عاطف عبد الغنى يكتب: صلاح دياب.. العب غيرها ؟!

عاطف عبد الغنى يكتب: صلاح دياب.. العب غيرها ؟!عاطف عبد الغنى يكتب: صلاح دياب.. العب غيرها ؟!

*سلايد رئيسى15-4-2020 | 16:23

صلاح دياب "مش عايز يتلم"، ولا يتقى الله فى مصر التى ولد، وشب، وشاب فيها، ولحم كتافه الذى تغذى على لحم الغزال، وأفخر الأطعمة المستوردة التى تأتيه فى مناسباته الفاخرة، طازجة من باريس، هذا النعيم الذى يرفل فيه هو وذويه، نسى أن أساسه ما جمعه من "لقمة" المصريين و "غموسهم" مع أول محل "جاتوه" فتحه، إلى أحدث توكيل أمريكانى حصل عليه.. والأساس مصر بلد أبوه وجده، التى حمل جنسيتها قبل الجنسية الأمريكية، ومتاجرته مع الأمريكان والإسرائليين، وجمعه التوكيلات التجارية الأمريكية فى حجره بالزوفة، وتربحه المليارات حتى استعصت ثروته من العملة الخضراء على العد، لكننا نذكره، ونعرّف من لا يعرف أن هذه الدولارات ما وصلت إليه إلا بشروط، أهمها الانضمام لمعسكر الغرب الأمريكى، وتوجهاته نحو الداخل المصرى، والمساهمة فى مخطط التغيير المنشود بتوجيه جانبا من الأرباح التى يحصل عليها من العمل مع الأمريكان، لمشروعات الإعلام البديل (للإعلام القومى)، واختراق المجال السياسى بدعوى دمقرطة النظام السياسى، وتغيير مفاهيم المصريين من خلال نشر ثقافة "النيوليبرالية"، وهى دعاوى كان ظاهرها الرحمة وباطنها الفوضى (التى جملوها فجعلوها خلاقة) . هذا ليس مقال لفتح ملفات دياب مع مخطط الربيع العربى، وعلاقاته بالقائمين على هذا المخطط، (ولو شاء لفتحناها)، ولكنه مقال لمناقشة جزء بسيط مما يتبناه وكان وما يزال يروج له عبر صحيفته "المصرى اليوم". وللحقيقة فقد نبهنى الزميل الكاتب الصحفى، إسلام كمال، لما نشر فى "المصرى اليوم" من خلال العمود الذى يحمل عنوان "وجدتها" ويكتبه كاتب يحمل اسم مستعار هو "نيوتن"، وقد كتب الأخير أمس عموده بعنوان "حاكم سيناء"، يلحقه بعمود سابق طرح فيه فكرة ترتيب وضع سياسى خاص لشبه جزيرة سيناء، تتحول فيه إلى كيان فيدرالى (مقاطعة) يتمتع هذا الكيان بحكم ذاتى، وبالتالى حاكم شبه مستقل عن رئيس الدولة المصرية، وبرلمان، وحكومة إلخ وبمعنى صريح تنفصل عن مصر إلا قليلا. وفى العمود الثانى الذى يناقش فيه الأخ "نيوتن" مصيبته يورد آراء لقراء، أعتقد أيضا أنهم وهميون، (فى الحقيقة هو يناقش نفسه) ليمضى فى تأكيد فكرته، ونشرها، بإيراد بعض تفاصيل النظام السياسى، الذى يطرحه لسيناء، وفى هذا الصدد ننقل عنه بعض ما جاء فى عموده تحت عنوان: "حاكم سيناء" وهو يدعى أن الآتى وصله فى رسالة من أحد القراء ويقول: .. حاكم سيناء، «استحداث وظيفة» قدمت فكرة بمليار دولار على الأقل، أنت تأتى بما لم يأته أحد قبلك، فكرة بالفعل مدهشة، لو أخٌذت بالجدية والدراسة والبحث اللازم لكانت كنز المستقبل لأجيال لم تر النور بعد، سيناء تتمتع بموقع فريد؛ المتوسط شمالا ، الأحمر جنوب، فلسطين وإسرائيل شرقا، خليج وقناة السويس غربا، اقتراحك يلزمه قناعة على أعلى المستويات، وأن يعهد بمن يقع عليه الاختيار لمهمة أول حاكم للإقليم إلى شخصية بمواصفات خاصة، سيواجه عقبات ومصاعب دونها خرق القتاد كما يقول العرب، أولها وأهمها جهات اكتسبت بحكم تاريخ الصراع السياسى فى الشرق الأوسط ذات أولوية أوضاع خاصة، تحتاج تفاهمات وترتيبات تيسر لمشروع القرن." ويرتب دياب فى الوضع المقترح حكما ذاتيا لسيناء، ويطرح أمثلة براقة اقتصاديا بمقاطعة "بافاريا" الألمانية، ويتساءل: "لماذا لا ننقل تجربة مقاطعة بافاريا بالكامل ونطبقها هنا فسيناء تستحق؟.. فمساحتها كبيرة مقارنة بأى محافظة مصرية بل إن مساحتها تفوق لبنان والكويت والبحرين. وأيــضــا تملك مــن الكنوز السياحية والــثــروات الطبيعية ما لا تملكة دولة كاملة.". والخلاصة .. لقد عاد دياب يروج لأساطير الصهاينة الأولين، التى ترتدى الآن أقنعة العولمة، مدعومة بمخططات إعادة ترسيم حدود الدول العربية، وشد أطرافها، طبقا لنظرية "حدود الدم" التى وضعها رالف بيترز، أو مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذى جاء صريحا من شيمون بيريز، فى كتاب يطرح فيه نظام إقليمي شرق أوسطي جديد، تقوده إسرائيل، وكلها إعادة طرح لأحلام إسرائيل الكبرى، على المستوى الجغرافى، أو على مستوى القيادة والسيطرة، ومد الأمر عل استقامته سوف يصل بنا إلى "صفقة القرن" لا محالة. نيوتن، الذى كتب العمود والذى يرجح إسلام كمال أنه هو نفسه صلاح دياب، طرح مثال أقليم بافاريا، الأوروبى، ولم يطرح مثال إقليم كردستان العراق، العربى الشرق أوسطى، الذى يسعى بكل الطرق للانفصال التام عن العراق، وإعلان دولة الأكراد، وهو المثال المطلوب فى منطقتناز ودياب يحاول إحياء جهود سابقة تولتها "المصرى اليوم" وهدفها قلقلة الوضع المركزى المستقر للدولة المصرية، وهى فكرة النخبة التى تتصل بالأمريكان، وترتبط بهم، وتدعو للتطبيع، وترشح النظام الفيدرالى لحكم مصر، ورموز هذه الأفكار التى لا يعرفها العامة أشهرهم، رئيس مجلس إدارة جريدة "المصرى اليوم" الحالى، الدكتور عبدالمنعم سعيد، ومنشأ الجريدة هشام قاسم، والدكتور سعد الدين إبراهيم، والدكتور أسامة الغزالى حرب، وغيرهم ممن لابد أن نعرفهم ونعرّف المصريين بهم وبأفكارهم جيدا.
    أضف تعليق

    رسائل الرئيس للمصريين

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2