ماهر فهمى يكتب: عمنا جليل.. أستاذنا الجليل

ماهر فهمى يكتب: عمنا جليل.. أستاذنا الجليلماهر فهمى يكتب: عمنا جليل.. أستاذنا الجليل

*سلايد رئيسى25-5-2017 | 17:30

عندما تدخل أخبار اليوم تغوص فى تاريخها وتعوم.. وكانت البداية شقة فوق السطوح بعمارة بحرى بميدان التحرير.. وجمعت بين الثنائى مصطفى وعلى أمين، ومحمد التابعى، الذى كان يصدر آخر ساعة وقد اشتراها منه.. وهذا السطوح شهد ميلاد رسام الكاريكاتير رخا.. وكان العمود الفقرى لهذا المولود الدكتور قاسم فرحات وهو صيدلى ولكنه أثبت أنه إدارى واقتصادى فوق العادة.. فمصطفى وعلى يبدعان فكريا وصحفيا.. وهو يسند حلمهما ويبدع إداريا واقتصاديا، وحتى الآن لم يكرم فى يوم الوفاء يوم توزيع جوائز التوأم.

وبعدأن أقاموا مبنى شارع الصحافة أطلقوا عليها دار أخبار اليوم.. حتى تكون البيت الكبير لكل أبناءها.. أو بيت العائلة.

والدكتور قاسم فرحات لما يدخل عليه أحد العاملين بورقة وهو يعرف بالبديهة أنها طلب سلفة.. لا يقرأها ويقول: آسف.. ومن هنا أطلق عليه عمنا الناقد الفنى الكبير جليل البندارى الدكتور آسف فرحات.. وكان الملاذ عبد العزيز عبد العليم نائب المدير العام.. وعمنا والى ثم يحيى فى الخزينة.. وهناك عرف بأن نسحب من المرتب.. وزميلنا أحمد زعبوط .. والله هذا اسمه، كان يجد أول الشهر الأستاذ خالص سبقه.. فيسحب من الشهر اللى بعده.

ومن خفة ظل هذه الدار.. أطلق مصطفى بك على عمنا جليل البندارى.. جليل الأدب وبندارى عليه.. ولى مع عمى جليل موالد مداره موال.. وأنا من تلاميذ مدرسته الساخرة التى تخرج منها المبدع أحمد رجب وفايزة حلاوة.. وكان جليل له برواز يومى فى الأخبار بعنوان كلمة.. وبعد رحيله ورثه أحمد رجب فسماه نص كلمة.

ولى مع عمنا جليل أشواط.. وقد حصلت من تحية كاريوكا على خطاب فى المنقى من الكلام، ومن شهد العبارات وهى مشهورة بمبارزاتها الكلامية مع جليل.. وقلت لسكرتير التحرير النابغة والمعلم عثمان لطفى عن الفكرة قبل مباراة الأهلى وترسانة مصطفى رياض والشاذلى.. فاتصل بجليل وقال له الفكرة.. ومعروف أن جليل الترسناوى الوحيد.. ومعلهش المبدع كان ترسناوى حتى النخاع وتولى منصب سكرتير عام نادى الترسانة.. فلما صعدت لمكتب جليل واجهنى بعزف من الردح المباح فنزلت غاضبا وقلت لعثمان ما حدث، وأنا فى منتهى العصبية.. فضحك بصوت عالى.. فقال لى هو أحبك وهذه هى طريقته عندما يحب أحد.. ضعه له مرة أخرى واعطه خطاب تحية ليقرأه. ويرد عليه من غير ما يطّلع على الخطاب إنطلق فى الكتابة بكل ما لذ وطاب، من الكلام المباح الصالح للنشر.. وبعد أن وافق عبد المجيد نعمان على النشر أعطيت الخطابين لعثمان لطفى أستاذنا الجميل.. ونشر الخطابين وكان لهما مذاق خاص لدى القراء.. وما محبة إلا بعد عداوة كنت أود الأستاذ جليل ودائما بصحبة رؤوف رسام الكاريكاتير فى آخر ساعة.. ولم يكن يبخل على بخبرته.. وكانت صفحته الأسبوعية فى أخبار اليوم أحد أسباب زيادة التوزيع.

ولى مع عمى جليل طرائف وغرائب.. وأنا من تلاميذ مدرسته.. وهناك بقية جليلية فى الحلقة القادمة.. وحلقاتك برجالاتك حلقة دهب فى وداناتك.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2