د. قاسم المحبشي* يكتب: مصر بلد الخيارات المتنوعة في مختلف المجالات

د. قاسم المحبشي* يكتب: مصر بلد الخيارات المتنوعة في مختلف المجالات د. قاسم المحبشي* يكتب: مصر بلد الخيارات المتنوعة في مختلف المجالات

*سلايد رئيسى3-3-2020 | 12:56

زورت معظم الدول العربية من بغداد في الشرق إلى الجزائر في الغرب ومن الجنوب في اليمن إلى سوريا في الشام وما بينهما. في كل البلدان الصغيرة والكبيرة التي زورتها في أوقات مضت لغرض الدراسة والبحث والتفرغ العلمي والمشاركة في ملتقيات مؤتمرات ثقافية وعلمية، لم أجد بلدًا مثل رحابة مصر وتنوع خيارات العيش الكريم فيها، رغم أنها أكبر بلد عربي في عدد السكان قرابة ١٢٠ مليون نسمة، قلما تلحظ في شوارعها فقراء متسولين، وإن وجدتهم تكتشف أنهم من الجاليات الأخرى، ما لفت نظري وأنا أقيم في أم الدنيا تنوع خيارات الحياة والعيش بما يحفظ لجميع المواطنين والمقيمين العيش الكريم بسلاسة ورفق وانتظام، ومن تلك الخيارات يمكن الحديث عن أهمها: أولاً: خيارات في مقومات العيش الأساسية، فالخبز في مصر متوفر لكل الشرائح والفئات الاجتماعية بأسعار زهيدة تبدأ من نصف جنيه للرغيف الواحد وتنتهي بخمسة جنيهات للفطيرة، وما بينها مستويات مختلفة من المعجنات التي تزخر بها الأسواق والمحلات التجارية في كل وقت من أوقات الليل والنهار. ثانيًا: منتجات الحليب والألبان وجدتها في مصر أشكالاً وألوانًا (الجبنة والزبادي والزبدة والمايونيز) بمختلف أنواعها الشهية بما يتناسب مع كل الأذواق والقدرات الشرائية للسكان، فيما لم أجده في أي بلد آخر. ثالثًا: تجد أنواع الخضار والفواكه المصرية في كل مكان طازجة من البقدونس والقرنبيط والبروكلي والنعناع والجرجير والطماطم والبطاطا والبصل والثوم والفجل وأشياء أخرى لا أعرف أسماءها، فضلاً عن البيض البلدي، ومن الفواكه الرمان والبرتقال والعنب والتفاح والأفوكادو والفراولة واليوسفي والمانجو والبطيخ والشمام والجوافة والتين.. إلخ. ثالثًا: تزخر أرض الكنانة بثروة حيوانية وسمكية بحرية ونهرية غنية، فاللحوم الحيوانية متوفرة وبأسعار مناسبة جدًا بالمقارنة مع الدول العربية الأخرى فضلا عن الأسماك والطيور من كل الأصناف من الديك الرومي والبط والأوز والفراخ البلدي حتى السنونو والحمام. رابعًا: الخدمات الأساسية، في مصر بنية خدمية متنوعة الخيارات في المواصلات لا مثيل لها، مترو الأنفاق بأسعار زهيدة جدًا إذ يمكنك أن تطوف القاهرة بسبعة جنيهات فقط، والقطارات السريعة بين المحافظات إذ يمكنك أن تسافر من القاهرة إلى أسيوط ب ١٥٠ جنيها فقط درجة أولى. فضلًا عن عربات النقل الكبيرة الأتوبيسات والمتوسطة حتى التوكتوك في المدن المزدحمة بالسكان، وهناك خيارات أخرى منها خدمة التاكسي بالعداد والأوبر عالي الجودة وسريع الخدمة وغير ذلك من خيارات التنقل التي لا أعرفها. ولكنني أشهد بأنني لم أصادف منذ قدومي إلى القاهرة أي مشكلة في التنقل من مكان إلى آخر بيسر وسلاسة، وقبل أيام تشغيل أول أتوبيس كهربائي من التحرير إلى المجمع. خامسا: تنوع في العقارات والمساكن تتاسب مع حاجات وقدرات جميع السكان، فيمكنك الإيجار بألف جنيه ويمكنك الإيجار بعشرة آلاف جنيه،  ويمكنك شراء شقة بمائة ألف جنيه ويمكنك شراء شقة بمائة مليون جنيه بحسب موقعها وقربها من النيل. سادسًا: تنوع ثقافي فكري وعلمي مؤسسي، في القاهرة والمحافظات يتيح الفرصة لجميع النخب الثقافية والفكرية والفنية، حيث تعج بالصالونات الثقافية والمؤتمرات العلمية ومعارض الكتاب ودور النشر، والمنتديات الثقافية على مدى أيام الأسبوع، هذا فضلاً عن نشاط الجامعات الرسمية والأهلية العديدة. سابعًا: تنوع سياحي رياضي، في مصر فالمواقع الأثرية والسياحية منتشرة على طول البلاد وعرضها بدءًا بأهرامات الجيزة إحدى معجزات الدنيا السبع والقرية الفرعونية والغردقة وأسوان مدينة الملوك والإسكندرية وانتهاءً بشرم الشيخ، هذا فضلاً عن حدائق الحيوانات والمتنزهات السياحية العامة ودار الأوبرا والكافتيريات وصالات الرياضة والمسابح والأندية الرياضية وغيرها. ثامنًا: تنوع إعلامي وخيارات الكتابة والنشر في الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والدورية في مختلف المجالات والاهتمامات هذا فضلاً عن تنوع دور الطباعة والنشر والتوزيع عالية الجودة والسرعة والكفاءة. تاسعًا: رحابة العيش والسماحة الاجتماعية إذ يشعر الزائر لها منذ الوهلة الأولى بأنه في مكان حميم لا يشعرك بالغربة أبدًا، وتلك خاصية مصرية بامتياز لم أجدها في أي بلد عربي زورتها، في مصر فقط ثمة اندماج اجتماعي وثقافي قل نظيره، إذ تختفي كل الهويات والمرجعيات الاجتماعية والعقائدية والأيديولوجية وتحضر الهوية الوطنية المصرية القوية، إذ لا تعرف من محدثيك أي إشارة أو نبرة تدل عن هويات أخرى غير هوية مصر الإنسانية الحانية. عاشرًا: الاستقرار والأمن والأمان، فمصر المكتظة بالسكان والمقيمين والعابرين من مختلف جنسيات شعوب العالم لا وجود لملمح للفوضى، النظام هو السائد والقانون هو سيد الجميع والمدينة تزخر بالنشاط والحيوية على مدار ٢٤ ساعة والمعاملات تقنية وسريعة وراقية في مختلف المصالح الخدمية، فضلاً عن تنوع فرص الاستثمار المشجعة في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والخدمية وبشروط ميسرة. إنها أم الدنيا التي تشعر وأنت مقيم فيها بأنك في بلدك ولست مغتربًا. ……………………………. * أكاديمى وشاعر وأديب يمنى
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2