صدور ديوان «لا تثق بالجهات» للشاعر السوري وليد الزوكاني

صدور ديوان «لا تثق بالجهات» للشاعر السوري وليد الزوكانيصدور ديوان «لا تثق بالجهات» للشاعر السوري وليد الزوكاني

فن وثقافة10-2-2020 | 13:50

كتب: حسام أبو العلا 

صدر للشاعر السوري وليد الزوكاني ديوان شعر جديد بعنوان "لا تثق بالجهات"، عن دار آفاتار، وشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020 . وهو الديوان الثالث للشاعر بعد "ثلاث ليال لقمر أريحا" ١٩٩٥، و"منذ ماء كثير" ٢٠٠٧.

يقع الديوان في ٢٠٢ صفحة من القطع المتوسط ويضم ٢٥ قصيدة توزعت على ستة فصول هي على التوالي: "لا بيت لي سوى ما مشيت"، "سيرة لفداحة الملك"، "لا موت يكفي لقيامة"، "سِفْرٌ أخير من الهاوية"، "قداس لجسد امرأة"، "وكانت بلاد".

بين هذه العناوين المتباعدة والموحية في آن تتحرك النصوص، لتتآلف في النهاية وكأنها أشبه بنص واحد تتصاعد حركاته ليشكل سيمفونية شعرية تمتزج فيها قصيدة النثر المكثفة أحياناً بفضاء النص المفتوح.

تتنوع مضامين النصوص، وتبدأ من الهجرة الدائمة وفقدان البيت/ الوطن، وكأننا أمام غربة وجودية دائمة، إلى السؤال المفتوح حول الاستبداد بكل أوجهه الفكرية والاجتماعية والسياسية، إلى انتظار قيامة الإنسان والمجتمعات، هذه القيامة التي تبدو مفجوعة على مزيد من الموت واحتراق الأوطان، إلى السّفْر الأخير من الهاوية. إلى نوع من الوجد الذي يتصاعد من كل هذا الدمار والاحتراق من خلال إعادة تكوين الأسطورة المسكونة بالجسد الأنثوي؛ وكأنه نوع من الخصب بمعناه الوجودي المقابل للعدم والدمار. لقد كانت هنالك بلاد لكنها ضاعت في هذا التيه الإنساني الذي يرصده الشاعر على المستويين الفردي والجمعي. ليحيلنا الفصل الأخير الى النص الأول "لا بيت لي سوى ما مشيت".

للشاعر أسلوبه الخاص ورؤيته الشعرية الخاصة. وتبدو قصيدته متجاوزة الأشكال التقليدية لقصيدة النثر إلى فضاء أوسع للكتابة الشعرية يستوعب أسئلة الوجود والبحث الشعري العميق، الذي يبدو أحياناً وكأنه بحث فكري بلغة الشعر ورؤيته عن من نحن؟ وكيف وصلنا إلى هذا التيه؟

يقول الشاعر في قصيدة بعنوان "شهوة الحرب والحب"

يوم جاء شيوخ بأنوف طويلة

وتدلوا من عروة الوقت ليحفروا بعصيهم شرائع الحرب

سلبتُ بعض الجواري وهربتُ خلفهم.

 

العجائز قرصنني لأكفَّ عن الذكريات

ما كنت أعرف أن لحروب الفاتحين كرامات 

وللفرسان مقامات

والسيف أصدق أنباء من عويل المآذن، ما كنت أعرف..

 

لي نسوتي وجواريّ

وسلال الصبايا الجميلات مملوءةٌ شغفاً وحليّا

ولي ما تيسر من شهوة الحرب والحب كي تكتمل القصائد.

 

من سيف عنترة اندلعت حروب القبائل 

وفي خصر عبلة عاشت كل الجواري.

المؤمنات آمنات في قوافل الجند

لكن عبلة ستظل مُشركةً ريثما تكتمل القصائد بالكر والفر

ويتقلد الأمراء وسام السبايا الجميلات.

 

هل رأيتم كيف يربّي الخشوعُ النملَ الشّرسَ بآباط الخاشعين

ويفلتهم كالزنابير فينا؟

هكذا تلد المقابرُ مدناً

وشاهدة القبر تعلو رايةً أو ناطحةَ سحاب.

 

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2