كتب: جمال عبدالمجيد
تفقد اليوم اللواء محمود خليل مدير أمن المنيا المنطقة الأثرية بالبهنسا والمخزن المتحفى للوقوف على الحالة الأمنية بالمنطقة التي تتبع مركز بني مزار في شمال المحافظة، واستمع لشرح عن الأضرحة وأماكنها بداخل ساحة الجمام .
شدد مدير الأمن علي التواجد الشرطي ورفع الاشغالات وضبط الحركة المرورية في البهنسا خاصة خلال الأيام التي تشهد وجود زوار من الخارج أو من الداخل، لاسيما في يوم الجمعة الذي يتوافد فيه الآف المواطنين من شتي بقاع الجمهورية لزيارة أضرحة الصحابة .
قدم الآثري سلامة زهران مدير الآثار الإسلامية والقبطية بالبهنسا شرحا لمدير الأمن حول المنطقة إذ قال إنها عاصمة الإقليم التاسع عشر من أقاليم مصر العليا في العصر الفرعوني، وبها مقابر ترجع للعصر الصاوي الأسرة 26، وفي العصر اليوناني استقرت بها جالية يونانية، وفي العصر الروماني كانت من مصاف المدن بعد الإسكندرية عاصمة مصر حينذاك، وكان بها العديد من المظاهر الحضارية أهمها المسرح الروماني الذي كان من أكبر المسارح في مصر وشمال أفريقيا، حيث كان يستع لأكثر من 8000 مشاهد، كما كانت تضم حمامات عامة وصالة رياضية ومنيائين علي بحر يوسف، يصدر منها القمح إلى روما مباشرة وكانت محاطة بأسوار بها أربعة أبواب بكل باب برج، وكل ذلك جاء مسجلا في البرديات المكتشفة بالبهنسا .
واشتهرت البهنسا بأنها مدينة الشهداء لكثرة من استشهد فيها من المسلمين خلال الفتح الإسلامي ونزاعهم مع الروم، وفي البهنسا غربا بجوار مسجد على الجمام تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة .
وأهم المزارات الباقية حتى الآن بالبهنسا وأبرزها مسجد الحسن ابن الصالح وهو أحد علماء المسلمين من أحفاد سيدنا علي ابن أبي طالب، خلال العصر العباسي لكنه تهدم وأعيد بنائه من جديد في العصر الفاطمي في بداية القرن السادس الهجري - الثاني عشر ميلادي، ثم تهدم في عام 1846 ميلادي، وجرى إعادة بنائه بمعرفة الأهالي في عام 1850 ميلادي، كما تضم البهنسا قباب وأضرحة ومساجد لأصحاب النبي
(محمد صلى الله عليه وسلم)، والتابعين وعلماء المسلمين فضلا عن شجرة مريم وقباب السبع بنات .