- الأزمات العربية هى صناعة عربية
- لا يمكن حل أزمة اليمن بقرار أممى.. وهى أزمة معقدة جدًا، ولن تحل إلا بوجود أفق سياسى
- القبائل اليمنية والتى تعتبر رمانة الميزان فى حسم الصراع فهى أيضًا متعددة الولاءات
كتب: محيى عبد الغنى
فى هذا الحديث الذى أدلى به الخبير الاستيراتيجى، اللواء محمد رشاد، ، لـ "دار المعارف" أكد وكيل المخابرات العامة السابق أن الأزمات العربية هى صناعة عربية، ولولا وجود الخلافات العربية الداخلية، لما أمكن للأطراف الإقليمية والدولية التدخل فيها، وتقد أتى هولاء جمعيًا مستغلين للضعف العربى لعدم وجود توافق بين الأطراف العربية نفسها
ووصف رشاد أزمة اليمن بأنها أزمة معقدة جدًا، ولن تحل إلا بوجود أفق سياسى.
غياب الوعى
وأضاف وكيل المخابرات العامة السابق، أنه من المؤسف أن كل الأطراف التى تتعامل مع أزمة اليمن ليس لديها وعى أو معرفة بالمكونات الداخلية لليمن، موضحا أن الحوثيين شريحة من الشعب اليمنى موجودة على الأرض، وكان لها صراعات متعددة بدءًا من عام 2003، عندما دخلت فى صراع مع الرئيس السابق على عبد الله صالح.
وخاضت حركة الحوثيين 6 مواجهات وانتصرت فيها سواء فى صراعها مع حزب الإصلاح (الإخوان) أو مع سلطة الرئيس على عبد الله صالح.
أطراف اقليمية
وواصل أن المجتمع اليمنى القبلى له ولاءات متعددة، ونجم عن ذلك أنه منقسم ومشارك فى حرب اليمن الحالية.. وسيظل الصراع محتدمًا بين الرئيس اليمنى عبدربه هادى، والحوثيين إلى أن يتم إيجاد حل.
وقال رشاد تشارك فى صراع اليمن الحالى أطراف اقليمية مثل السعودية وإيران واللذين يدعما كل فريق على حدة.. وهناك المذهب الشيعى الزيدى الموالى لإيران.. وأراضى وشعب اليمن ذو طبيعة خاصة، وقد فشلت كافة الحملات العسكرية التى قاتلت فى اليمن عبر التاريخ.. والآن لايمكن حسم المعركة بالقوة الجوية بدون قوات برية على الأرض، إذ أن مسرح القتال فى اليمن ذو طبيعة خاصة، ولا يمكن حسم المعركة فيه بدون قوات جوية.. والجيش اليمنى الموالى للسعودية لا يمكنه تحقيق النصر.
وعن السلطة الموجودة فى اليمن الآن، قال رشاد إنها تعانى من تصدعات حيث تواجه الحراك الجنوبى المطالب بإنفصال جنوب اليمن عن شماله، ليصبح هناك الآن جيشان مواليان للسعودية، وهما فى نفس الوقت متصارعان مع بعضهما.. وهناك حزب الإصلاح الدينى (الإخوان) المتحالف مع السعودية، بالرغم من عدائه السابق لها.
وأكد الخبير الاستيراتيجى أننا – الآن - أمام أطراف متعددة ومتصارعة، وحتى القبائل اليمنية والتى تعتبر رمانة الميزان فى حسم الصراع فهى أيضًا متعددة الولاءات، والتى تبحث عن المال والسلاح ويمكنها أن تغير ولائها فى أى وقت حسب مصالحها.
ويواصل اللواء محمد رشاد حديثه قائلا إن الأطراف الضالعة فى الصراع سوف تظل فى عمليات الكر والفر دون الإتفاق على حل.
وحل النزاع فى اليمن لابد أن يكون يمنيًا إقليميًا، فإذا كل الضربات الجوية السعودية لم تحل النزاع، وغير مجدية، فلابد أن تتجه السعودية إلى كافة الأطراف اليمنية المتصارعة لإنهاء الصراع، ويشمل إنهاء الصراع وجود أفق سياسى وتشاور بين السعودية وإيران واللذان يدعمان أطراف الصراع..
وقد آن الآوان لحدوث تفاهم بين السعودية وإيران ، واللتين يمكنها السيطرة على أطراف النزاع ودعوتهم إلى الحوار ووقف إطلاق النار، وإحلال السلام فى اليمن ليعود عنصرًا فاعلًأ فى المنظومة العربية، والحل فى يد السعودية وإيران ولا يوجد أى دور للأطراف التى فشلت فى حل النزاع.. وأن لم تتدخل السعودية وإيران لحل صراع اليمن.. سيظل الصراع مصدر إستنزاف لمقدرات السعودية وإيران، فالوكلاء لا يستطيع إنهاء نزاع اليمن القائم بين إيران والسعودية، كما أنه لا يمكن إستبعاد أى طرف يمنى من شموله الحل السياسى.. ولا يمكن للسعودية حسم المعركة بدون قوات برية، والتى ستكون كلفتها باهظة على جميع الأطراف.
ويذكر اللواء رشاد صعوبة الحرب التى قادها الجيش المصرى فى اليمن خلال فترة الستينيات من القرن الماضى، وهو شخيصًا كان مقاتلًا فى اليمن لمدة عام ونصف وأدرك صعوبة الحرب فى اليمن نظرًا للطبيعة الجبلية الوعرة، وكذلك شراسة اليمنيين فى القتال.
وينهى اللواء محمد رشاد حديثة بالقول إن حرب اليمن الحالية سببت خسائرا فادحة فى الأرواح، وفى تدمير البنية التحتية للبلاد.. ويجب أن يتوقف الصراع.. وعلى السعودية وإيران البحث عن حل سياسى سواء بالحوار المباشر أو عن طريق وسيط.