د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: هويتك فى كُتبك

د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: هويتك فى كُتبكد. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: هويتك فى كُتبك

* عاجل28-1-2020 | 19:38

لو كان هناك شيء لابد أن يكون له سعر أو ثمن، فسيكون هذا الشيء هو الكتاب؛ لأنه أغلى وأثمن من أن يُسعر، فقيمته تزداد مع الزمن، وتزداد أيضًا كلما استفاد بمعلوماته كل من اطلع عليه، فأي ثمن يُمكن أن يُوضع على الكتاب سيكون ثمنًا رمزيًا.
فالكتب لها قيمة معنوية غير عادية، فهي أوفى صديق، وأقرب شيء يمس الروح، فرائحة الكتاب لها تأثير غريب على نفس الإنسان، فكيف يُمكن لأي شخص أن يُنكر هذا التأثير، أو تلك القيمة.
ولكن رغم كل هذا، نجد الغالبية العظمى تُوفر الأموال من أجل التليفونات المحمولة الحديثة، وشراء الأدوات الاستهلاكية، في حين أنهم لا يضعون في مُخططهم قيمة الكتب، رغم أن كل شيء يفقد قيمته مع الزمن، على عكس الكتاب، الذي تزداد قيمته، خاصة لو وجد الإنسان نفسه يُترجم ما فيه على أرض واقعه، ويستفيد منه في حياته وتجاربه، فالكتاب نعمة جليلة في حياتنا، فهو تُراث، وإحساس، وفكر، وقيمته تكمُن في كل كلمة مكتوبة فيه.
وليتنا نُدرك أن الثقافة الحقيقية تبدأ من الكتاب أولاً، فهو بداية المعرفة قبل أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا، وقبل أي وسيلة أخرى معرفية، فالألفاظ والتعبيرات تصقل الإنسان، والقراءة تُخصب الخيال، والمعرفة تُوسع المدارك.
فلو وضع الإنسان كل ثروته في كتبه، لكان أغنى إنسان في العالم، فهذا الكنز لا يصدأ بفعل الزمن، فمعدنه أصيل، كل ما يحتاج إليه عقل يتدبر بما يقرأه، والغريب أننا في الماضي كنا نتعمد توفير مبلغ مالي، ولو زهيد من أجل شراء الكتب واقتنائها، أما الآن، فأصبحت كل الأشياء تستحق التوفير والشراء إلا الكتب.
وأحب أن أُذكِّر الجميع بأن الإنسان بلا قراءة، فهو بدون نقاش سيكون بلا هوية، فالهوية تبدأ من الثقافة والمعرفة، وعُنوانك وهويتك تكمُن في كُتبك وتُراثك، فكل دار لنشر الكتب، تُبرز هويتها من خلال نوعية الثقافة التي تبثها عبر كُتبها.
أضف تعليق

إعلان آراك 2