أحمد عاطف آدم يكتب: طيبة (1) وثقافة التنوير

أحمد عاطف آدم يكتب: طيبة (1) وثقافة التنويرأحمد عاطف آدم يكتب: طيبة (1) وثقافة التنوير

*سلايد رئيسى9-2-2020 | 19:41

أيام قليلة تفصل وكالة الفضاء المصرية عن إعلان بدء التشغيل الفعلي، وتحقيق الإستفادة القصوي من القمر الصناعي الجديد طيبة١ المخصص لأغراض الإتصالات. وبعد فترة وجيزة سيكون القمر جاهزاً لتقديم خدماته للمواطنين، مثل تأمين الحصول علي إتصالات هاتفية وخدمات إنترنت علي مدار ٢٤ ساعة دون إنقطاع وبأي مكان - حتي داخل نطاق التضاريس القاسية مثل الجبال أو الصحراء البعيدة عن التغطية وعدم توفر محطات تقوية قريبة وما إلي ذلك. هذا إلي جانب انتظام الخدمات المقدمة للشعب المصري من خلال شبكة الحكومة الإليكترونية. وبإطلاق "طيبة١" تكون مصر قد دخلت عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الإتصالات بما يمثل نقلة كبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات بصفة عامة . وإذا تحدثنا عن أهمية لحاقنا بركب التكنولوجيات المتقدمة بوتيرتها المتسارعة، يجب ألا نغفل ضرورة إلقاء الضوء علي مصطلح هام للغاية وهو "المعلوماتية" ، والتي تعرّف بأنها: "الإستخدام السليم والأمثل لتكنولوجيا المعلومات الحديثة، من أجل التعرف على أفكار جديدة، والاستفادة منها أثناء تطبيقها علي أرض الواقع". واتساقاً مع المفهوم السابق وأهميته، ربما يتفق معي الكثيرين بأن هناك حلقة مفقودة بين حرصنا وإصرارنا الكبير على مواكبة التطور التكنولوجى من حولنا وبين إدراكنا التام واليقينى لمفهوم المعلوماتية، والدليل علي هذا هو إهتمام أطفالنا وشبابنا باقتناء أحدث أجهزة الإتصال دون تحقيق الإستفادة القصوي منها مثل التليفون المحمول والتابلت إلخ، بل الأفدح من ذلك هو بلوغ العديد من الشباب لدرجة مرضية من هوس التملك والتباهى الأجوف والمجرد من أي هدف واضح. ويحضرنى موقف ربما هو دليل قوي علي ما وصل إليه هؤلاء الشباب من تواضع في الفكر والطموح والنظرة المستقبلية. وحدث أنه إبان الزخم الإعلانى عن إطلاق القمر الجديد طيبة١، كنت متواجداً علي أحد المقاهى قبل مشاهدة مباراة مشفرة في كرة القدم، وتحدث أحد مقدمى برامج التوك شو عن أهمية القمر الصناعي الجديد فى تطوير سرعات وخدمات الإتصالات والإنترنت، فسمعت أحد الشباب الجامعي يقول لصديقة: " يعني كدا لعبة "ببجي" هتبقى طلقة، فرد عليه قائلاً: واليوتيوب وتحميل الأفلام كل دا يا صاحبي.. دى هتبقى ...... !؟". الصورة الأخيرة تعكس تماماً الفرق في طريقة التفكير بين الشباب العربى والغربى، وأن السطحية في تدبر الأمور وتحديد الأهداف والأولويات أصبحت هى السائدة، فالموبايل بالنسبة لهم هو الفيس بوك ومشاركة مالا ينفع وما يضر، وكذلك الإنترنت هو اليوتيوب والألعاب والأفلام... إلخ. والحقيقة الدامغة التى أعترف بها، هى أن وسائل الإعلام يُلقى علي عاتقها مسئولية مزدوجة وحتمية، بضرورة التأكيد على أهمية التقدم التكنولوجى كوسيلة، جنباً إلي جنب مع الإستخدام الأمثل والتطويع البناء لهذا التطور، لتحقيق قيمة مضافة لمجتمعنا علمياً ثقافياً وتربوياً، وبأننا ننفق أموالنا لكسب الوقت وتحصيل العلم وليس لإهداره وتضييعه.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2