د.ناجح إبراهيم يكتب: هتاف المحبة بين محمد والمسيح

د.ناجح إبراهيم يكتب: هتاف المحبة بين محمد والمسيحد.ناجح إبراهيم يكتب: هتاف المحبة بين محمد والمسيح

*سلايد رئيسى11-2-2020 | 19:16

من لا يعرف الحب لن يستطيع أن يكتب عن المسيح أو محمد عليهما السلام,فالمسيح صاحب هتاف"الله محبة"ولن يعرف العبد ربه ويعبده حقاً إلا إذا كان محباً للكون كله,حتي يحب خصومه ولا يكرههم ويريد لهم الخير والهداية والعافية. ومن لا يعرف الحب والعفو والصفح فلن يعرف الرسول محمد"ص"الذي جعل شعار دينه"السلام عليكم"وهتف دوماً"لن تدخلوا الجنة حتي تحابوا"ورفض أن يدعو علي ثقيف التي قتلت أصحابه"اللهم اهد ثقيفاً"أو يدعو علي قومه الذين آذوه وحاولوا قتله فقال"اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"وحينما تمكن منهم لم يعذبهم كما عذبوه ولم يقتلهم كما قتلوا أصحابه بل قال"اذهبوا فأنتم الطلقاء". ومحبة المسيح الحقيقية ليست كلاماً يقال أو شعارات ترفع بل هي العمل بوصاياه وإتباع نهجه وهكذا صدح المسيح"إن كنتم تحبونى فاحفظوا وصاياى"ويردد"إن أحبنى أحد يحفظ كلامى"أي اعملوا بوصاياى. أما القرآن فيشترط إتباع النبي كعلامة ودليل علي حب الله" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ "ويهتف النبي في البشرية كلها أن محبته واتباعه سابقة علي غيرها"لا يؤمن أحدكم حنى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". ومن لا يحب أخاه في الإنسانية فلا يستحق الحياة ولن يشعر بطعم الحب الحقيقي. فها المسيح يخاطب الكون كله"من لا يحب أخاه يبق في الموتى"أما النبي محمد عليهما السلام يردد"لن تؤمنوا حتى تحابوا"ويكرر"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه". فكيف يتسلل النور إلي قلبك وأنت تكره كل من حولك،وتتمنى لهم الشرور والآثام. ويصنف المسيح المبغضين للناس والكارهين لخلق الله بأنهم في الظلمات يعمهون محذراً البشرية كلها من كراهية الإنسان لأخيه"من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلي الآن في الظلمة". أما الذين يكرهون أقاربهم ويقطعونهم فهم الأسوأ،لأنهم يمزقون أرحامهم ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل. فالرحمن سبحانه خلق الرحم وشق لها اسماً من اسمه"وأقسم بوصل من يصلها وقطع من يقطعها"ولن يستطيع أحد أن يصل رحمه إلا إذا كان قلبه مملوء بمحبتهم والرغبة في إسعادهم وحب الخير لهم،ولذا تجد هتاف المسيح آمراً للبشرية"تحب قريبك كنفسك"وهكذا حذر رسول الإسلام"لا يدخل الجنة قاطع"،"لا يقبل الله عمل قاطع"أي قاطع رحم،فضلاً عن هتافه الرائع "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه". ولن يتدفق في قلبك هذا الحب وهذه الرحمات إلا إذا تشرب قلبك بمحبة المحبوب الأعظم "الله سبحانه "الذي تستقي منه كل المحاب الجليلة. فإن أحببت ربك بصدق غمر قلبك بالحب لتحب الخلق جميعاً،تحب الأرض التي تمشي عليها،والسماء التي تنظر إليها،والمنزل المتواضع الذي تعيش فيه والطعام البسيط الذي تأكله،والأب البسيط الذي كافح بالحلال من أجلك،وتعتز بعطاء أمك الريفية وتشيد بها في كل المحافل حتى لو كنت وزيراً،فإذا سجنت تحب الزنزانة التي تعيش أو عشت فيها،تحب حتى من آذاك لأنه أهداك حسناته،تحب الكون كله كما فعل رسول الإسلام حينما أراد ألا يودع الحياة وفي نفس أصحابه من جماد مثل جبل أحد شيئاً فذهب بهم إلي الجبل وأطلق صيحته الإنسانية المدوية"جبل احد يحبنا ونحبه". الحب عطاء،وحينما يغمر الحب القلب يعطى بغير حدود ولا قيود ولا حساب،بلا من ولا أذى،الحب يعطيك قوة لا نهائية وصدق تشيكوف"إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل كل شيء"والمحب يعطى ولا يأخذ ولا يمل من تكرار العطاء وصدق جوته"الحب يكون أقوى عندما يعطى أكثر مما يأخذ". كل من يدعى محبة الله وهو يضرب بتعاليم رسله وأنبيائه عرض الحائط لم يعرف الحب حقاً. كل من يدعى محبة الله وهو يكره خلقه فهو كاذب. كل من يدعى محبة الله ويعطى ظهره لأوامر الله ورسله فهو آفاق. كل من يدعى محبة الله وهو بخيل شحيح حتى في عواطفه لكل من حوله فهو كاذب في دعواه . الحب كرم وجود وبذل عطاء وتبسم ورحمة وعفو وصفح وتجرد وإخلاص . إذا تدفق في قلبك محبة المحبوب الأعظم"الله سبحانه"تدفقت كل المحاب النظيفة والشريفة والمخلصة .
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2