أحمد عاطف آدم يكتب: تليفزيون رمضان للنسيان

أحمد عاطف آدم يكتب: تليفزيون رمضان للنسيانأحمد عاطف آدم يكتب: تليفزيون رمضان للنسيان

*سلايد رئيسى9-6-2017 | 22:34

[caption id="attachment_45153" align="aligncenter" width="300"]أحمد عاطف آدم أحمد عاطف آدم[/caption] لم تفاجئنا برامج ودراما رمضان هذا العام بجديد يذكر على المستوى الفنى لاسيما مسلسل أو اثنين فقط من بين عشرات الأعمال ، مما جعلنا جميعا لا نستشعر تلك الطفرة التى نتمناها منذ سنوات لهذه الصناعة والتى من المفترض أنها أحد الروافد الثقافية نحو بناء مجتمع مبدع وواع تضرب جذور حضارته أعماق الأرض والتاريخ . عندما تشاهد برامج المقالب المتفق عليها مسبقا مع الضيوف لا تشعر على الإطلاق باحترام تلك النوعية الهزيلة والهزلية من البرامج لعقول المشاهدين. فهى تقدم لهم وهم مدفوع الأجر ، ولا تضيف لأصحابها إلا أموالا ومكاسب ماديه وفقط، تم تحصيلها من تغييب وتهميش العقول وليس إثرائها بلغة راقية للترفيه، وروح الدعابة مثلما نشاهد فى مثيلاتها من النسخ الأجنبيه ، وإلا ماذا نسمى ما نشرته عده صحف هندية من إعترافات لـ "بوجا دادلاني" مدير أعمال نجم بوليوود الأول " شاروخان " أن كل ما دار خلال حلقات برنامج رامز تحت الأرض لرامز جلال هو تمثيل فى تمثيل وإنه غير صحيح على الإطلاق أن النجم العالمى لم يكن على علم بالمقلب كما تظاهر أمام الكاميرا، وأن كل شئ كان متفق عليه مسبقا بما فيه ظهوره غاضبا جدا من رامز جلال بعد أن علم بطبيعة  المقلب. وعلى خلفية الوهم الفنى الذى أصبح يقدمه حتى أهم وأشهر نجوم الفن المصرى لم يغب الفنان عادل إمام عن الصورة بطلته الرمضانيه المعتادة وذلك من خلال مسلسله " عفاريت عدلى علام " الذى اعتمد خلاله الكاتب الكبير يوسف معاطى على الخيال المبالغ فيه والذى يتخلل القالب الفنى الكوميدى لزعيم الكوميديا المصرية فى عصرها الذهبى .فى رأيي أن مثل تلك الشطحات الفنيه لا تهدف بتواجدها إلا من أجل الربح المادى وفقط وليس الثقافى أو التوعوى . وما هى إلا نوعا من الحرص الشديد للظفر بأكبر قدر ممكن من الكعكة الإعلانيه التى يلتهمها رجال الأعمال أصحاب  القنوات الخاصه أو الملاكى، تماما مثلما يفعل محتكرى الإنتاج السينمائى المتواضع تارة والوضيع تارات أخرى . كان زمان يأخذ الفنان رصيده من حب واحترام الناس والنقاد لأعماله الخالدة، أما الآن فالرصيد عند معظم فنانى الجيل الحالى هى أرصدة بنكية سوف تفنى يوما ما ويفنى معها صاحبها بلا بصمة أو رجعة ، وعلى المسئولين عن قطاع الإنتاج بماسبيرو أن ينفضوا الغبار عن قنوات الشعب التى تمثلهم وتمثل حضارتهم وثقافتهم وثوابتهم لتعود لتلك النوافذ ريادتها فى تقديم أعمال هادفه تخاطب بها عقول كل أفراد الأسرة باحترام وتضيف لهم وعى وثقافه لا تخلف وبلاهه .
أضف تعليق