سماح عطية تكتب: نجاح الأم والأب ورسوب الابن العاق

منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة انتشار فيروس كورونا في العالم كانت الدول والحكومات التي ظهر فيها الفيروس في اختبار حقيقي صعب وعنيف.. اختبار جاء خارج المنهج تماما والتفكير المنطقي .. اختبار لا يمكن التخطيط له إلا خارج الصندوق ولأن الأزمة كانت غريبة وفريدة وجاءت فجأة وبدأت تنتشر بسرعة البرق إلا أنها خرجت عن السيطرة في كثير من البلدان المتقدمة والنامية والتي لم تجد خجلا سياسيا في الإعتراف بذلك أمام العالم. كل ذلك ومصر تشاهد وتطالع ما يحدث من بعيد بل وأخذت تقف وتمد يدها  لبعض الدول وتذودها بما لديها من إمكانيات في لافته إنسانية وسياسية عظيمة  تضاف الي تاريخها وفجأة تجد مصر هى الأخر تتعرض لنفس الأزمة فيروس كورونا لتدهش العالم بأنها الطالب الوحيد النجيب الذي كان يشاهد العالم ويسجل في مفكرته الأحداث ويعد الدرس إعدادا جيدا واستطاع أن يستقبل الأختبار بكل أسلحته وخططه وصولا للنجاح.. نعم نجحت مصر في الإختبار وكانت بمثابة الأم والأب اللذان يحافظان على أطفالهما من الخطر بكل الطرق وبكل الوسائل وبكل الإمكانيات والموارد.. الدولة تصارع وتسابق الزمن من أجل أبناءها وها هي في طريقها للنجاح في الإختبار العالمي لها أما المواطن أو الابن العاق فقد أثبت فشله وغباءه الثقافي واستهتاره غير المبرر بإنسانيته وكينونته حيث رفض فهم الدرس ورفض الدخول في الإختبار فكان بمثابة القاتل لنفسه مع سبق الاصرار والترصد.