عاطف عبد الغنى يكتب:عطوة كنانة كوّن خلية ثورية !!

بعد فشل العرض المرسحى (اللفظ مستوحى من لغة الإخوان الأوائل) لمحما على (هكذا يكتب اسمه ناشطو السوشيال)، أنتجت لنا فرقة الإخوان الهربانين عرضا جديدا عنوانه «الجوكر» وبطله عطوة كنانة «المعفن».

(1)

حاولت أن أستوحى بعضا من لغة «السوشيال ميديا» وتعليقات الرواد الذين يتميزون بخفة الظل، فى ردودهم على أحدث إنتاج إرهابى، تردد اسمه مع ضبط أحدث خلايا إخوانية تابعة لحركة «حسم»، وعلى لسان عدد من الإرهابيين المنتشرين على مواقع التواصل للتنظير، ومحاولة النفخ فى شخصية لا تقل تفاهة ولا سذاجة ولا سخافة عن «الكومبارس» محمد على لخلق أسطورة جديدة، فى تصور أن الشخصية يمكن أن تجذب الشباب بقناع «الجوكر» المستلهم من الرواية والفيلم الهوليوودى الخارجان من قلب أفكار «الفوضويين». .. والله ضحكت عندما بحثت وعرفت أصل «جوكر» الإخوان، وحكايته، واسمه الحقيقى تامر جمال، وهو نفسه «عطوة كنانة المعفن» الذى أشبعنا بكليباته المقرفة بعد أحداث 25 يناير 2011، وقدم فيها نفسه شخصية عشوائية قذرة شكلا وموضوعا تناقش (الشخصية) مسائل عامة بسخرية شديدة، وهو ممثل فاشل يبحث عن «كاركتر» أى شخصية تستهوى مؤلفًا، أو مخرجًا، أو منتجًا، لعله يجد سبيلًا ليدخل عالم السينما أو المسرح، حيث الشهرة والمال، لكن «كنانة» فشل لسنوات عديدة فى أن يحقق جماهيرية، أو «يعلّم مع الناس» لأنه بصراحة «مقرف زيادة عن اللازم»، وبعد سنوات من الفشل، وقد أغراه – غالبا - بعض الشهرة التى نالها محمد على، فقرر «كنانة» أن يصبح «أيقونة ثورية» ومعالجا نفسيا «كما يصف نفسه» يتصف بالحكمة فى رسائله الفصحى المطعمة ببعض الألفاظ القرآنية، والموجهة بالأساس إلى إخوانه، يثورهم، ويحرضهم، ويحرك ما يسميهم السباع، التى تعنى الأسود أو تشير إلى عدد أفراد الخلية المكونة من سبعة، (وكده يعنى بما أننا بنلعب إرهاب)، وهات يا (رغى ودش) على «اليوتيوب، وتويتر، والفيس»، وتسأل نفسك لو لم تكن هذه الوسائل موجودة أين كان الإخوان الآن؟!.. والإجابة: «تحت الأرض.»

(2)

 عادت الجماعة الإرهابية مجددا للعمل السرى الذى تجيده، ونزلت تحت الأرض، لكنها تركت نشاط «الجوكر كنانة» وغيره الشبيه بالفلكلور الهزلى لدغدغة الحواس، وإثبات الوجود، تماما مثل عملها من خلال القنوات الفضائية، الخاصة بها، وسوف تحافظ عليه عند مستوى معين، انتظارا لفرصة تبحث عنها وتتمناها، ومع تأكدنا أن هذه الفرصة صعبة المنال جدا بعد أن عرف جموع المصريين حقيقتهم، واكتووا بنيران إرهابهم، إلا إنه لا يجب الاستهانة، والدعة، بل على العكس لابد من التصعيد خلال الأيام القادمة، من جانب الدولة (المؤسسات والشعب)، للاشتباك مع الإخوان، فكريا لتفكيك بنيوتهم العقائدية.

(3)

 لقد نالت الجماعة الإرهابية خلال السنوات الست الماضية، ضربة قاسمة، لا تقل عن ضربات العهد الناصرى، لكن التاريخ الحى أخبرنا بأن الضربات السابقة لم تقض على الجماعة، ولا الضربة التى نالتها عقب ثورة 30 يونيو، قضت عليها، والتنظيم الدولى اجتمع فى تركيا منذ أيام قليلة، ووضع خططه للتحرك خلال الفترة القادمة، الخطة التي تسربت من خلال قيادى سابق بالجماعة، تحمل اسم «خطة»2020، وعنوانها الرئيسي: «مرتبة تحرير الأوطان»، وتعتمد على «جهاد مالي» و«إعداد بدني»، واستغلال القضية الفلسطينية كمدخل للتجييش، ومنفذ للعبور لحواضن جديدة على مستوى الوطن العربي، والمعنى مما سبق أن الجماعة تعمل، وسوف تحاول فى القادم من الأيام استغلال القضية الفلسطينية، لتنفذ من خلالها إلى عقول وقلوب شبابنا.

 (4)

 قضية فلسطين التى حاربت من أجلها مصر عبدالناصر، والسادات، وحتى حسنى مبارك الذى حاول كثيرا أن يتحرك فى إطار معاهدة السلام تجاه حل القضية، وإيجاد دولة للفلسطينيين، وكاد يصل مع الإسرائيليين، إلى حلول معقولة ومقبولة فى عهد «إيهود بارك» رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، والآن يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسى المحاولات، بداية من إتمام المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم، إلى الحصول على ما يمكن الحصول عليه من فم الذئب والضبع، ويحدث هذا فى ظل أسؤ ظروف مر بها العرب فى تاريخهم الحديث.. هذه هى القضية التى يتاجر بها الإخوان الذين حكموا لمدة عام فكادوا يضيعون مصر وفلسطين معا.. والحكايات معروفة ومثبتة فى أوراق واتصالات رسمية ودفاتر المحاكم التى تنظر قضايا خياناتهم، وتسريبهم لأسرار الدولة لقطر، واتصالاتهم السرية مع الأمريكان واليهود لفتح سيناء وبيعها وتفريغ فلسطين المحتلة للإسرائيليين، وما خفى كان أعظم.