طارق متولى يكتب: باب أمل

طارق متولى يكتب: باب أملطارق متولى يكتب: باب أمل

* عاجل9-3-2020 | 14:06

رغم حالة التشاؤم المسيطرة على العالم وسط المخاوف من مرض كورونا، الذى يجتاح العالم ووسط الأزمات الاقتصادية والحروب والخلافات فى كل مكان حتى لا تكاد تقابل شخص أو تسمع قناة أو تفتح جريدة حتى تجد الأخبار المزعجة فى انتظارك فتصاب بالحزن والاكتئاب وتشعر أن الحياة ليس لها طعم وكأن الحياة لم يعد بها شيئا يفرح أو يسعد.
 إلا أننا فى الحقيقة أصبحنا نبحث عن الحزن ونتتبعه فى كل مكان ننتظر المشاكل ونستحضرها ثم نعيشها ونغرق بها كأننا نريد عن غير قصد أن نثبت لأنفسنا وللعالم أن الكون مكان سيئ ونستسيغ شعور المظلومية نستمتع بندب حظوظنا مع أننا لدينا من النعم الكثير الذى لا يعد ولا يحصى لكننا لا نرى إلا القبح والنقائص.
 الخبر الجميل أصبح لا يلقى اهتماما بل يقابل بالشك والريبة كأننا لا نصدق أن هناك شيئاً جميلاً أو لا نهتم لاحظ، مثلا الفرق بين اهتمام الناس بخبر يقول امرأة تزوجت وخبر يقول امرأة تطلقت ستجد الفرق شاسعا بالطبع لصالح خبر المرأة التى تطلقت.
هذه الحالة من السخط والريبة والشماتة أحيانا وتداول أخبار المصائب ونشرها على أعلى مستوى وتجنب الحديث عن الأمل والخير والسعادة أثرت علينا جميعا وأصابتنا بالأمراض النفسية والعضوية على حد سواء وقد أجمعت الأبحاث العلمية أن مناعة الجسم البشري تتأثر بالحالة النفسية للفرد والرضا والطمأنينة والتطلع لغد أفضل يقوى الجسد ويجعله أكثر مناعة.
لم أكن أتخيل فى يوم من الأيام أن أقابل فتاة فى مقتبل العمر تشكو من الاكتئاب أو طفل يعانى من مشاكل نفسية كما نرى فى أيامنا هذه كيف وصل الهم لقلوب هؤلاء النشء وهم لم يختبروا الحياة بعد إلا عن طريقنا نحن الكبار الذين نشكو ليل نهار ونتابع الحوادث والكوارث فى كل مكان ونعدد المصائب.
ولا نتحدث إلا عن المشكلات والصعوبات
ولا نبحث عن حلول ولا عن طاقة نور تضىء لنا الطريق بل نضع أيدينا على أعيننا حتى لا نرى النور.
كم مرة تعرضنا لأزمات وأمراض وضيق
واحزان كادت تفتك بنا ومرت بسلام بفضل الله كأنها لم تكن واستمرت الحياة ببراءتها وجمالها بإرادة الحياة فإن من يريد شىء بقلبه سيجده فى قلبه.
كفانا نبش فى الأحزان والمصائب والمشكلات ' ابتعد عن شعار اقرأ الحادثة المتبع من قديم.
كما أن هناك مخلفات عضوية ومادية نتخلص منها ونلقيها بعيداً حتى لا تضر بصحتنا هناك مخلفات عقلية وفكرية من حوادث وأخطاء ومشاعر سلبية تمر بنا يجب أيضا أن نتخلص منها ونلقيها بعيداً
حتى لا تضر بنفوسنا وأفكارنا وسلوكنا لا أن نحتفظ بها ونقلب فيها ونبكى عليها.
يجب أن نفتح صفحات جديدة كل يوم ونواصل الحياة تلك النعمة التى منحنا الله إياها والتى لا زالت مليئة بالاشياء المفرحة
يجب أن نفتح باب أمل للأطفال والشباب والأجيال القادمة بقلوب مؤمنة برعاية الله الخالق للخلق أجمعين.
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2