د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: خليك في البيت
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: خليك في البيت
"خليك في البيت"، أصبح هذا الشعار مُتداولاً في كل وسائل الإعلام، والسُّوشيال ميديا، والهدف منه الحماية والوقاية من فيروس الكُورونا، ولكن دعونا نُشاهد ردود أفعال الناس حيال هذا الأمر، فهم يُعارضون ويتصرفون كما يتراءى لهم، وإذا واجهت أحدهم بأن سلوكياته لا تمت للمنطق بصلة، تجده يُردد أن الله هو الحافظ، وأن المكتوب على الجبين لابد أن تراه العين، وغيرها من الأقوال، التي تدل على أن صاحبها شديد الإيمان، في حين أنه في حياته لا يسير على نهج القرآن في كل خُطوات حياته، ولكن الواقع أنه يبحث عن وسيلة، يُبرر بها خروجه على القواعد، وعدم تقبله للنصائح، بدليل أنه استشهد بأن الله خير حافظًا، ولم يستشهد بقوله تعالى: " وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، فالإيمان لا يعني أن نترك كل شيء على المولى عز وجل، بل علينا أن نسعى، ونفعل كل ما بوسعنا قدر الإمكان، ثم نترك بقية الأمر على الله وحده.
علاوة على أن ما يُطْلب من كل إنسان ليس بالصعب، هل من الصعب أن نهتم بالنظافة لأبعد حد، وأن نجلس في بيوتنا آمنين، ما الصعوبة في أن نتعاون لكي نمر من تلك الأزمة بسلام؟ فالأمر لا يعدُو عن كونه محاولة لاستعمال إرادتنا لكي ننجُو بأنفسنا.
فالذي يُريد أن يعيش في سلام دائم، عليه أن يستعين بالمنطق، وأن يستعمل عقله، ويتغلب على رغباته، وينتصر على نزعات النفس، فالحياة تتطلب الكثير من الجَلَد؛ لكي تستمر، وتحتاج إلى العديد من تحدي النفس؛ من أجل إثبات الذات.
وما نفعله في تلك الفترة، يُسمى الحرب من أجل البقاء، فهي حرب من أجل استمرارية الحياة، وعلينا ألا نستهتر بالأمور ونتواكل، بل علينا أن نلتزم بالتعليمات، وننصاع لها؛ لكي ننجو من الأزمات والكبوات، فهذا هو دليل القُوة والإرادة، أما ما دُون ذلك، فهو لا يخرج عن كونه استهتار، ولا خلاف على أن الاستهتار نهايته دمار.