خطة الإخوان للتمكين ونظرية الإرباك والإنهاك

خطة الإخوان للتمكين ونظرية الإرباك والإنهاكخطة الإخوان للتمكين ونظرية الإرباك والإنهاك

* عاجل25-1-2020 | 19:44

كتب: عمرو فاروق
تسير جماعة الإخوان حاليا نحو محاولة لتكثيف دعوات الحشد والتحريض خلال المناسبات المختلفة، وفي مقدمتها ذكرى أحداث يناير 2011، لتحقيق أهداف متعددة.
لكن ليس الهدف الأساسي منها نزول المصريين للشارع أو صناعة ثورة شعبية مثلما يشيعون، لتيقنهم أن هناك حالة رفض شعبي ومجتمعي من وجودهم بشكل عام.
لكن الهدف أكبر من ذلك وهو إنهاك وإرباك الأجهزة الأمنية، وما يتبعها من تكلفة مادية باهظة، اضافة إلى تصدير صورة للرأي العام الدولي أن الأوضاع في مصر غير مستقرة، أو هناك حركات احتجاجية سياسية وشعبية سواء من الداخل أو من الخارج ضد النظام السياسي الحالي، وأن النظام السياسي يحكم الدولة بيد من حديد، وينتهك حقوق الانسان ، في ظل الترويج لقصاصات سجناء الاخوان وعائلاتهم ، وسيناريوهات المظلومية التي يتعايشون في تحت مظلتها ويتاجرون بها.
هذا المخطط يتم تنفيذه حاليا وفقا لوثيقة تم تسريبها مؤخرا يطلق عليها، وثيقة "التمكين" الجديدة، وتسعى من خلالها لصناعة ما يسمى بدوائر الربط العام، ودوائر التعاطف الشعبي، واستمالة ابناء جماعات الإسلام السياسي، لاسيما التيار السلفي، ومحالة إعادة تكوين ظهير شعبي معارض سياسيا بما يخدم مصالح الجماعة ومشروعها بشكل غير مباشر .
وقد كشف عن وثيقة التمكين، القيادي السابق في التنيظيم ، عبد الجليل الشرنوبي، الذي تولى منصب رئاسة تحرير موقع "إخوان أو لاين"، المنبر الرسمي للإخوان.
ووثيقة التمكين، تضع أطر تحاول الجماعة من خلالها لإعادة هيكلة التنظيم مرة أخرى، في ظل الصراعات والانشقاقات التي تلاحق الدوائر التنظيمية للإخوان.
وتم وضع الخطة نهاية 2019، من خلال رابطة إخوان مصر في الخارج، وتم اعتمادها من جهاز التخطيط بالتنظيم الدولي، وتستهدف إعادة هيكلة المكاتب الإدارية واللجان الفنية والنوعية المختلفة.
حملت خطة "التمكين" الجديدة للإخوان عنوان "خطتنا بناء وتدافع"، وأنها تتضمن ما يسمى بـتقارير "رفع الواقع"، والتي تتم عبره رصد واقع العالم بعيون قيادات الجماعة، ثم البلاد العربية، قبل أن تسلط الضوء على مصر باعتبارها بلد النبتة، وتُعنون الخطة بـ"رؤية الجماعة للمرحلة".
أهم ما جاء في خطة "التمكين"، فشل محاولات القضاء على مشروع الجماعة استناداً على فشل الدعوات المطالبة بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي في بريطانيا والولايات المتحدة.
حملت أوراق الخطة الإخوانية، محاور وأهداف التنظيم، واستراتيجيات التخديم على سيناريوهات المشروع الإخواني للتعامل مع الواقع سواء على مستوى المجتمعات العربية أو على المستوى العالم الغربي، وأن الجماعة تسعى لإعادة استغلال القضية الفلسطينية كمدخل للتجييش ومنفذ للعبور لحواضن جديدة على مستوى الوطن العربي.
تسير خطة "التمكين"، المسربة في إطار مجموعة من الأهداف المرحلية، وتشمل عدة محاور مثل مستقبل التنظيم، وإعادة هيكلته، وطريقة التعامل مع المجتمع، وكيفية مواجهة المشروعات المعادية، وسبل التعامل مع القوى الإقليمية والدولية.
ونوهت خطة "التمكين"، إلى ضرورة وجود كيان إخواني متماسك يدرك أدواره المحدودة، حتى تتمكن القيادة من تحقيق الأهداف التنظيمية، ومن ثم حدد التنظيم للجانه ومكاتبه وقواعده عدداً من المهام لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
طالبت خطة "التمكين" الإخوانية، بضرورة التهيئة الفكرية لعناصر الجماعة أولاً، انطلاقاً منها إلى مشروع الجهاد الذي يتنوع بين الجهاد المالي، والإعداد البدني، ثم مهمة عنونتها الخطة بـ"مرتبة تحرير الأوطان"، وتعني أسقاط النظام السياسي المصري، والتي تربطها بما تسميه "الثقة في نصرالله"، وتقرن ذلك مباشرة بالثقة في القيادة.
تسعى خطة "التمكين" إلى صناعة تعبئة تنظيمية لاستعادة وضع الجماعة في مصر، من خلال استنفار كامل طاقات القيادات التي تُشرف على تنفيذها، حاملين شعار "جدد العهد وجنبني الكلام إنما الإسلام دين العاملين".
أضف تعليق

إعلان آراك 2