كتبت : مروة علاء الدين
انقسم الناس بعد الأزمة إلى نوعين، فئه اختارت التهويل وأخرى التهوين، وعن هذا تقول المعالج النفسي دكتورة دينا هلالي ، دكتوراه في علم النفس، شعر البعض بالخوف الزائد والزعر والقلق، وتهويل وتضخيم الأمر قد يتطور إلى التسبب فى أمراض نفسية لهم واضطرابات مثل الوسواس القهري والاكتئاب بسبب الخوف من الموت ونتيجة للمبالغة فى التطهير وغسل الأيدى وأيضا بسبب الأنسحاب الاجتماعى نتيجة المكوث فى المنزل، وخوفى الشديد على تلك الفئة لأن الخوف الزائد سيدخلهم بالفعل دائرة المرض، والبعض الأخر اختار التهوين وهذا قد يسبب تفاقم للأزمة بسبب اللامبالاة، وتوضح" الهلالى" لابد من تقدير الأمر بشكل صحيح ونختار حالة الوسطية بين التهويل والتهوين، وأكون شخص مسئول قادر على إدارة الازمة ملتزم بالأرشادات الصحية، وقادر على إدارة الوقت مع عدم الأنقطاع عن الأشخاص، والتواصل مع العالم الخارجى عن طريق التكنولوجيا الحديثة والأندماج مع الأسرة .
مرضى الوسواس القهري والاكتئاب
أما عن مرضى الاكتئاب والوسواس القهري ، فتقول دكتورة دينا، الوسواس القهري هو اضطراب نفسي، ومرضى الوسواس القهري سيعانون أكثر في الوقت الحالي، فهم يشعرون دوما بالقلق الشديد والتوتر، وحاليا تلك الفئة تسيطر عليها فكرة النظافة، وإحساس بالخوف فى أن هناك فيروس على ملابسه أو على يديه وكلما ازدات رغبته فى التنظيف، يزيد معها حدة المرض ، كما تزداد مخاوفه من التعرض للموت أو فقد من يحبه ، وأشارت الدكتور دينا أن مرضى الوسواس القهري بحاجة شديدة إلى أن نشعرهم بالأطمئنان والأمان، وبجانب ذلك نشغل وقته بممارسات أخرى، مع عدم متابعة الأخبار، وإمدادهم برسائل مطمئنة مع الابتعاد عن الأخبار السلبية والشائعات..
وتضيف دكتورة دينا، أن هناك أختلاف بين مريض الوسواس ومريض الاكتئاب، مرضى الاكتئاب تسيطر عليهم كل الأفكار السلبية ومشاعر اليأس ولديهم رغبة فى الموت، ونظرتهم سوداوية، ويرفض النوم والطعام مع حالة من اليأس والامبالاة، لذا يجب استبدال الاخبار السلبية بأخرى أيجابية ومنعهم من العزلة، مع تناول أدويتهم بانتظام.
وشاح مصر الأبيض روح وحياة
وعن أهمية المبادرات والدعم المجتمعى لرجال القطاع الأمنى والطبى، تقول المعالج النفسي دكتورة دينا هلالي ، الجيش الأبيض العظيم هم الأطباء ولهم دور كبير فى بث الطمأنينة للمريض، فهم مصدر الأمان، وفى تلك الظروف يحتاج منا هذا الطبيب الذى يعمل فى المستشفيات حاليا وبالحجر الصحي ، الشكر والدعم ، فالقطاع الطبى حاليا يقف بيننا وبين الفيروس وعليه فعلى الدولة أن تكرمهم بعد انقضاء تلك الأزمة، وعلينا دور فى تقديم رسائل إيجابية لرجال القطاع الطبي والأمني مكتوبة ومسموعة، عبر الهواتف المحمولة تلك الوسيلة الوحيدة بيننا، لرفع روحهم المعنوية، مع إرسال رسائل شكر وامتنان لذويهم وزوجاتهم وأولادهم ليشعروا بالفخر بهم فهم فى ساحة قتال شرسة مع المرض، ومن هذا المنطلق اقترح اطلاق مبادرة خاصة بهم تحت اسم ( وشاح مصر الأبيض روح وحياة) أو ( رسالة حب وامتنان لجيش مصر الأبيض)، ورجال القطاع الأمني لهم كل رسائل الحب والأمتنان، واقدم رسالة إلى كل زوجة، لابد أن تقدر عمل زوجها خاصة فى هذة الأيام، وأن تقدر وتتحمل الضغط النفسي والتوتر الذى يتعرض له زوجها، والخوف الذى قد يسيطر عليه لخوفه على أسرته ومن حوله..
مبادرة "هحارب معاك" لدعم مرضى السرطان
وتقول الدكتورة دينا ، هناك مبادرات مجتمعية كثيرة ، شاركت فيها خلال تلك الفترة، منها مبادرة" هحارب معاك" للدعم النفسي لمرضى السرطان والهدف منها رفع المناعة النفسية لمرضى السرطان، وأشارت "هلالي" إلى أهمية دعم هؤلاء المرضى وخاصة أنه ليس هناك اهتمام إعلامى بهم، وهم بحاجة شديدة إلى دعم معنوي ، ليتخلصوا من حالة الفزع التى يشعرون بها خلال تلك الفترة لتخوفهم من التعرض للمرض بسهولة نظرا لضعف مناعتهم، ويكون تقديم الدعم لهم من خلال حرص الأطباء المعالجين لهم على التواصل معهم ومتابعة حالتهم وتوجيههم لنظام غذائى سليم يرفع كفاءة الجهاز المناعي، مع طمأنتهم على وضعهم الصحى وأن مجرد التزامهم بالتعليمات والأرشادات الوقائية فهم غير عرضة للإصابة وهذا حتى يتخلصوا من القلق والتوتر الذى يزيد لديهم الاكتئاب.
الصحة النفسية في زمن الكورونا
ولكي نحافظ علي صحتنا النفسية تقول "مرفت رجب صيام" ، استشاري صحة نفسية وارشاد اسري وتربوي، يمر العالم بأكمله بأزمه كبيرة تهدد حياة الملايين بالأصابه بفيروس الكروونا فهو سريع الانتقال والعدوي للأسف ومن ثم يتطلب من كافة الشعوب توقف الحياة العادية والمكوث في البيت قدر المستطاع، حتي نحد من الإصابة بهذا الفيروس ، مما ترتب عليه توقف النظم الحياتية المعتادة ،وأصاب الجميع الذعر والمخاوف والقلق والتوتر مما أثر علي الصحة النفسية وأصيب الكثير بالأحباط والبعض بالفوبيا من الإصابة أو نقل الفيروس له ..
وأصبح التفكير منحصر في اسئلة كثيرة جميعها تنصب تحت ماذا سيأتي غدا ؟؟
وأصبحت شعوب تقوم بتوديع بعضها البعض ربما يفقدوا منهم فرد غدا ..
وصار الخوف والتوتر نظام جديد متبع في أيام قليلة جدا ..
ولكي نحافظ علي صحتنا النفسيه علينا بموازنة الأمر والأخذ بالأسباب والتوقف عن الخوف الشديد والتعامل بالهدوء والحفاظ علي الهدوء النفسي ..
فالخوف في حد ذاته يضعف المناعة ولابد أن نحافظ علي علي مناعتنا حتي لا يخترق الفيروس أجسادنا ..
فقال الله في كتابه العزيز (قل لن يصيبنا الاماكتب الله لنا )
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفسا بأي أرضا تموت ..
الخوف يضعفنا يكسر في داخلنا الآمان ، يهزمنا ، يحطم آمالنا ..
فلنثبت ولنطمئن ونعلي ثقتنا في الله إلي أعلي الحدود فثقتنا بأن الله معنا ويقينا بأن الله لن يتخلي عن عباده سيجعل تلك الازمه تمر بسلام تام ..
تذكر كم من أزمات مرت وإصابات وحوداث وأمراض وباليقين بالله والدعاء المستمر أزالها الله وخرجت من بعدها اقوي ، الله عز وجل يحب عباده جميعا ولقد ارسل لنا الله تلك المشكلة لحكمه لايعلمها إلا هو ولا شك أنها لصالحنا ..
اترك الخوف وفكر في حل المشكلة، وتوقف عن مخالطة الأشخاص السلبية وابتعد عن الإشاعات والاخبار التي ليس لها مصدر حتي تثبت ولا تضعف أمام فيروس صغير حتي لو كان سريع الأنتشار ..
حافظ علي صحتك النفسية بالأمل فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ..
اجعل من بيتك جنتك ومن قيودك حريتك ..
قرب من الله واسعد بالقرب منه اكثر .. فكر في الرسالة التي ارسلها الله لك .. ماذا وراء الكرونا ؟؟
قرب من أسرتك واسعدهم والتزم الهدوء وتبسم في وجوه أسرتك واحتويهم وسوف تمر الازمة إن شاء الله بكل آمان ..
[caption id="attachment_447083" align="aligncenter" width="364"]
دكتورة دينا هلالى[/caption]
[caption id="attachment_447082" align="aligncenter" width="387"]
مرفت رجب[/caption]