أحمد عاطف آدم يكتب: كورونا.. لا ضرر ولا ضرار

أحمد عاطف آدم يكتب: كورونا.. لا ضرر ولا ضرارأحمد عاطف آدم يكتب: كورونا.. لا ضرر ولا ضرار

*سلايد رئيسى8-3-2020 | 14:22

يسابق العالم الزمن لإيجاد حل لوقف إنتشار كورونا Covid - 19 المسمى بالفيروس التاجى، وتعمل حالياً حكومات العالم المتقدم على إكتشاف علاج فعال للقضاء علي الفيروس المستجد - جنباً إلي جنب مع التوجيه لبعض الإحتياطات الهامة لمنع تفشى الوباء علي أراضيها. وتبحث مصر هى الأخرى متمثلة فى جهود وزارة صحتها عن تحقيق نفس الهدف، ولم تتأخر عن القيام بدورها تجاه مواطنيها للحفاظ عليهم من الآثار المدمرة لهذا القاتل الغامض، ومن بين تلك الخطوات التى أتبعتها وزارة الصحة بالإتفاق مع منظمة الصحة العالمية هى تخصيص بعض المستشفيات وأماكن للعزل الصحى لإستقبال وعلاج الحالات الحاضنة للفيروس سواء بأعراض ظاهرة أو كامنة، وتبادل المعلومات والإستشارات مع بعض الدوائر العلمية العالمية كشكل من أشكال واسترتيجيات إدارة الأزمة، وهو جهد لابد من الإشادة به ودعمه والثناء عليه. وبالرجوع لطبيعة الفيروس نفسه نجد أننا بصدد التعامل مع عدو غير مرئى يعمل فى صمت ويستغل جهلنا بوجوده وطرق الوقاية منه، وهذا هو الجانب الأهم الذى يجب أن نركز عليه كمواطنين نؤمن بمسئوليتنا الإجتماعية والوطنية تجاه بعضنا البعض وتجاه بلدنا الحبيب. فمن المعروف علمياً عن فيروس كورونا أنه ينتقل عن طريق كل الأغشية المخاطية كالأنف والفم - بل وتعمل أيدينا كناقل للعدوى بعد ملامستها للأسطح الحاملة للفيروس ثم احتكاكها بالأنف أو الفم. لذلك تنصح المحررة العلمية "لورى غاريت" التى زارت الصين أثناء تفشي وباء "سارس" - بضرورة إرتداء القفازات فى الأماكن العامة لتفادى التصاق الفيروس باليدين. ومما لا يدع مجالاً للشك أننا كشعوب عربية نشتهر بعاداتنا الحميمية فى التواصل - كتبادل قبلات الترحاب الحارة وعدم الإهتمام أحياناً بخصوصية استعمال بعض الأغراض الشخصية ومشاركة أدوات الطعام والشراب... إلخ. وبرغم أن كل تلك الممارسات تنطوى علي حسن النية، إلا أنها لم تكن خاطئة وغير صحية فى أى وقت مضى مثل ما هو الآن، فبعد تعدد الأوبئة والأمراض وسرعة إنتشارها وسهولة تنقلها ونقلها بشكل مهدد لأمن وحياة البشر، دعونا نتفق على ضرورة تغيير بعض من سلوكياتنا الإتصالية تجاه بعضنا البعض، ولتكن تبادل الأعين وتعبيرات الوجه لإبتسامة من القلب هو البديل الآمن لقبلة غير مضمونة على الجبين، وأن السلام باللسان يجب أن يعوضنا عن أدائه يداً بيد. بل لا غضاضة فى رفض تبادل زجاجات أو عبوات المياة لإستعمالها فموياً، فى النهاية دعونا نتفق على أنه لا ضرر ولا ضرار.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2