أحمد عاطف آدم يكتب: كورونا وإرادة الإنتصار
أحمد عاطف آدم يكتب: كورونا وإرادة الإنتصار
لا صوت يعلو فوق أنين الغارقين فى كوابيس اليقظة بسبب هذا الفيروس التاجى اللعين "كورونا".
يأتى هذا فى الوقت يخشى العلماء سيناريو أسوأ وهو حدوث تحور جينى جديد للفيروس المستجد، بحيث يكون أكثر وأسرع فتكاً بضحاياه، إذا فشلت جهود العالم فى القضاء عليه للأبد، بينما تدعو منظمة الصحة العالمية شعوب الأرض إلى ضرورة اتباع تعليماتها بدقة كالعزل الذاتى وتقليل الإختلاط بين البشر للفتك بهذا الكائن الشرس الذى يتخطى حدود الدول دون تأشيرة مرور أو جواز سفر.
ومع كل ما سبق فإننا وللأسف الشديد دائماً لنا رؤية مغايرة تماماً عن العالم، تتماشى فقط مع واقعنا الإفتراضي الغريب، مثل عدم إكتراثنا بكل الأحداث اليومية الجارية حول العالم من حالات إصابة ووفيات، فنستغل الأجازات التى أقرتها الدولة للعزل ونخرج نختلط ونتكالب على شراء السلع بنهم وتكدس غير مبرر.
مؤخراً دعت إدارة محرقة كورونا المشيعين ببريطانيا إلى عدم تقبيل موتاهم والإبتعاد عنهم بمسافة آمنة قبل حرق جثثهم.
ووفقاً لصحيفة ديلى ميل البريطانية فإن الأشخاص الذين يحزنون على وفاة أحبائهم لم يعد بمقدورهم الآن مواساة بعضهم البعض عن قرب بسبب جائحة الفيروس التاجى اللعين، فمع سوداوية الموقف الراهن بأوروبا لجأت كل من الصين وإيطاليا بالإضافة لبريطانيا إلى التخلص من تلك الجثث حرقاً.
من جهة أخرى عنونت الإندبندنت مؤخراً: "المستشفيات لا تتسع للجميع فى المملكة المتحدة والقادم أسوأ."
كما تلقى أطباء الخدمة الوطنية إرشادات بتحديد "الأولى بالعلاج" مثل الشباب والأطفال، بسبب قلة عدد أجهزة التنفس الصناعى وهم ٤ آلاف جهاز و٦.٦ سرير لكل ١٠٠ ألف مريض.
وفى مصرنا الحبيبة تبذل حكومتنا مجهوداً خرافياً أشادت به منظمة الصحة العالمية بعدما استنفرت كل أجهزتها ووزاراتها المعنية من أجل دحض محاولات هذا الفيروس اللقيط ومنعه من احتلال أجسادنا، ينقصها فقط تحملنا لمسئوليتنا الإجتماعية تجاه أنفسنا بالحفاظ على حياتنا.
ربما لم نخوض حرباً كهذه من قبل - لكن كعادتنا لا يجب أن نتخلى عن إرادة الإنتصار.