عاطف عبد الغنى يكتب: التهديد الوجودى الثالث للدولة المصرية: ذئاب ترقص على نغمة كورونا «٣من٣»

عاطف عبد الغنى يكتب: التهديد الوجودى الثالث للدولة المصرية: ذئاب ترقص على نغمة كورونا «٣من٣»عاطف عبد الغنى يكتب: التهديد الوجودى الثالث للدولة المصرية: ذئاب ترقص على نغمة كورونا «٣من٣»

* عاجل10-4-2020 | 12:08

على الرغم من إدراكنا وفهمنا وتأكدنا - نحن المصريين – من أن الإخوان جماعة انتهازية إلى أقصى حد، وتسعى بكل السبل إلى الوصول للسلطة، حتى ولو على جثة الوطن الذى ينتمى إليه أفرادها بأوراقهم الثبوتية، وليس بقلوبهم، ولا ضمائرهم، على الرغم من فهمنا لهذا جيدا إلا أننا لا نشخص بأبصارنا لما يحدث خارج مصر، من أتباع وفروع الجماعة الإرهابية.

(1)

  صحيح أن التنظيم الأم للإخوان ولد، وشب، وتذأب، وأصابه السعار هنا فى مصر، لكنه للأسف مد فروعه إلى الخارج، ليس فقط بإنشاء التنظيم الدولى، ولكن من خلال ظهور تنظيمات، وجماعات، وميليشيات مسلحة، وأحزاب سياسية، تابعة للجماعة، وتحمل أسماء مختلفة، حزب النهضة فى تونس،  كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة الإخوان المسلمين التابعة لحماس، جبهة النصرة فى الشام، أو حزب العدالة والبناء الذراع السياسى للإخوان فى ليبيا، أو تفرعات الجماعة فى السودان المتمثلة فى الجبهة الإسلامية، وجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، وباقى التنظيمات فى الدول العربية.

(2)

الأنباء القادمة من السودان تشير إلى أن جماعة الإخوان وأذنابها هناك يسعون لاستخدام حالة انشغال السلطة الانتقالية الحاكمة في السودان بمكافحة جائحة كورونا للانقلاب على الحكومة الانتقالية، واستلاب مكتسبات الثورة السودانية التى أطاحت بهم، بعد سنوات طويلة من الحكم، جلبوا فيها العديد من الكوارث على البلاد، والعباد. فى ليبيا، تنسق عناصر الإخوان الإرهابية مع رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق فايز السراج، بعد أن وجدوا ضالتهم فى انتشار فيروس كورونا فى ليبيا الشقيقة، ليبدأوا محاولتهم للقفز على الأزمة واستثمارها سياسيًا، ويواصلون ممارسة أعمال الإرهاب، وحرب الجيش الليبى الوطنى. ومن موقعه فى اسطنبول العاصمة التركية أصدر مفتي إخوان ليبيا، الصادق الغرياني، فتوى كانت بمثابة قنبلة فتنة، وجهها ضد الإجراءات الاحترازية الداعية إلى تعطيل صلاة الجماعة، وحذا حذوه عدد من مفتى الجماعة، وكوادرها فى الجزائر، والمغرب، وحزب النهضة فى تونس، ضاربين بما يوجبه الشرع الحنيف من الحفاظ على الروح البشرية عرض الحائط، وأن حياة الساجد أهم من المساجد، وهو إجراء ليس بجديد على المسلمين، يؤيده فقه الضرورات، ولا يستطيع أحد أن يزايد عليه إلا شيوخ الإخوان الذين لا يعنيهم أمر انتشار الجائحة، وسقوط المرضى، وارتفاع عدد حالات الوفيات، فقيادتهم ترى فى هذا تهديدًا حقيقيًا، للدول العربية التى تحاربها الجماعة، وتسعى لإسقاط أنظمتها الحاكمة، أو على الأقل تعود بالأمور إلى ما كانت عليه قبل  9 سنوات، لتبدأ المباراة من عند المربع واحد، بنشر الفتن المؤدية للفوضى بدعوى الثورة، ويركب الإسلامويون ذروتها، ويستولوا على السلطة منفردين.

(3)

مصر وجيشها، طول التاريخ حالة خاصة.. جيش مصر الخارج من قلب هذا الشعب لم يعرف طوال تاريخه، لا طائفية، ولا قبلية، ولا عمالة، ولا انقسامًا، إلا من الجماعة المارقة، الخائنة على طول تاريخها، وصلابة الجيش والجبهة الداخلية هى التى حمت الدولة المصرية من الانقسام، والتفتت، والتقسيم، ومن ثم الاحتراب الداخلى، الذى نرى الإخوان تغذيه فى ليبيا، واليمن، وسوريا، وتدعمه ماديا ولوجستيا تركيا، وقطر، ولاعبون آخرون أجانب لا يريدون من قبل أزمة «كورونا» ولا من بعدها أن يتوقف القتال، وأعمال الإرهاب، سعيا إلى السيطرة الكاملة على هذه الدول. وجاءت كورونا ، وهى أزمة يُفترض أنها صحية، عالمية، تختبر فى المقام الأول إنسانية هذا العالم، وتكاتفه وتعاضده لمعالجتها من هذا المنظور، لكن – للأسف – الإرهابيون، والانتهازيون، وذوو القلوب المتحجرة، عملوا على انتهاز الأزمة وتوظيفها سياسيا، أو عسكريا، لخدمة أغراضهم، وأول وأبرز من فعل هذا هم الإخوان.

(4)

ومصر فى ظل عناية الله بها، وفهم وعمل القيادة الحالية، ووعى المصريين، وفهمهم لألاعيب وشائعات وتحريضات الجماعة، بفضل هذا لن ينجح الإخوان فى تنفيذ ولو جزء مما يخططون له، بشرط أن نتبع الأسباب فى مواجهتهم، ومواجهة الجائحة التى سيسوها، ثم نتوكل على الله.
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2