أمل إبراهيم تكتب: الأثرياء ومخاوف نقل الفيروس
أمل إبراهيم تكتب: الأثرياء ومخاوف نقل الفيروس
يمر العالم بتجربة فريدة من نوعها وربما ليست المرة الأولى فى تاريخ الأوبئة ولكنها المرة الأولى فى العالم الحديث الذى بات يشبه القرية العالمية فى مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة ..
نشر موقع النيويورك تايمز مقالا بعنوان " الأثرياء ينقلون الخوف والفيروس " يتحدث المقال عن تصرفات الأثرياء فى المدن الأوروبية وكيف كانت ردود أفعالهم عند سماع فرض قيود الإغلاق ، لقد شوهد الكثير منهم يقوم بتكديس سياراتهم والسفر إلى منازلهم الأخرى على الجبل أو البحر وخاصة فرنسا حيث يقلل القرب من البحر أو الجبال من الانزعاج من الحبس ويسمح رابط الإنترنت بالعمل عن بُعد، لكنهم يجلبون معهم مخاوف نقل الفيروس إلى مناطق بها عدد قليل من المستشفيات للتعامل مع ارتفاع عدد المرضى ، مما يزيد من الخطر على السكان المحليين الذين يميلون إلى التقدم في السن وذوي الدخل المحدود.
لقد أثار تدفق الأثرياء إلى منازلهم الثانية حالة من الغضب وأضاف إلى مايكتشفه الوباء العالمي كل يوم: أن الفجوة آخذة في الاتساع بين الأغنياء والفقراء وكانت فرنسا نموذج واضح للأزمة بما أن لديها 3.4 مليون منزل ثانٍ - أكثر بكثير من أي من جيرانها - والذين عطلت سياساتهم المحلية في السنوات الأخيرة شراء منازل للأجانب بسبب الجدل حول عدم المساواة.
ويرى الكثيرون أن زيادة عدد الإصابات فى كلا من فرنسا وأسبانيا كان سببها نزوح عدد كبير من الإيطاليين فى بداية فترة الحجر الصحى بينما أنتبهت ألمانيا إلى ذلك ومنعت دخول الأشخاص بحجة وجود منزل ثان لهم إلا لو كان هناك سبب للعمل كما قامت بإغلاق كافة الفنادق .
وقد ذكر جان فيارد ، عالم الاجتماع بالمركز الوطني للبحث العلمي في باريس ، إن النخب الاجتماعية لديها دائمًا قدم في المدينة وأخرى في بلاد مختلفة "مغادرة المدينة في أوقات الأوبئة كانت القاعدة دائما."
عندما قرأت مقال النيويورك تايمز تذكرت فورا أننا منذ يومين شاهدنا أمر مشابه فى مصر أزدحام شديد على الشواطئ والشاليهات الخاصة فى القرى السياحية فى الاسكندرية والعين السخنة !!
كما أذكر أن فى بداية ظهور حالات كورونا فى مصر حدث هجوم على محلات السوبر ماركت الكبيرة وبدأ الناس فى الشراء والتخزين وتعليقا على الأمر قالت إحدى صديقاتى الأغنياء غالبا يخلقون الأزمات لأن هم لديهم المال للشراء والمساحات للتخزين.. وقد شاهدنا ذلك بالفعل، ونحن نتحدث دائما أن الوعى هو السلاح الاول فى محاربة كورونا فلا يمكننا توجيه اللوم للبسطاء على الأزدحام وترك الأغنياء ينقلون الفيروس بالأنتقال إلى مناطق مختلفة للقضاء على الملل أو الاعتقاد أننا فى أجازة تحت ظروف طبيعية للتزلج أو ركوب الأمواج..
أو أن الحرية تعنى عدم التصرف بمسؤولية.