أحمد عاطف آدم يكتب: زلابية جميلة الجميلات

أحمد عاطف آدم يكتب: زلابية جميلة الجميلاتأحمد عاطف آدم يكتب: زلابية جميلة الجميلات

*سلايد رئيسى2-2-2020 | 15:10

لم تتخيل زلابية أن فرحتها لن تتم، ولم تشك لحظة واحدة فى أن تنمر الشارع بخِلْقتها سيكون دافعاً مدمراً لأحلامها البسيطة والمشروعة، فهى تعيش يغرفة متهالكة بحى روض الفرج مع ٢١ فردًا من أسرتها الكبيرة، ورغم تلك الظروف الصعبة ومن رحم المعاناة رزقها الله بمناسبة سعيدة تتمناها أى فتاة وهى خطبتها لأحد الشباب. وبعد أن فرحت العروس بليلتها تفاجأت بصور فيديوهات من حفل خطوبتها علي مواقع التواصل الإجتماعى تتنمر وبشكل لم يسبق له مثيل بهيئتها، بل ظل شباب ورواد تلك المواقع البائسة يقللون منها علي مدار يومين حتى رفضها خطيبها، وفشل مشروع ارتباطها بفارس أحلامها، لتشعر فى النهاية بكسرة قلب كبيرة أرغمتها على عدم الخروج من منزلها طيلة ٦ أيام. وعقبت هدير محمد الشهيرة "بزلابية" علي هذا التنمر الجماعى قائلة: "بطلب من الناس محدش يتريق علىّ لأن شكلى خلقة ربنا، وربنا مش بيخلق حاجة وحشة، ولما بلاقى الناس بتتريق عليّ بزعل من جوايا، ومش بإيدى حاجة أعملها. ثم وجهت رسالة لكل من سخروا منها ومن شكلها في الصور قائلة: «أنت ضامن عمرك أو شكلك هيكون ازاي؟، أو تقدر تخلي شكلك حلو. أو تخلق شعرة!؟»، مشيرة إلى أنه لا داعي للسخرية من خلق الله". وما بين بذائة الفعل وقوة وحكمة رد الفعل من جانب هدير، حاول ثلاثة شبان تخصصوا في فنون التجميل أو "الميك اب" أن يزيلوا مسحة الحزن التى سيطرت علي الفتاة، فحضروا خصيصاً من محافظة أسيوط ونجحوا بعملهم فى إعادة البسمة إليها وإقناعها بمفاتن خلقتها التى شوهتها كوافيرة الخطوبة بعدم مهنيتها، لكنهم طرحوا سؤالاً مهماً بطريقة غير مباشرة - وهو: لماذا لا نتصرف هكذا من البداية!، بمعنى أنه يكفينا تخيل الألم الذى تسببه تصرفاتنا قبل أن نهم بجرحنا الغائر في قلب الآخر، وحينها قد لا يكفى مجرد تعاطفا بعد تنمرنا وبلادتنا لقاء ضحكات وقهقهات شيطانية لا طائل منها. وأتخيل أن العكس هو الصحيح - يجب أن نبحث عن الترياق المناسب لأوجاع الآخرين، يكفيهم الآه التي تعتصرهم ألماً وضغطاً وهم دائما لا يشغلهم إلا تجنيبنا مجرد التفكير بهمومهم وأحزانهم. في النهاية تبقى زلابية هى جميلة الجميلات بحبها للناس وعدم تفرغها للحقد عليهم، أو محاولة الفتك بهم، هى فقط ومن مثلها يحاولون أن يعيشوا بيننا مقتنعين راضين متقبلين لقدرهم، مستعدون للصبر عليه، لكنهم ينتظرون منا أن نعينهم بالكلمة الطيبة والدعاء بالخير .
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2