طارق متولى يكتب: الحب يا سادة
طارق متولى يكتب: الحب يا سادة
بينما كنت أقود سيارتى فجأة اصطدمت بى سيارة من الخلف، هزتنى الصدمة وثار الدم فى عروق،ى توقفت وفتحت الباب ونزلت من السيارة وأنا كلى غضب متجها للسيارة التى صدمتنى، وكان قائدها هو الآخر ينزل من السيارة بمجرد أن رأيته ذهب الغضب عنى وقلت له: "أنت ؟!!!! معقول هذا ؟".. لم يصدق هو الأخر وقال لى: "أنت؟!!! مش ممكن"، وتعانقنا واعتذر لى عن الصدمة فقلت له مازحاً: "اعمل معاك إيه؟!"، فقال: " افعل ما تشاء فهذه سيارتى وهذه سيارتى"، وضحكنا على الموقف فقد كان أحد أعز أصدقائي الذين لم ألتقيهم منذ زمن.. ورأينا أن الأضرار بسيطة فى السيارتين وتقبلناها بصدر رحب.
كيف لا ونحن عشرة عمر كما يقولون؟!
وبعد حوار قصير افترقنا على أمل اللقاء فى أقرب وقت.
هذه الصداقة وهذا الحب حوّل الغضب والضيق فى هذا الموقف إلى سلام ورحابة صدر.
هكذا هو الحب دائما يصنع المعجزات.. عندما نحب شخص نتغاضى عن أخطائه وزلاته، و يتلاشى داخلنا حب النفس والانتصار للنفس كأن هذا الشخص هو نفسنا ذاتها نحبه كما نحب أنفسنا بل وأكثر.
كنت أتعجب أحيانا عندما يصف حبيب حبيبه بالملاك
وكنت اعتبر هذا الوصف من قبيل المبالغة الفارغة ولكنى اكتشفت أن الحبيب لايرى فى حبيبه أى عيب حتى العيوب الظاهرة والطبيعية فى الإنسان لا يراها فهو دائما ينظر له بقلبه الذى يحبه، وليس بنظرته الطبيعية للأشياء فيراه ملاكا، ويراه جميلا حتى وإن لم يكن كذلك، يتقبل أفعاله ويحملها دائما على أفضل محمل.
الحب ياسادة نعمة من الله تجعل حياتنا أجمل، وتحلى مرارة الظروف والعيش، فكم من محبين عاشا أصعب الأيام ولم يشعروا فيها بضجر بسبب الحب الذى يملأ صدروهم.
واستطيع أن أقول إن الحب هو الأساس الذى تقوم عليه الحياة، ويقوم عليه الدين والإيمان.
ابحث عن الحب فى كل شىء فى الدين والعمل مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران مع الأزواج والأبناء بل مع كل الناس فى المجتمع تجد الحياة أصفى واجمل.