داليا مجدى عبد الغنى تكتب: موهوب من الباطن

داليا مجدى عبد الغنى تكتب: موهوب من الباطنداليا مجدى عبد الغنى تكتب: موهوب من الباطن

* عاجل18-2-2020 | 16:10

لا خلاف على أن أي موهبة لكي يكون لها صدى، لابد وأن تصل إلى الآخرين؛ حتى تكتمل أركانها، أيًا كان نوع هذه الموهبة، سواء الكتابة، أو الشعر، أو المُوسيقى، أو الطرب، وغيرها، ولكننا لم نُفكر في أن الشخص الذي يتذوق المواهب ويستشعرها، هو أيضًا موهوب، فالموهبة لا تشترط الفعل الإيجابي، فمن المُمكن أن يكون الموهوب مُجرد مُتلقي جيد، لديه الحس والقُدرة على التذوق بشكل حقيقي. ففي الحقيقة، هذا يعتبر نوعًا من أنواع الموهبة؛ لأنه لو لم يكن هذا الشخص لديه بعض المُفردات الخاصة بنوعية الشيء الذي يتذوقه، ما كان فهمه، أو شعر به، أو وجد نفسه فيه. فعل سبيل المثال، من يتذوق قراءة الشعر، فلو لم يكن لديه فهم بأسس الشعر، ولو بشكل طفيف، ولديه بعض مُفردات اللغة، لن يشعر بما يقرؤه، ولن يتأثر به، وكذلك من يهوى الروايات والقصص، لو لم يكن لديه ملكة الخيال والثراء اللغوي، لن يفهم ما هو مُدون، ولن يتخيل الأحداث، ويتعايش معها، وكل هذا ينطبق على أي نوع من أنواع المواهب. وهنا، نقول أن هناك موهبة في الباطن، لا ترتبط بالفعل الإيجابي، فهي تتلقى وتشعر وتستطيع التمييز بين العمل الجيد والرديء، وهذا هو الطرف الثاني في العلاقة، فالموهوب لا يشعر بلذة موهبته، إلا إذا اقترنت بالآخرين، وشاركوه فيها بآرائهم وتذوقهم لها، وإحساسهم بما قدمه، وهذا لن يحدث إلا إذا كان لديهم بعض الحس الخاص بتلك الموهبة. وعلينا ألا نستهين بالشخص الموهوب من الباطن؛ لأنه يكون لديه قُدرة عالية على رفع العمل إلى عنان السماء، أو النُّزول به تحت سطح الأرض، فهو عادةً ما يكون ناقدًا لاذعًا، وهذا يدل على إلمامه بأساسيات تلك الموهبة، ولكن دون أن يظهر إلى النور، فهو موهوب، ولكن من الباطن.
أضف تعليق