حتى لا تكون فيلا !

حتى لا تكون فيلا !حتى لا تكون فيلا !

* عاجل4-6-2017 | 17:14

كان هناك فيل أبيض صغير وقع فى يد صياد ثم قام ذلك الصياد ببيعه لرجل ثرى يمتلك حديقة حيوان متكاملة وعند وصوله إلى الحديقة قام العمال المسئولون عن الحديقة بربط أحد أرجل الفيل بسلسلة حديدية قوية تنتهى بكرة كبيرة من الحديد وبالطبع شعر الفيل بغضب شديد من هذه المعاملة القاسية وعزم على تحريم نفسه من القيود ولكنه كلما حاول التحرك وشد السلسلة شعر بألم شديد وكان يكرر المحاولة كل يوم، ولكن دون جدوى، ومع كثرة محاولته الفاشلة وآلامة قرر تقبل الأمر الواقع وتوقف عن تحرير نفسه.
وبعد فترة من الزمن وأثناء نومه قام العمال بتوجيه من صاحب الحديقة بتغيير الكرة الحديدية الثقيلة بكرة صغيرة خفيفة من الخشب، وبالطبع أصبحت الفرصة سانحة للفيل لتخليص نفسه، ولكن ماحدث العكس تماما لأن عقل الفيل قد تبرمج على أن أى محاولة منه للتحرر من القيود ستفشل وسوف يصاحبها آلام فقد قوته الذاتية.
وقد أدهش منظر الفيل كل زوار الحديقة حتى ذهب أحد الزوار لصاحب الحديقة وسأله عن السبب الذى لا يجعل ذلك الفيل الضخم يستغل قوته ويسحب الكرة الخشبية ويحرر نفسه!
فرد عليه صاحب الحديقة بالطبع الفيل ضخم ويمكنه أن يسحب تلك الكرة الخشبية، ويحرر نفسه وأنا أعلم ذلك جيدا، ولكن الأهم أن يعلم الفيل أن لديه هذه القدرة على تحرير نفسه.
 هذه ليست مجرد حكاية للتسلية وإنما نموذج يتكرر كل يوم، فكل واحد منا فى المكان الذى يتواجد فيه كالفيل، وأغلبنا وضع فى مكان لم يختاره وقمنا بنفس تصرف الفيل وبرمجنا عقولنا على الرضى بالأمر الواقع، ولو - حتى - اختار أحدنا مكانه بنفسه فلن يصل للسعادة الكاملة من وجهة نظره، ولن يصل للتميز فى عمله، وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلا ولن يسمع أحد عن تميزه، والأمثلة كثيرة ولكن ابدأ بنفسك وتعرف عليها واسألها، مهما كانت حياتك، ومهما كانت مهنتك: "هل المكان الذى أتواجد فيه هو المكان الذى أرغب أن أتواجد فيه أم يوجد مكان آخر أفضل؟."
 واسأل نفسك أيضا: "هل عندما تسنح لك الفرصة لتغيير حياتك للأفضل سوف تستغلها أم أنك ستخطو على نفس نهج الفيل ولن تشعر بوجودها.؟!".
وأعلم أن الفرصة سانحة أمامنا لكن بشرط أن يغير كل منا حياته إلى الأفضل، أو يغير - حتى - لكى يحافظ على نجاحه وتميزه.
 والتمكن من معرفة مصدر قوتنا التى فضلنا بها الله على سائر المخلوقات، وفى معرفة مواهبنا وإمكانياتنا وقدراتنا ليس لها حدود.
وتأكد من أن أى إنسان استطاع أن يقوم بعمل أى شىء فى هذا العالم لديه نفس عقلك الذى خلقه الله سبحانه وتعالى لكل بنى البشر.
 وتأكد أن بإمكانك أن تقوم بنفس العمل ولكن بشرط أن تتعلم الكيفية التى نفذ بها العمل وأن يكون لديك الرغبة الحقيقية فى تنفيذ ذلك العمل.
ولأننا نعيش فى عالم يتطور كل لحظة ويزداد إيقاعه ومتطلباته بسرعة فائقة ولأن الوقت لن ينتظر أحد فسأل نفسك هل تود أن تظل فى موقعك كالفيل؟..
خالد إبراهيم
أضف تعليق

بريكس بلس .. فرص وطموحات وتحديات

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2