الشيخ كمال محمود مهدي يكتب: كيف نستقبل رمضان ؟

الشيخ كمال محمود مهدي يكتب: كيف نستقبل رمضان ؟الشيخ كمال محمود مهدي يكتب: كيف نستقبل رمضان ؟

*سلايد رئيسى23-4-2020 | 16:06

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم... أحبتي في الله : سيقبل علينا في هذه الايام شهر رمضان المبارك ولم نشعر بقدومه ‘ نظرا لانشغال الكثير منا بالأحداث التي عمت بالبلاد ، والأوبئة التي طمت بالعباد ، أو لانشغال الكثير من الناس  بمتابعة الأحداث وتناقل الأخبار.... فها نحن نستقبل هذا الشهر المبارك الذي يأتي ويأتي معه مواسم الخير التي يتيحها الله لعباده ليتزودوا منها ما استطاعوا فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها) من هذه النفحات : شهر رمضان شهرفَرَضَ اللهُ عَلَيْنَا صِيَامَهُ، وَسَنَّ لَنَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قِيَامَهُ؛  شهر تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النِّيرَانِ،ففي حديث أبي هريرة أن النبي قال: « إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين » [متفق عليه]. فِيهِ لَيْلَةٌ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ شهر يفوق على الشهور بليلة  من ألف شهر فضلت تفضـيلاً.. طوبى لعبد صح فيه صيامه  ودعا المهيمن بكرة وأصيــلا.. وبليلة قــد قام يختم ورده  متبتـــلاً لإلهــه تبتــيلا.. شهرمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه؛ كما صحّ بذلك الحديث عن رسول الله ؛ فعن أبي هريرة عن النبي قال: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه » [متفق عليه]، و « من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]. فلتهنأ الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للإستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟! يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام! فالله الله - عباد الله - في الجد والتشمير، دون استثقال لصيامه، واستطالة لأيامه، حذار من الوقوع في نواقضه.. واعلموا أن الشيطان سيستدرجكم في لحظات هذا الشهر لتضييعها عليكم فتذكروا جيداً عداوته لكم وأن بينكم وبينه حرباً طويلة فلا تتنازلوا وإن ضيع عليكم شيئاً فاستثمروا  لتعويضها لحظات أخرى فإنكم بهذا تغيظوه وتتغلبوا عليه.. قال الشاعر: أتى رمضــان مــزرعة العبــاد  لتطـهير القلــوب من الفســاد. فــأد حقــوقــه قــولا وفعــلا  وزادك فــاتـخـذه إلى الـمعــاد. فمن زرع الحبوب وما سقاها  تأوه نادماً عند الحصاد. شهر هذه فضائله حري بنا أنا نستقبله أفضل استقبال... فكيف نستقبل هذا الشهر الكريم؟ نستقبله بعده أمور: أولها:الفرح والإبتهاج بقدومه! قال تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) وقَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ بِمَجِيءِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ فَيَقُولُ: "قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ"[رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]. فكيف لا نفرح أيها المسلمون، ورمضان على الأعتاب يدق الباب، كيف لا نفرح بقدوم شهر عظيم فيه الفضائل الجمة، والمزايا العظيمة، كيف لا نفرح بقدوم شهر الرحمن، فيه العبادة التي اختصها لنفسه من بين العبادات، كيف لا نفرح بقدوم شهر لم يعين ثوابه، وإنما قال: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، ثانيا: الدُّعَاءُ بِأَنْ يُبِلِّغَكَ اللهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَإِذَا بَلَغْتَ رَمَضَانَ وَرَأَيْتَ الْهِلَالَ فَتَقُولُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ إِذَا رَأَى الْهِلالَ: "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ"[رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ]. ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله أن يبلغهم رمضان لأن رمضان لم يكن بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل . اسمع إلى معلى بن الفضل وهو يقول: كانوا " يعني الصحابة " يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً. ثالثا: عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَقِبَلَهُ بِالْعَزْمِ عَلَى تَرْكِ الآثَامِ وَالسَّيِّئَاتِ وَالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ، وَالإِقْلَاعِ عَنْهَا وَعَدَمِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا، فَهُوَ شَهْرُ التَّوْبَةِ فَمَنْ لَمْ يَتُبْ فِيهِ فَمَتَى يَتُوبُ؟ قَالَ اللهُ -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النــور: 31]. فربك أخي الحبيب رب رحيم كريم يغفر لمن تاب ويقبل من أناب ويعطي على العمل القليل الثواب الجزيل وينادي علينا كل ليلة (هل من تائب فاتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له........) فلا تعبأ. يا أخي بقيود أخطائك أو خطاياك السابقة واقبل على ربك قال الشاعر : يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب  حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد اظلك شهر الصوم بعدهما  فلا تصيره أيضا شهر عصيان رابعا: عَقْدُ الْعَزْمِ الصَّادِقِ عَلَى اغْتِنَامِهِ وَعِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ،نستقبله بالاستعداد لاستغلال الأوقات: في رمضان بعمل جدول لرمضان للقراءة والزيارات في الله وصلة الأرحام فرمضان فرصة مباركة فعلينا استغلال هذه الفرصة بما هو نافع في ديننا ودنيانا.فَمَنْ صَدَقَ اللهَ صَدَقَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَيَسَّرَ لَهُ سُبُلَ الْخَيْرِ، قَالَ اللهُ -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]. فَأَضْمِرْ فِي نَفْسِكِ النِّيَّةَ الصَّادِقَةَ، وَالْعَزِيمَةَ الْمَاضِيَةَ لِاسْتِغْلَالِ رَمَضَانَ، ثُمَّ خَطَّطْ وَابْدَأْ مِنْ أَوِّلِ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ وَأَبْشِرْ بِالْخَيْرِ خامسا: نستقبله بعمل ورد يومي للقرآن كل يوم من أيامه فهو شهر القرآن قال تعالى : (شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان) فلنكثر من تلاوة القران الكريم وتدبره  فعن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرأن و علمه . وفي الختام........ أَقول : أحبتي في الله؛ ... تَأَمَّلُوا وَتَذَكَّرُوا فَكَمْ مِنْ أَخٍ كَرِيمٍ وَقَرِيبٍ حَبِيبٍ كَانَ مَعَنَا فِي رَمَضَانَ الْمَاضِي يَصُومُ وَيَقُومُ، وَلَكِنَّهُ الآنَ حَبِيسُ التُّرَابِ، قَدْ فَارَقَ الأَهْلَ وَالأَصْحَابَ، فَمَنْ يَدْرِي هَلْ نَحْنُ نَبْلُغُ رَمَضَانَ أَمْ نُوَدِّعُ الدُّنْيَا كَمَا وَدَّعَهَا غَيْرُنَا؟ رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح * هذا أوان تبتل وصـــلاح واغنم ثواب صيامه وقيامه * تسعد بخير دائم وفلاح أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا فيه للطاعة والصيام وأن يتقبله منا وأن يهله علينا بالأمن والأمان والسلامة والسلام. ...................................... الشيخ كمال محمود مهدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
أضف تعليق

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا