أحمد عاطف آدم يكتب: يعقوبيات من الزمن الجميل

أحمد عاطف آدم يكتب: يعقوبيات من الزمن الجميلأحمد عاطف آدم يكتب: يعقوبيات من الزمن الجميل

*سلايد رئيسى1-3-2020 | 17:35

" أنا رجل علم أعالج الناس جميعًا ولا أحاسبهم على ما فعلوا أو ما سيفعلون، لأن مهامى فى الحياة ان أعمل على شفائهم. سأعالج الرجل على نفقتى الشخصية". بتلك الكلمات النابعة من أصالته المشعة وعطاءه المتجدد - رد أمير القلوب السير مجدي يعقوب على عرض وزارة الداخلية لرفع الحرج عنه حال رفضه التدخل لعلاج إرهابي مصاب فى القلب كانت تهمته هى استهداف الأقباط. والواقعة حدثت فى تسعينيات القرن الماضى وسرد أحداثها الدكتور "صبرة القاسمى" الباحث المتخصص فى الشئون الإسلامية، وجاءت ضمن تقرير نشره موقع اليوم السابع مؤخرًا - حيث قام د. يعقوب بالفعل بمعالجة الإرهابي على نفقته، بل وأعطاه شنطة أدوية تكفيه لـ "6" أشهر. وكلما تلاطمت أمواج بحر عطاءه الذى لا ينضب ترسى على شاطئه حكاية أخرى- فمن المعروف عن جراج القلب العالمى تبنيه لطفل إثيوبى يتيم، بعد أن أجرى له عملية جراحية بالقلب فى مركزه بأسوان، ثم اصطحبه للعيش معه فى منزله بإنجلترا وتولى تعليمه والإنفاق عليه. الطبيب العبقرى كان له أيضاً فلسفه خاصة فى إدارة حياته بوجه عام، فلم يضغط على أبناءه من أجل أداء نفس الرسالة وهى الطب، بل منح ابنه الأكبر أندرو إرادة الإختيار الحر بالعمل فى المجال الذى ارتبط به منذ الصغر فأصبح طياراً وحقق حلم الطفولة، ولم يجبره على استكمال مسيرته فى عالم الطب وجراحة القلب، بل ضاعف د. مجدى يعقوب من تصميمه على العزف منفرداً بعالمه الخاص، ليقدم لنا يعقوبيات من الزمن الجميل على مدار حياته، ولازال العطاء مستمر بلا توقف. منذ أيام قليلة تم تكريم الطبيب والعالم الكبير ضمن الحفل الختامى لمبادرة "صنّاع الأمل" بدولة الإمارات تحت رعاية الأمير محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبى. وتم أيضاً إعلان توجيه مساهمات المشاركين فى الحفل من المؤسسات المختلفة سواء الحكومية أو الخاصة إلى بناء مستشفى يعقوب الخيري الجديد بمصر دعماً لمجهوداته من أجل صحة أفضل لقلوب أبناء وأطفال العالم العربى. ما لفت نظرى خلال حفل التكريم هو ذلك اللقاء القصير الذي جمع فخر العرب بالأمير محمد بن راشد علي مسرح الحفل، حيث بدا السير يعقوب وكأنه يشرح ويفند باهتمام كبير حلم المستشفى الجديد. وبعد انتهاء تكريمه ساعده سمو الأمير فى التقدم نحو مقعده بين الحضور، وظهرت على الطبيب الإنسان ملامح تقدم العمر التى تداهمنا جميعاً، حينها راودنى سؤال وهو: هل للعطاء قمة يبلغها صاحبه يوماً ما!؟ . وبعد البحث وجدت أن الإجابة هى: إن قمة العطاء لا توجد فى قاموس أى معطاء، فهو دائماً لا يبحث عنها ولا يهتم بالوصول إليها، ولكن يراها ويرصدها فيه من هم فى أمس الحاجة إلى دعمه ومساعدته.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2