أحمد عاطف آدم يكتب: ساعدوهم ولا تفضحوهم

أحمد عاطف آدم يكتب: ساعدوهم ولا تفضحوهمأحمد عاطف آدم يكتب: ساعدوهم ولا تفضحوهم

* عاجل6-4-2020 | 18:17

"إما أن تعطوهم بلا إهانة أو تتركوهم يواجهون الجوع بكرامة" هكذا علق أحد المدونين على صورتين مستقلتين تم نشرهما على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك، حيث ظهر بهما رجلاً وسيدة يبدوان فى العقد السابع من العمر وقد كست وجهيهما علامات الفقر والعوز، بينما يقوم رجل أنيق يرتدى نظارته الشمسية - بإمساك طرف كرتونة بكل صورة وهو يبتسم بشكل مبالغ فيه - لا يعكس تواضعاً وتشجيعاً على عمل الخير قدر ما يبدو تفاخراً وتباهياً بما يقدمه من مواد غذائية كإعانة لكل محتاج. بينما ظل الرجل المسن والسيدة يمسكان بالطرف الآخر من الكراتين وينظران إلى الكاميرا فى تلهف لإنتهاء زمن اللقطة للفوز فى النهاية بما يُقَدم لهم. المشهد بدا على أنه ترويجاً للرجل الأنيق المبتسم بسعادة بالغة وهو يقدم عطاياه معلناً عن شهامته أو متاجراً بها. وعلى الضفة الأخرى لنهر العطاء - لفت نظرى وأنا أراجع إشعارات أحد المجموعات التى أشترك بها على تطبيق الواتس أب، فكرة اقترحها أحد الأعضاء تتلخص فى التنازل عن ثمرة من الفاكهة أو ما تجود به النفس أثناء تواجدنا عند الفكهانى، وَلْيَكتب على قفص فارغ عنده "مجاناً"، بقصد تخصيص ما به من تبرعات لدعم من ضغطتهم ظروف المعيشية وحالت دون تلبية حاجتهم للشراء. وأضاف صديق آخر بأننا طالما كنا نثق فى بائع الفاكهة وهو يعرف هؤلاء الذين يتعففون ولا يفضلون سؤال الفكهانى - فما المانع من ذهابه بعد إنتهاء العمل لزيارة أصحاب العفة فى بيوتهم وإعطائهم من حصيلة أهل الخير. المؤسف حقاً فى المشهد الأول هو تكراره كثيراً - حتى فى ظل جائحة الفيروس اللعين. واستغلال حاجة أكبر شريحة متضررة وهم المطحونين ممن ضاقت بهم سبل العيش إما لقلة الموارد أو لضعف فرص العمل أو حتى بسبب تقدم السن الى الدعم من كل اتجاه - سواء كان من الدولة أو أى شخص آخر قد لا يمثل فى بعض الأحيان إلا مصالحه الشخصية وأهدافة الدنيوية الزائلة. وكى أكون محقاً للحق فإن هناك بعض من الأفكار والمبادرات الشخصية التى تعكس ما يخبئه أصحابها فى قرارة أنفسهم من نوايا تناسب أصالتهم وحبهم لمشاركة لقمة العيش مع الضعفاء والمحتاجين وميلهم لتشجيع غيرهم على الإندماج معهم فى تلك الأعمال الخيرية الرائعة. وما بين هذا وذاك فإن هذه الأيام الصعبة التى يمر بها العالم وبشكل غير مسبوق من تفشى لوباء غير مرئى- تعد هى العظة الكبرى والعبرة لمن يعتبر - بأن هذه الدنيا مهما طالت فهى رحلة صغيرة يكتب لنا القدر بدايتها ونهايتها، ولكن يمنحنا حرية إختيار النهاية التى تناسب كل واحد فينا.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2