أحمد عاطف آدم يكتب: «الدم بقى ميه»

أحمد عاطف آدم يكتب: «الدم بقى ميه»أحمد عاطف آدم يكتب: «الدم بقى ميه»

*سلايد رئيسى23-2-2020 | 20:15

"ربطتها بالحبل، وفضلت أضرب فيها، وفجأة فقدت النطق وماتت، ولما اكتشفت موتها هربت، بس الشرطة ضبطتني". هل تصدقون أن هذه الكلمات كانت إعترافات أب أمام النيابة بقتله لإبنته بسبب خلافات أسرية جعلته يتحول لشخص أخر ويتخلص من فلذة كبده !؟. ربما يبدو الأمر صعباً للوهلة الأولى على أى عقل، بل هو المستحيل نفسه عند أبناء الزمن الجميل، لكننا الآن نستطيع تجاوز منطق الإتجاهات الطبيعية للغرائز السوية - كالأمومة والأبوة في زماننا العجيب. الحكاية دارت أحداثها الدامية بمركز الغنايم التابع لمحافظة أسيوط بصعيد مصر، عندما قام مزارع بقتل ابنته البالغة من العمر ١٧ عاماً، وبسؤال والدتها "ربة منزل" إتهمت والدها ويعمل "مزارع" بتكبيل قدميها والتعدى عليها بالضرب داخل المنزل بسير موتور حتى تسبب فى وفاتها ثم هرب بسبب خلافات أسرية. ويفسر خبراء الطب النفسي هذا السلوك الشاذ المنتشر في الآونة الأخيرة والمنافى تماماً لطبيعة البشر المبنية على التلاحم العائلى والوجدانى - بأنه يعود لعدة أسباب أهمها نقص البرامج التوعوية لكيفية تعامل الأم مع أطفالها بجانب زيادة نسبة الأمية فى المجتمع، ما يؤثر بالسلب على الوعى والإدراك لدى الآباء وطريقة تربيتهم لأطفالهم، وأن الضغوط النفسية التى تملأ عقول وأجساد الآباء يفرغونها فى أبنائهم بشتى الطرق، كما أن مرتكب تلك الجرائم يعانى من اضطراب نفسى حاد، ولا يشعر بما يحدث حوله خلال ارتكابه لجرائمه. فالمرض النفسى من أخطر الأمراض التى لا تظهر لها أعراض واضحة على صاحبها - وطالب الخبراء الآباء بضرورة التحكم فى سلوكهم وانفعالاتهم بالتركيز على الفصل بين تخفيف الأعباء وتربية الأبناء. وما بين تلك الظواهر المارقة وبين رأى الأطباء النفسيين، أجد أن ثمة رابط قوى قد نجد ضالتنا فيه للقضاء على تفكك المجتمع، وهو ضرورة أن يكون للمؤسسات التعليمية بجانب الإعلامية دور مؤثر في الدعم المقدم لأرباب الأسر كما سبق وأكدت بمقالات سابقة، ويعزز أهمية تلك الرؤية خبراء علم النفس، بأن أصل المعضلة السلوكية لدينا هو نقص البرامج التوعوية بجانب الأمية التربوية المسيطرة على السواد الأعظم من الشعب. ومع ذلك نستطيع أن نستخلص من سلبيات أبنائنا بالمدارس معطيات هامة تقودنا إلي إكتشاف القصور عند الآباء والأمهات ومساندتهم بالتوجية المثالى من خلال عقد إجتماعات دورية لا تنقصها الصراحة أو الدعم المخلص من جانب الأخصائيين النفسيين والإجتماعيين بالمدارس، جنباً إلى جنب أو بالتزامن مع تركيز نوافذنا الإعلامية المختلفة علي تقديم المعلومة المفيدة ببرامج معدة خصيصا لترميم تلك التصدعات بدلاً من يوميات حبيشة وشاكوش.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2