السفير محمد حجازى لـ «دار المعارف»: فى مواجهة جائحة كورونا.. إفريقيا على قدر المسئولية

السفير محمد حجازى لـ «دار المعارف»: فى مواجهة جائحة كورونا.. إفريقيا على قدر المسئوليةالسفير محمد حجازى لـ «دار المعارف»: فى مواجهة جائحة كورونا.. إفريقيا على قدر المسئولية

* عاجل29-3-2020 | 19:26

كتب: على طه
قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن القمة التى جمعت القادة الأفارقة عبر وسائل الاتصال من أعضاء مكتب الاتحاد الأفريقى، تلك القمة المصغرة التى شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس سيريال رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالى للاتحاد ورئيس الكينى والمالى والكونغولى وموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، جاءت فى توقيت شديد الأهمية لتعكس المسئولية الإقليمية والالتزام على أعلى المستويات لمواجهة هذا التحدى الذى يواجه العالم مجتمعا لجائحة عابرة للحدود مما يستلزم مواجهة دولية وإقليمية شاملة.
وأضاف مساعد وزير الخارجية السابق فى تصريحات خاصة لـ " دار المعارف" أن مؤتمر القمة المصغر هذا جاء قبيل أعمال قمة المجموعة التى ركزت على بحث كيفية المواجهة الدولية لهذه الجائحة والتحدى الأهم الذى تتعرض له دول العالم كافة لنفس الخطر وتحتاج لإعمال أدوات مشتركة على الصعيد الصحى والاقتصادى والمالى لمواجهة هذا الخطر وبالتالى ومن هذا المنطلق جاء التوافق بين الزعماء على اتخاذ عدة إجراءات ونقل عدة توصيات لاجتماعات مجموعة العشرين لمواجهة تداعيات وباء كورونا المستجد خاصة على الدول الأفريقية والبحث معا عن سبل التعامل إفريقيا مع تداعيات الأزمة ثم بالتعاون مع الشركاء الدوليين وقبيل مجموعة العشرين.
وواصل السفي حجازى، ومن هنا جاء التوافق مع الزعماء على مبادرة هامة وهى إنشاء صندوق لتوفير الموارد اللازمة للتعامل مع الفيروس ومجابهة التبعات الاقتصادية المتوقعة  على تلك الدول وفى ذلك كان لإفريقيا فى السابق جهود مشابهة لدى مجابهة وباء كورونا.
 وواصل، من الهام هنا أن نؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد على التزام مصر بتقديم الدعم المادى المناسب لإنشاء هذا الصندوق وتعزيز الجهود الأفريقية المشتركة بالإضافة لتقيد الدعم المالى للمركز الأفريقى لمكافحة الأمراض المعدية والتى من المقرر أن تستضيف مصر المقر الإقليمى لها.
كما تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل تحت مظلة الاتحاد الأفريقى تتشارك فيه الدول الأفريقية فى مشاركة الخبرات والمعلومات فى مجال مكافحة وباء كورونا ومخاطبة الرأى العام الأفريقى لمناقشة تطورات ومستجدات هذا الوباء.
وتم الاتفاق أيضا على تعزيز الانتاج الأفريقى المحلى للمطهرات والمحاليل الكيميائية فى مختلف الدول، وصياغة حملات توعية لمكافحة الفيروس وتعزيز السلووك الوقائى.
القادة الأفارقة أكدوا على أهمية تعزيز جهودهم المشتركة وأجهزة الاتحاد الأفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية فيما بينها وتشكيل مجموعات عمل فى مجال النقل لتنسيق نقل المعدات الطبية فى إشارة للتضامن الأفريقى  لتوفير أدوات هذا الفيروس إفريقيا إدراكا من مصر لمسئوليتها فقد تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى بمبادرة موجهة لمجموعة العشرين قبل انعقاد اجتمعاتها لدراسة أعباء الديون المستحقة على الدول الأفريقية  سواء فى إعادة الجدولة أو التأجيل أو الإعفاء بالتنسيق مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية كالبنك الإسلامى للتنمية والبنك الأفريقى للتنمية وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى هذا بالإضافة للدول الصناعية الكبرى.
ولم يغفل الرئيس عبد الفتاح السيسى عن واحد من أهم التحديات الهامة التى تمثل عبئا إضافيا على القارة وجهود مكافحة الإرهاب والتى يمكن أن تنتشر فى ظل وباء كورونا الذى يصيب جهود الدول الأفريقية والذى يؤثر سلبا على مواجهة الإرهاب مما يتعين أيضا على المجتمع الدولى أن يظهر دعم خاص من قبل مجموعة العشرين لمساندة دول الساحل الأفريقى بالذات ودعم قواتها المعنية بمكافحة الإرهاب للحيلولة دون تطور الرهاب وانتهازه هذه الأحداث وتعزيز مواقعه فى القارة وقت إنشغالها بفيروس كورونا.
والزعماء الأفارقة كلفوا الرئيس الجنوب أفريقى إيرامافوزا بحكم وجود جنوب أفريقيا ضمن مجموعة العشرين بنقل القرارات للدول الأعضاء فى المجموعة عبر اجتماعها المرئى عبر الفيديو كونفرانس فى نفس اليوم على اعتبار أن جنوب أفريقيا باعتبارها هى عضو رئيسى فى مجموعة العشرين لحث دول المجموعة على دعم دول القارة فى مواجهة هذا الوباء.
النقطة الثانية :
أن بيان مجموعة العشرين جاء ملبيا للرؤى الأفريقية والدعوات حيث تبنى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما أشار إلى أن الدول مجتمعون سيدرسون مشكلة الديون وأثارها فى الدخل بسبب الجائحة ودعوا بالفعل لتدارس هذه المشكلة  والتى تقدمت مصر بطلب النظر فيها فى اجتماع مجموعة العشرين ومن خلال اجتماع قمة القادة الأفارقة التى جاءت على مستوى الحدث بما احتوته من قرارات تم ذكرها كما تم تأكيد أهمية العمل الجماعى الأفريقى.
وجاء بيان قادة مجموعة العشرين ليؤكد التزامهم أيضا بتفهماحتياجات أفريقيا فى المجال الصحى والاقتصادى وعدم قدرة العديد من الدول خاصة الأفريقية على مواجهة هذا التحدى لا سيما أن فى أفريقيا كما ذكر البيان لاجئين ونازحين وبالتالى دعم قطاع الصحة الأفريقى ورد بوضوح ضمن أسس مواجهة الجائحة على الصعيد الدولى مما تشمله هذه الجهود من إعادة بناء قدرات وتدريب وتقديم مساعدات ومساعدات عينية خاصة للفئات المعرضة للخطر بالإضافة لتقديم الدعم والتنمية والمساعدات الإنسانية والتمويل.
وأضاف السفير حجازى من هنا أظن أن القمة الأفريقية كانت فى توقيتها حيث أكد  بيان مجموعة العشرين العديد من النقاط الهامة المرتبطة بالبيان الصادر عن القمة الأفريقية حيث يشير اجتماع مجموعة العشرين لعدة نقاط هامة جدا بالنسبة لإفريقيا فالبيان بدأ بالإشارة للصلات المشتركة بين دول العالم وأشار أيضا للضعف فى مواجهة هذا الوباء الذى عبر العالم وتخطى الحدود وكانت المواجهة بالفعل حاسمة وشاملة ومنسقة على نطاق واسع وأن القادة المجتمعون حرصوا على التأكيد أنهم سيسعون من خلال جبهة موحدة لمواجهة هذا الخطر والتهديد المشترك.
ولقد أثبت القادة الأفارقة الالتزام والحرص والمسئولية الإقليمية الهامة ورؤيتهم التى احترمتها مجموعة العشرين وضمنتها ضمن عناصر عناصر البيانى الهام. وعلى وزارة الصحة والمالية ومحافظى البنوك الأفريقية مواصلة ترجمة الرؤية الأفريقية والدولية فى سياستهم الوطنية والتنسيق بينهم حتى تترك إفريقيا بشكل جماعى لمواجهة هذا الخطر المشترك غير المسبوق.
[caption id="attachment_323796" align="aligncenter" width="440"] مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازى[/caption]
أضف تعليق

إعلان آراك 2