جمال رائف يكتب: ترامب ينتهك دستور منظمة الصحة العالمية ويعاقب المجتمع الدولي !
جمال رائف يكتب: ترامب ينتهك دستور منظمة الصحة العالمية ويعاقب المجتمع الدولي !
لم تعد تصريحات ترامب اليومية بشأن أزمة كورونا تمثل أهمية .. فضجيج الكارثة علي الأرض أكثر صخبا من تلك الأحاديث التي تؤكد إصراره علي تسييس الجائحة الأمر الذي قد يشعل حربا عالمية !!
بعد أن اقتربت الولايات المتحدة الأمريكية من تسجيل مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، فهل يشعل ترامب حربا عالمية ليبقي في الحكم بعد الإخفاق في إدارة الأزمة منذ البداية ؟!
تسييس الجائحة أمر مرفوض ومهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية للصين ثم لمنظمة الصحة العالمية في غير محله ومن الأولي تضافر الجهود لإيجاد حلول لإنقاذ البشرية أما ما يفعله ترامب الآن فهو يندرج تحت مسمي التضليل السياسي في محاولة لإيهام شعبه بفكرة المؤامرة الكبري التي تستهدف أمريكا العظمي، وهذا بغرض حشد الرأي العام الأمريكي وراءه.
.. ومع ذلك مازالت عند موقفي فيما يتعلق بفرص ترامب القوية للفوز بفترة رئاسية ثانية بل ربما خدمته كورونا أكثر مما كان يتوقع هذا في ظل ضعف الجبهة المنافسة المتعلقة بالحزب الديمقراطي الذي لم يقدم سوي مرشحين انتهت صلاحيتهما السياسية.
أما ما يتعلق بتصريحاته بشأن إعادة دوران عجلة الاقتصاد، فأظنها مراهنة ومخاطرة في غير محلها سيتراجع عنها إذا تزايدت اقتربت الإصابات من المليون الثاني كما أنها تتنفي مع كانت تروج له من شعارات حقوق الإنسان التي يتنازل عنها الوحش الليبرالي الآن مقابل الحفاظ علي خزائنه مليئة بالدولارات.
وفيما يتعلق بتهديات الرئيس الامريكي دونالد ترامب لمنظمة الصحة العالمية بوقف التمويل فهذا يعتبر خيانة كبري للمجتمع الدولي والمنظمة الدولة الأم وهي الأمم المتحدة، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تساهم بنحو 20 % من تمويل منظمة الصحة العالمية لتصل مساهمتها إلي نحو 500 مليون دولار أمريكي وهو المبلغ الذي يجب علي باقي أفراد أعضاء المنظمة تحمله لتعويض هذا الفاقد في الميزانية المتوقعة للعام المالي 2020-2021 والمقدرة بنحو 4.8 مليار دولار ومن ثم ترامب لا يعاقب منظمة الصحة العالمية أو حتي الصين بل يعاقب كافة أعضاء المنظمة من خلال تكبيدهم أعباء مالية إضافية في ظل الأزمة.
كما يعد تصرف الرئيس الأمريكي والمتعلق بتجميد المبالغ التي تدفعها الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية إنتهاك صريح لدستور المنظمة بل يهدد بطرد أمريكا من عضويتها حيث يلزم هذا الدستور المؤسس للمنظمة كافة الدول الأعضاء بضرورة الالتزام بواجباتها سواء المالية او العلمية تجاه المنظمة.
كما يعد هذا الجرم الآن مضاعفا لأنه يأتي في ظل مواجهة العالم لجائحة هي الأخطر في تاريخ البشرية مما يضع الولايات المتحدة في مأزق حقيقي سيؤدي لتراجع دورها كقوة عالمية كبري بعد أن تخلت عن واجبتها تجاه المجتمع الدولي.