فى ذكرى وفاة ثعلب أكتوبر.. سعد الدين الشاذلى الذى خدع إسرائيل بـ «المآذن العالية»
فى ذكرى وفاة ثعلب أكتوبر.. سعد الدين الشاذلى الذى خدع إسرائيل بـ «المآذن العالية»
كتب: محمد محمود
يشهد اليوم الاثنين 10 فبراير الذكرى التاسعة على وفاة الفائد العسكرى الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 1973، ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات فى مصر.
نشأته
في دلتا النيل ولد الفريق سعد الدين الشاذلي، بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية، في 1 أبريل عام 1922، من زوجة ثانية لوالده الحسيني الشاذلي، التي تدعى تفيدة الجوهري.
تربى على تراث من البطولات لجده من أبيه، الذي كان ضابطًا بالجيش، التي كانت تلقى على أذنيه من قبل والده، وشارك في الثورة العرابية وحارب في معركة التل الكبير.
دخل حروب مصر المختلفة بداية من صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحرب اليمن 1965،1966، والحرب مع اسرائيل عام 1967، ثم حرب الاستنزاف حتى 1970 وشارك بعد 1967 في إعادة بناء القوات المسلحة المصرية.
المآذن العالية
وضع الشاذلي خطة للهجوم على إسرائيل واقتحم قناة السويس، وسميت بـ "المآذن العالية"، قائلًا "إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ولكن من قال إننا نريد أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ففي استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة".
وكانت هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل مقتلين، المقتل الأول هو عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها، والثاني هو إطالة مدة الحرب، حيث اعتمدت في كل الحروب السابقة على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال 4 أسابيع أو6 أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًا.
وهناك بعدان آخران للخطة لحرمان إسرائيل من أهم مزاياها القتالية يقول عنهما الشاذلي: "عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كيلو متر شرق القناة بطول الجبهة حوالي 170 كيلو متر.. سأحرم العدو من أهم ميزتين له؛ على أن تكمن الأولى في حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا".
وعن الميزة الثانية قال الشاذلي: "يتمتع العدو بميزة مهمة في المعارك التصادمية، وهي الدعم الجوي السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدعم الجوي، وهو ما سيفقده لأني سأكون في حماية الدفاع الجوي المصري، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيلي من المعركة.
إنجازاته
خاض الشاذلى حروب مصر المختلفة بدءا من صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحرب اليمن 1965-1966 والحرب مع إسرائيل عام 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى 1970 وشارك بعد 1967 فى إعادة بناء القوات المسلحة المصرية حتى تمكنت من إحراز نصر أكتوبر عام 1973 كما أعد وخطط للحرب بصفته قائد أركان القوات المسلحة المصرية، كما يرجع الفضل له فى الاهتمام بأهمية الدفاع الجوي لتحييد تفوق القوة الجوية الإسرائيلية، والفريق الشاذلي هو مؤسس سلاح الصاعقة والقوات الخاصة فى مصر ثم فى بقية الجيوش العربية بعدما تلقى تدريبا فى هذا المجال فى الولايات المتحدة الأمريكية كأول مصري وعربي يتلقى هذا التدريب الخاص.