مصر والسودان وأثيوبيا.. حديث سياسى خالص

مصر والسودان وأثيوبيا.. حديث سياسى خالصمصر والسودان وأثيوبيا.. حديث سياسى خالص

* عاجل28-5-2017 | 22:12

كتب: محمود مناع
ترتبط الدول فيما بينها بعلاقات ومصالح متعدده وتكون تلك المصالح هى من تحرك طبيعه العلاقات واتجاهاتها من حيث التقارب، أو على النقيض من ذلك، مع اختلاف فى الوزن النسبى للعلاقات حال التقارب قد تصل إلى أقصى رابط أﻻ وهو التحالف أو التكامل أو اﻻندماج، ولكل حالة من تلك الحاﻻت أدواتها التى تعكس ثقل العلاقات، وأى من تلك الحاﻻت يصل مداها.
وعلى العكس تأتى حاﻻت عدم الوفاق التى تبدأ بالصيغ الدبلوماسية التى تعطى انطباعا بالحذر الشديد بداية، ثم التوتر، وقد تصل إلى الصراع الذى يأخذ أشكاﻻ وطرقا مختلفة قد ينتهى إلى الحرب الكاملة، وعلى كافة المستويات، وهو أمر لو حدث يكون الغرض منه تحقيق مكاسب ما، يمكن حسابها من خلال حسابات الأسباب والنتائج، وسياسيا نتحدث عن مفاهيم القوة فى العلاقات الدولية بمعناها الواسع.. والذى يملكها يكون له قول وفعل وتأثير فى القرار الدولى ويكون ذلك بحسابات فى جميع اﻻتجاهات قد يدركها الإنسان والشعوب بدون امتلاك الوعى والفهم الكامل، أى بلغة الواقع التى لها دﻻﻻت واضحة وكاشفة.
كانت هذه بداية لحديث أراه جادا ليس من قبيل التحيز ولكن واقع الحال فى محيطنا الإقليمى والدولى يعكس بيئة مختلفة عن الماضى واتحدث هنا عن متغيرات عصفت بالنظام المصرى السابق، والأسبق، وكذلك متغيرات فى العمق العربى والأفريقى، جعلت من الحديث والرصد والتحليل بعدا جديدا، حيث هناك مجموعة من التحديات أمام مصر الآن أراها صعبة، خصوصا مع تغير الواقع اﻻقليمى واﻻستراتيجى لمصر، وخاصة العلاقات مع السودان وأثيوبيا، حيث يؤسس الواقع على شراكة وتحالف بينهما.
 وأقصد السودان وأثيوبيا وحديث الفريق البشير ومعه ديسالين رئيس الوزراء الأثيوبى يعكس بوضوح ذلك تحوﻻ هيكليا فى الموقف السودانى تجاه سد النهضة الذى كان ومازال تحت الدراسة فى مختلف النواحى، وعلى الرغم من ذلك مازالت أثيوبيا مستمرة  فى أعمال البناء والإنجاز، والأهم التبشير من جانب البشير بأنه يحمل الخير والتنمية للشعبين.
 وانتهت التصريحات بأن أى اعتداء على السودان يعتبر بمثابة اعتداء على أثيوبيا التى نرتبط معها بتحالفات تاريخية وثقافية.. أى أن الواقع يؤسس على رؤية سودانية وأثيوبية مشتركة، وفى مسألة أراها عصب الحياة للمصريين أﻻ وهى الأمن المائى الذى يساوى الحياه بالنسبة لنا.
 والموقف المصرى على حاله من الترقب والحفاظ على ثوابت علاقاتنا مع السودان التى أهلكتها عظم تحدياتها الداخلية التى لم تصل لحلها وخصوصا عقب انفصال الجنوب.
وقد كانت تصريحات البشير الأخيرة من منبر قناة الحزيرة القطرية والمعروفة بوﻻءات أغراضها تتبع أجندات غربية وهو أمر أصبح واضحا وﻻيقيل التشكيك، فهى تمثل منبر الأمراء وأصحاب السمو فى دوله قطر التى تساند الكيانات الإرهاربية، وأصحاب الرايات التى تعكس تمايزا وعنصرية، ستؤدى حتما إلى الوصول للتقسيم والصراع المذهبي دليل واضح على ذلك.
 المهم تحدث البشير فقال بصبره على مصر واحتلالها لحلايب وشلاتين التى يراهما الرجل على غير الحقيقة أراضى  سودانية.. والبشير بذلك يجعلنا ننظر للعصفورة بعيدا عن اخفاقات نظامه المتتالية وآخرها انفصال الجنوب برغبته والتفريط طواعية فى أرض وتراب السودان بسبب تبنى سياسات بائده أدت لذلك.
إضافه للحديث عن ممارسات مصرية خاطئة نحو الإخوة السودانيين فى مصر مدعيا بوجود تمييز مصرى ضدهم.. وهذا فى رأيى تجاوز لأنه ﻻ فرق عندنا بين مصر والسودان، والتاريخ والجغرافيا، والسياسة، والمصالح المشتركة تشهد على ذلك.. صحيح هناك فترات تقارب وتباعد إﻻ أن الحقيقه تؤكد على خيار التعاون الغالب .. وأزمة السودان فى نخبته التى مازلت تتحدث عن معضلة الهوية التى أصبحت الهم الكبير للسودان والقارة معا.
أما أثيوبيا والتى يعتبرها البعض هى أرض النجاشى التى احتضنت الهجرة الأولى للمسلمين، والتى تعرف بالحبشة، وذلك فيه مغالطة كبيره لأن أثيوبيا التى نشأت بالتوسع تختلف عن الحبشة التى كان يسكنها اﻻمهرا والتيجراى فى شرق وشمال أثيوببا الحالية.
وتلك اﻻثنيات وان كانت اقليه فانها تحكم البﻻد بواقع التحالف على حساب الأغلبية من قبائل اﻻورومو.. واثنيات أخرى.
وتحاول ومن خلال الدعم الغربى واﻻسرائيلى الوصول إلى التنميه لذلك كان الحديث اﻻسطورى عن فوائد السد على الشعب اﻻثيوبى الذى ينتظر ذلك قريبا من خلال وعود النخب السياسية.
والحديث عن سد النهضة يطول ولكنه يظل من أهم التحديات التى تضاف إلى كم تحديات ثقيله أمام الدولة المصرية التى تسعى ومازالت ﻻستعاده اﻻستقرار فى ظل حرب حقيقية ضد التنظيمات الإرهاربية التى تسعى ﻻسقاط مصر.
والغريب أن طريقه إعلان اثيوبيا عن بناء السد فيه استغﻻل واضح لظروف مصر الداخليه حتى بعد اﻻستقرار النسبى تشعر بتماثل المنطق اﻻثيوبى مع الصهاينه من حيث الخداع واستمرار البناء مع المحادثات مع الجانب المصري والسودانى وهو امر له دﻻله واضحه ان اثيوبيا تريد السياده اﻻقليميه الكامله بدءا من المياه ...وبذلك تتحول الى قوه اقليميه فى منطقه حوض النيل والقرن اﻻفريقى وتمارس سياده على تلك المناطق اﻻستراتيجيه باﻻضافه الى التحكم في المياه التى تعتبر مسأله حياه بالنسبه لنا خصوصا مع عدم اعتراف اثيوبيا باﻻتفاقيات السابقه وتتبنى افكار نظريه السياده المطلقه فى نظريات المياه الدوليه
ورسالتى الى صانع القرار فى السودان قبل مصر محاوله اثيوبيا نجحت فى الوصول الى مربع الخﻻف والصراع بيننا  الذى من شانه لفت اﻻنظار لوصول اثيوبيا الى التحكم كليا فى مياه النيل عندئذ يصبح الندم ﻻفائده منه ﻻن السياسه ﻻتعترف اﻻ بالقوه والتاثير واثيوبياوليس خافيا على احد انها تلعب دورا بالوكاله ﻻسرائيل ودول غربيه تهدد مصالحنا
وعلى مصر تبنى سياسات من شانها الحفاظ على الحقوق التاريخية التى اقرتها اﻻتفاقيات التى يتم التعامل معها كانها الحدود التى تركها اﻻستعمار واكد على التمسك بها اﻻتحاد اﻻفريقى
وﻻبد من التعمق وخلق تحالفات فى العمق اﻻفريقى لمحاوله العوده ﻻفريقيا وخصوصا في مناطق مصالحنا المصيريه والحيويه وﻻبد من رسائل خاصة للسودان واثيوبيا..تؤكد على حق مصر في اختيار ماتراه  للحفاظ على مصالحها التى لا تهاون فى الحفاظ عليها خصوصا وأنه حتى اﻻن يتم التعامل مع هذا الملف بتغليب واقع التعاون عن اى خيار اخر
..وإلى حديث سياسى آخر
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2