مرت أيام ونحن جميعا تحت أنظار بعضنا البعض، نريد أن نحمى بعضنا من المرض ومن أنفسنا ونحن تحت سقف واحد، جمعتنا فيه أزمة عالمية نعاصرها للمرة الأولى، لنكتشف فيها مدى احتياجنا لوجود بعض وترابطنا كأفراد أسرة، وكيف يمكن أن نكون السبب، في وصول الضرر داخل منازلنا دون أى وعي.
لقد تجاهلت فى المقدمة السابقة ذكر لفظ "كورونا" عن عمد، وتعمدت توجيه الحذر، لأن الأزمة يمكن أن تتكرر، والمسميات تختلف، لكن دعونا نتحدث عن "كورونا" بالتحديد، والحفاظ على أفراد الأسرة داخل المنزل.، ونقول الآتى:
البعض أصبح يعمل عن بعد من منزله "على الإنترنت."
والجميع التزم بالمكوث داخل منزله حتى الآن، وأقلع عن وسائل الترفيه في الحياة خارج المنزل والتى أصبحت ضرورية للكثير، والمشهد دعانى لأن أسأل نفسي هل هناك فوائد من أزمة "كورونا" المفاجأة؟.. ولماذا لا تتجه كل المؤسسات العامة والخاصة لهذا لنظام العمل عن بعد؟ وتعمل على تفعيله للعاملين، في كل منظومة و مؤسسة بها أقسام يمكن أن تعمل بهذه الطريقة، خاصة وأننا جميعا أصبحنا نملك أجهزة التواصل المختلفة.؟!
بالعمل عن بعد سوف يختفى الزحام، وسوف نقلل من الأمراض المعدية، وسوف نوفر الوقود ووسائل المواصلات، والمكاتب والمنشآت، والأدوات الكثيرة، ونوفر الوقت ونستغله في العمل الجاد ونقلل من انتشار الأمراض التى تصيبنا غير "كورونا" النفسية والجسدية جراء الزحام والصراع في المواصلات، وسنقوم بتقليل العبء على أنفسنا وعلى الدولة.
لقد تعلمنا من الكورونا درسا جديدا للحفاظ على أرواح بعضنا، وتفعيل ثقافة النظافة والدقة في اختيار ما يدخل بأيدينا منازلنا، من مأكل ومشرب وجراثيم ،وحتى أشخاص يمكن أن يحملون لنا أمراض ويلحقون الضرر بنا بشكل أو بأخر.
وفى هذا الصدد أتمنى أن يستمر تعقيم المنشاءات والأماكن المغلقة والكافيهات والمطاعم والمولات باستمرار، دون توقف بعد مرور الأزمة مع الرقابة والمتابعة من الدولة.
تعلمنا دورسا كثيرة حين هاجم فيروس الكورونا دول العالم المتقدمة، والنامية، ولم تثتثنى أحد من البشر، حتى يعيش العالم كله في حالة فزع وخوف واحد ،في حرب عدوها مجهول ولا يرى بالعين المجردة، حرب ندافع فيها عن أنفسنا من أقرب الناس لنا، وندافع عن أغلى ما لنا بتغير عادات وسلوكيات خاطئة يومية .
أزمة علمتنا الكورونا فيها أن الحياة أساسها حماية أنفسنا من داخل وخارج المنزل ومن أقرب الناس.
يا لها من حرب مجهولة النتائج.. مجهولة العواقب والتوقيتات حتى الآن.
أدعو الله أن نخرج منها بحياة جديدة خالية من الأخطاء اليومية القديمة، وبعادات جديدة تعود فوائدها على الجميع. ............................................ * صحفية شابة عملت فى أكثر من صحيفة وموقع أليكترونى منها جريدة "نيوز بكرة"
[caption id="attachment_441441" align="aligncenter" width="157"]
هدى الفقى[/caption]