أمل إبراهيم تكتب: مشكلة الزواج على الطريقة المصرية
أمل إبراهيم تكتب: مشكلة الزواج على الطريقة المصرية
فى المجتمعات الغربية يمكن ببساطة أن نرى علاقة زواج بين شاب وفتاة تتم بكل بساطة ينتقلان للعيش معا بصورة سلسة فى شقة صغيرة "أستديو " لا تزيد مساحتها عن ٦٠ متر دون التوقف كثير أمام المساحةأو التجهيزات أو شكل ونوعية الأثاث ولا يشغلان بالهما بالتغيير إلا بعد وصول الأطفال مثلا أو الترقى فى العمل وتغير مستوى الدخل ويبدو الأمر طبيعيا ويسمح لهما بالتركيز على مدى عمق العلاقة والراحة والإنسجام بين الطرفين ، ونحن غالبا نبدى علامات الإعجاب لطريقة التفكير والبساطة تلك ولكن هل يمكن تطبيق مثل هذا النموذج فى مجتمعنا المصرى الذى يجاهد للتخلص من ثقافة النيش بين مؤيد ومعارض ؟؟
الحقيقة أن التقارب بين شخصين بهدف الزواج فى المجتمع المصرى أمر شديد التعقيد لأسباب كثيرة أولها أن الأرتباط بين شاب وفتاة تحكمه الظروف الإقتصادية والحالة المادية بالدرجة الأولى لا الحالة العاطفية ومدى الإنسجام والتوافق الفكرى ونحن هنا نتحدث عن العلاقات الجادة والزواج .
هل يمكن تخطى كل العقد المجتمعية وتحقيق علاقات زواج مماثلة لما نراه فى الافلام الأجنبية أو يحدث فى الغرب ؟
بالنسبة لواقعنا المصرى يبدو الأمر شبه مستحيل لأننا فى حاجة إلى ثورة إجتماعية شاملة ونسف منظومة تقاليد بالية وبحث جاد فى الهدف من الحياة والارتباط ومعنى الشراكة وأيهما أهم تأثيث بيت أو بناء علاقة ناجحة ؟
على سبيل المثال هل يستطيع شبابنا السكن فى أستديو صغير مكون من غرفة واحدة واسعة؟ وهل يوجد لدينا شقق مساحة ٦٠ متر فى مناطق معقولة يستطيع أولادنا ان ينتقلوا بحياتهم إليها ؟ ولو حدث كيف نرى الأمر ؟
فى الواقع المصرى تتدرج مساحات الشقق تدرجا يماثل التقسيم الطبقى فى المجتمع وكلما زادت عدد الأمتار فى مساحات السكن دل ذلك على زيادة المستوى الإجتماعى والعكس صحيح وعلينا البحث عن حلول تستطيع أن تتخطى الحواجز الطبقية المتأصلة في عقولنا .
النقطة الثانية والأكثر أهمية تتلخص فى دور الأسرة فى زواج الأبناء
فى الغرب يكون هناك يوم للتعارف الأسرى بمعنى أن يأخذ الرجل خطيبته لزيارة أهله والعكس أيضا لمجرد التعارف فقط .
أما فى المجتمع المصرى فالأسرة لها دور مهم فى زواج الأبناء بل وأختيار الشريك فما دمت تدفع التكاليف عليك أن تساهم فى الأختيار وربما ترفض الشريك الذى تم أختياره ، إن أساس تكوين ثروة أو الادخار لدى الأسرة المصرية يهدف غالبا لمساعدة الابن أو البنت فى الزواج سواء لشراء شقة الأبن أو تخزين جهاز البنات ، فى الغرب لا يوجد دور مماثل للأسرة المصرية ولكى يحدث هذا التحول نحتاج إلى عقود من التغيير .
فى الغرب يفكر الناس كيف يكون البيت ملائما لبدء حياة صغيرة بين فردين أختارا العيش معا ولكن فى مصر لدينا مخاوف كثيرة تنتهى غالبا بالطلاق لأننا نحاول تأمين حياة تلك الأسرة بالأمور المادية فقط ويظهر هذا جليا فى كم الاشياء التى تشتريها العروس بأعداد مهولة وكأنها ستعيش العمر كله لا تحتاج إلى فوط أو ملايات السرير أو الأطباق وغيرها مما يتم تكديسه وأنفاق المال فى شراءه، والغريب أن تلك العادات تنتشر ويزداد التمسك بها مع انتشار مواقع التواصل وموضة تصوير البيوت ..
نحن نعيش فى مجتمع يعانى من ظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج ونشاهد الكثير من الأنحرافات وحالات الطلاق السريع ..
وبالرغم من إعجابنا ببساطة الزواج فى الغرب إلا أننا لن نتخلى عن كتابة القائمة أو شراء الشبكة أو المؤخر أو الفرح فى قاعة فخمة أو حتى زواج الصالونات