«شلقامي»: الفرص والتحديات أمام الحماية الاجتماعية في مصر في زمن الوباء
«شلقامي»: الفرص والتحديات أمام الحماية الاجتماعية في مصر في زمن الوباء
كتب: فتحى السايح
عقد مشروع حلول للسياسات البديلة لقاء أونلاين بعنوان ” الحماية الاجتماعية فى مصر فى زمن كورونا ”
وتحدثت د. هانيا شلقامي، الأستاذ المشارك بمركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي قامت بتصميم برنامج تكافل وكرامة للمساعدة الاجتماعية، عن السياسات الاجتماعية والاقتصادية الممكن تطبيقها في المدى المتوسط للتعافي من أزمة انتشار وباء كوفيد-19 (فيروس كورونا) وضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لجميع أفراد المجتمع، استنادًا إلى تجارب تم تطبيقها في أوقات الأزمات الحادة والممتدة في دول مشابهة لمصر.
وقالت شلقامي إن السياسات الاجتماعية في مصر يجب أن تراعي مبدئين؛ “الأول أن الأولوية يجب أن تكون للصحة العامة، بشكل وقائي وليس فقط للتعافي من الجائحة القائمة؛ بل الاستعداد والوقاية الدائمة، والثاني أن السياسات العامة يجب أن تخدم الجميع وأن تحمي مصالح الأغلبية.”
واستعرضت شلقامي في كلمتها الفرص الممكن البناء عليها والتحديات القائمة أمام مواجهة الأزمة الصحية والاقتصادية الراهنة في مصر.
ترى شلقامي أن من نقاط القوة وجود مجتمعات وجماعات محلية قوية ومترابطة في مصر، يمكنها المطالبة بالتغيير في السياسات العامة، ووجود مبادرات إيجابية للتعامل مع الأزمة، مثل منحة العمالة غير الدائمة ومبادرات البنك المركزي.
وأضافت أن وجود قواعد بيانات شاملة، تكونت من خلال برامج تكافل وكرامة، وبطاقات التموين والمعاشات وسجل الخدمات الموحد من شأنها أن تتيح للحكومة التحول لخدمة جميع أفراد المجتمع.
أما نقاط الضعف، بحسب شلقامي، فمنها قصور استهداف برامج تكافل وكرامة، وعدم وصولها لجميع المستحقين، وعدم وجود تمثيل سياسي على مستوى المحليات، وعدم وجود أساس علمي للتوعية العامة والتوعية الصحية المقدمة من وسائل الإعلام واسعة الانتشار.
واقترحت شلقامي تبني “الدخل الأساسي المعمم”، وهو تحويل نقدي، مستمر وغير مرتبط بالأزمات، من الحكومة لكافة أفراد المجتمع بلا استثناء، يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل السكن والغذاء.
وأوصت كذلك بضرورة توسيع استهداف برامج المساعدات الاجتماعية، وعلى رأسها تكافل وكرامة، لتشمل فئات أكبر ولتشمل كذلك جميع المتضررين من أزمة وباء كوفيد-19، وتصميم برامج للحماية الاجتماعية تأخذ المستقبل في الاعتبار وتستبق احتياجات الناس؛ مثلًا تصميم برامج لحماية من سيضطرون لترك التعليم نتيجة الأزمة. ويجب كذلك إعداد تدريبات للعاملين في القطاعات العامة، مثل التعليم والصحة والخدمات المدنية، على أساسيات الصحة العامة والوقاية.
أدارت اللقاء سهى عبد العاطي، نائب مدير مشروع حلول للسياسات البديلة.