«ناس تانية».. تاريخ اللون الأزرق!

«ناس تانية».. تاريخ اللون الأزرق!«ناس تانية».. تاريخ اللون الأزرق!

* عاجل7-2-2020 | 22:09

كتبت: أمل إبراهيم الأزرق لون نادر وبرغم ذلك  أصبح اللون الأكثر شيوعا ورواجا اليوم بأطيافه ودرجاته وظلاله المختلفة، من النيلي إلى اللازوردي إلى البحري الغامق إلى الكوبالت إلى التوركواز وغيرها. نشر موقع my modern met موضوع لطيف  للصحفية إيما تاغارت عن  اكتشاف اللون الأزرق وتصنيعه والوصول لدرجات متعددة منه، في رغبة لمضاهاة حيوية اللون الموجود بالسماء والمحيطات  وذلك لاستخدام اللون في اللوحات الفنية ونقوش الجدران وصبغ الملابس والحلي. وبرغم أن  اللون الأزرق يرتبط مع  أثنين من أعظم الميزات الطبيعية للأرض: السماء والبحار إلا أن  بعض العلماء يعتقدون أن البشر الأوائل كانوا في الواقع مصابون بعمى بالألوان ولم يكن يمكنهم  التعرف إلا  على  اللون الأسود والأبيض والأحمر والأصفر والأخضر فقط ،  ولم يكن لدى البشر الأوائل مفهوم للون الأزرق ببساطة  أو كلمات لوصفه ، وينعكس هذا حتى في الأدب القديم ، مثل أوديسا هوميروس ، الذي يصف المحيط بأنه "بحر نبيذ أحمر". هناك قائمة طويلة من الأشياء التي يمكننا أن نشكر المصريين القدماء على اختراعها ، واحد منهم هو اللون الأزرق. فقد تم إنتاج الأزرق لأول مرة من قبل المصريين القدماء الذين توصلوا إلى كيفية إنشاء صبغة دائمة استخدموها في الفنون الزخرفية ،  استمر اللون الأزرق في التطور طيلة 6000 عام  . الأزرق هو أول  صبغة ملونة يتم إنتاجها صناعيًا، فقد تم اختراع اللون الأزرق المصري في حوالي عام 2002 قبل الميلاد. وكانت عملية التصنيع تتم من خلال طحن الحجر الجيري الممزوج بالرمل والمعادن المحتوية على النحاس، والتي كان يتم تسخينها بين 1470 و1650 درجة فهرنهايت. وكانت النتيجة إنتاج زجاج أزرق غامق، كانوا يقومون بسحقه ودمجه مع مواد تساعد على إكسابه بعض السماكة مثل بياض البيض لإنتاج طلاء أزرق طويل الأمد. كان  المصريون القدماء ينظرون إلى  الألوان وخاصة  باحترام شديد وخاصة اللون الأزرق  واستخدموه لطلاء الخزف والتماثيل وحتى لتزيين مقابر الفراعنة. وبقي اللون شائعًا طوال فترة عصر الفراعنة حتى وصل إلى جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وكان يستخدم حتى نهاية الفترة اليونانية الرومانية (332 ق.م. - 395 م)، حتى بدأت عملية استخدام أساليب جديدة لإنتاج اللون وتدرجاته، وتشير إلى أن المصريين القدماء استطاعوا إنتاج درجات من الأزرق وصل لإنتاج لون أزرق لا يرى بالعين المجردة إلا إذا تم تسليط أضواء الفلورسنت عليه ليشع الأزرق ممزوجا بالأشعة تحت الحمراء المنبعثة منه. تقول تاغارت إن اللون الأزرق بدأ يُعرف باسم "اللازوردى" أي الأزرق السماوى، فقد بدأ يستخدم لأول مرة كصبغة في القرن السادس واستخدم في اللوحات البوذية في باميان بأفغانستان وتمت إعادة تسميته باسم أولترامارين - باللاتينية: أولترامارينوس، بمعنى "ما وراء البحر" – وبعدها تم تصدير  صبغة اللون  الأزرق إلى أوروبا من قبل التجار الإيطاليين خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر. وكان اللون يتسم بالزرقة العميقة أو "الزرقة الملكية" لذلك كان مطلوبًا للغاية بين الفنانين الذين يعيشون في أوروبا في العصور الوسطى. ومع ذلك، من كان يود شراءه واستخدامه، فعليه أن يكون ثريًا، حيث كان يعد لونا ثمينا ويضاهي سعره سعر الذهب وكان يتم التعامل مع هذا اللون بشىء من القدسية فى لوحات مثل الجلباب الأزرق للسيدة العذراء فى لوحة الفنان  جيرار ديفيد العذراء والطفل . ويقال أن يوهانس فيرمير - الذي رسم لوحة الفتاة  صاحبة قرط اللؤلؤ - أحب اللون لدرجة أنه دفع أسرته إلى الديون وباع بيته للحصول على اللون . كما يعتقد مؤرخو الفن أن مايكل أنجلو ترك لوحته The Entombment (1500-101)  لأنه لم يستطع شراء المزيد من اللون الأزرق . ظل الأمر كما هو حتى تم أكتشاف لون أزرق ألترامارين صناعى عام 1826 ، على يد الكيميائي الفرنسي ، الذي كان آنذاك يدعى "ألترا مارين الفرنسي". اللون الأزرق ظهر أيضا في الصين ويعود تاريخه إلى القرنين الثامن والتاسع وتم استخدمه لتلوين السيراميك والمجوهرات ، ثم تم استخدامه في البورسلين المميز ذي اللونين الأزرق والأبيض حتى اكتشف الكيميائي الفرنسي لويس جاك تينارد في وقت لاحق نسخة لونية من الأزرق معتمدة على الألومينا الأنقى في عام 1802، وبدأ الإنتاج التجاري لهذا اللون في في فرنسا في عام 1807. واستخدمه عدد كبير من الفنانين في لوحاتهم مثل فان جوخ ووأوجست رينوار وغيرهم.
    أضف تعليق

    طحن العظام وتدمير الأوطان

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2