاده بدخول الحجرات.. أو الاختفاء عن الأنظار.. وغالباً ما كان الأولاد يخرجون فى هذا التوقيت.. ويتركون المنزل للعاشقين وحريتهما فى اقتطاف رحيق.. والتنعّم بحلو ثمرات حُبّ وحدهما.. وقبيْل عودة أحدهما؛ تستقبله أريج جميل.. وعلى السّلالم تفوح أجمل العطور.. فللمحبّين رائحة خاصة.. لا يعرفها إلا من تريّض فى رِيْاضه.. وذاق عَذْب لبنه وسياط جرحه.. وعندما يمرضُ الزوج ترفضُ المرأة العاجزة.. وتتمّنع.. تأبى غَيْر حبيبها؛ يعطيها حَمّامها اليْومى؛ كما أمر الطبيب.. وتقاوم وتكابد.. فقط بعيْنين دامعتيْن؛ تلتمسُ مِنْ الله أن يقوم بالسّلامة، ليغيّر لها ملابسها الداخلية.. ويبدّل لها (البامبرز) الجديد.. وتبكى.. وتضع رأسها على صدره؛ وهو نائم على السرير غصب عنه.. ويمسحُ دموعها.. وللسّماء ترفع بوحها.. تناجى الربّ ألا يفضحها أمام أحد.. ولو حتى كان من أولادها.. وأن يعجّل بشفاء زوجها ليستر عليها.. وتهمسُ له بحنيّتها: - ياحبيبى.. نفسي تقوم بسرعة.. وأرجع بصحّتى .. وأحضّر لك الفطار اللى بتحبّه قبل ما تنزل الشّغل.. وأحضّر لك الحمّام.. وأجيب لك غِيْارك والفوطة.. وبروحي أعطّرهم لك.. - قوم يا حبيبى وعمرى.. وأنا أجهّز لك هدومك.. وأساعدك تلبسها.. وتشوف قد إيه بحَبّك.. وأنا بلبّسك.. وغصب عنّك تخلّينى أضبط شرابك وأفرده على رِجْلك.. وأختار لك المناسب لبنطلونك.. ما أنت حبيبى وعشيقى وصديقى أبويا وأخويا وأوّل أولادى.. - قوم يا (إبراهيم) .. يا نور عينى.. وأروح أتفرج عليك وأنت واقف قدّام المراية.. وبتسرّح شعرك الجميل باستعجال.. وأقولّك هات يا حبيبى المشط كده.. وأحطّلك لمساتى الجميلة، اللى إنت بتحبّها من إيدى وعلى ذوقى.. وإنت بتدلّع وتحاول تعضّ صوابعى.. وآخدها جوّه بقّى.. وماكُلش حاجة بعدها، إلا لمّا تيجى.. علشان يفضل طعم لمسة إيديك جِوّايا.. ما إنت باتنمش جانبى إلا وبتفرد شعرى بيها.. عارف إنى مابروحش فى النوم إلا وأطراف إيديك بتخلّل نسايلها.. وياما كنت بحبّك وإنت زىّ الطفل بتفك ضفايرى علشان تلعب فيها.. وأزعل منك.. وأعرف إنك زعلان لم نمت ونسيت.. وتتصلّ بىّ بالتليفون تقولى: يا نادية كُلى أىّ حاجة.. أنا ح تأخر اليوم.. أقولك وحَيْاة (ابراهيم) ما أنا جعانة.. وعُمْرى ماح آكل من غيرك أبدًا.. ولو جِت تانى يوم.. المُهمّ كلّمنى قبل ما تنزل.. علشان تلاقى الأكل اللى بتحبّه جاهز وسُخن أوّل ما تفتح الباب.. يالله يا إبراهيم قوم يا حبيبى..؟
و(ناديْة) تقرّر أنْ تصوم أيام تعب زوجها وحبيبها ونور عينيها.. كما كانت تسمّيه.. وترفضُ تناول الأكل مِنْ أولادها.. وتهمسُ له بعينيه: ـ لمّا يقوم حبيبى.. زادى وزوّادى.. وتأكّل تمرات صغيرة وكوب عسل وماء فقط.. تخافُ أن تتبوّل أوتتبرّز.. وتتحمّل وتتحمّل.. وسبحان الله العظيم.. مَنْ يرى العاشق فى الثانية والسبعين يظنّه شابًا فى السّابع والعشرين من العمر.. وكان يقول لمن يغبطه على شبابه وصحته: إنّه الحُبّ.. والله يمنحنى القوة من أجل إعالة الحبيبة الغالية.. ترى لو جلال الدين الرومى يعيش بيننا اليوم، كيف كان يعبّر عَنْ ذاكَ الوَجْد الأبدى.. عاشقان يعيشان أكثر وأكثر من قصّة حُبّ.. وكُلّ خطاهما تراتيل مقدّسة.. وتسابيح عِشْق مشروعة بدنيا الله.. واقع حَيْاتى..يوميّات تحولّ مرارتها إلى حلو صباحات وصفاء مساءات.. والآلام والوجع شجن أغنيّات.. لا تهمّ الكلمات.. لا تعنى أحرف على ورق.. أو نقش على جذع شجر أو حتى على أعتى حَجَر.. إنّما هو حَفْرٌ بالقلبِ إلى الأبَد.. ويملأ وجودهما وكُلّ مَنْ يقترب منهما نوراً سماويّاً.. بيتهما مُتْخَم بسعادةٍ لا مثيل لها.. فقد سكنت جدرانه أنفاس حُبّ فى الله..
ويحال الزوج العاشق للمعاش.. وينقصُ الراتب.. ويصل الى ٢٨٠٠ جنيه حاليْاً.. بعد الانتهاء من طلبات زوجته العاجزة التى فى حاجة لأدوية كثيرة.. وعلاج طبيعى مرتفع الثّمن وبصفة مستمرّة.. وليْس لديها مظلّة معاش، ولا نقابة لمساعدتها.. ولم يطلب الرجل من وزارة الصحّة أو المجالس القومية المتخصّصة أىّ حاجة.. فهو لا يمكنه مفارقتها أبداً.. وحالتها تسوء يومّا بعد يوم.. والابن يحاول المساعدة فى حدوده هو والبنت.. ولكن الحاجة تتطلّب الكثير والكثير والكثير.. وأخيراً.. رجل حىّ الوايلى ذو (٧٢) عاما.. وبعد ( ٤٢) عاما من الحُبّ والوفاء والإخلاص.. ويعد ١٥ عامًا أيْضاً، وهو بجانب زوجته المريضة.. تخورُ قواه ويبكى.. ويطلب المساعدة من الدولة أو أىّ جهة تتكفّل فقط بالأدوية والعلاج الطبيعى.. ولكنه يصرخ إلا جسدها.. إلا أن يقوم بتغيير ملابسها، أو الدخول معها الحمّام لكىّ تغتسل.. وبمنديلها تمسحُ السيدة العاجزة الصابرة دموع نهر الحُبّ، التى تنفجرُ عابرة الضفاف تخون مقاومتها وتتجاوز حدود الحياء.. وتبلّل قميصه.. وتربتُ الزوجة المُحِبّة على صدره ببطن كفّ يدها، وتصرخ فى وجه المذيعة التى تستضيفهما: -ده حبيبى لا يا حبيبى.. والنّبى.. والنّبى علشان خاطرى ما تعيّطش..لا يا حبيبي بلاش تبكى..! وتقاوم المذيعة تأثرها.. وتبتسم وهى تقول لها:
-حبيبك..! فتردّ عليها: أيْوه حبيبى ونور عينى.. حُبّ عُمْرى اللى عشته.. وأبوس التراب اللى بيمشى عليه كمان! ..... *ملحوظة: ـ من يريد أن يقدّم يد العون للحاج (إبراهيم) يتصل بالزميلة الإعلاميّة رضوى.. أو فريق الإعداد ببرنامجها (هى وبسّ).. ويمكنه الدخول على موقعها على الفيس لأخذ عنوانه.. فهما فى أشدّ حاجة للعون فى صمت، ودون إحراج، وحفظاً لكرامتهما.. فحبيبة عمره (نادية) فى حاجة لعلاج طبيعى مستمر، وكذلك أدويْة باهظة الثمن..
أضف تعليق

المنتدى الحضري العالمي شهادة دولية للدولة المصرية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2