كتبت: صفاء التلاوي
في غفلة من الأجهزة الشرطية والأهالي والمجتمع يمارس تجار المخدرات نشاطهم كاملا غير منقوص في الشوارع الجانبية، وخاصة فى المناطق العشوائية، منذ الساعات الأولى للحظر وحتى ساعات متأخرة من الليل، يدعمهم ويقف معهم فى نفس الخندق، أصحاب الصيدليات المشبوهة التي تتاجر في الترامادول، ومشتقاته.
أطلقنا عليهم فى هذا التحقيق تجار الجيل الرابع، حيث يجيد هؤلاء التجار الصغار، ومعظمهم من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية العامة، والتعليم الفني، التعامل مع تكنولوجيا الجيل الرابع من التليفون المحمول، ويستخدمونها فى ترويج وبيع بضاعتهم، وأعمال التحذير وإبلاغ بعضهم لتأمين أنفسهم ضد ضبطهم أو الاقتراب من القبض عليهم متلبسين.
الروايات
روايات الأهالي فى المناطق العشوائية، والبعيدة عن أعين الأمن، والتى استطلعتها "دار المعارف" عن هؤلاء الملاعين الصغار، والمعاناة منهم كثيرة، نسرد بعضها فى التالى:
- "م ن" طالب في الصف السادس الإبتدائي يقول إن الشباب أصحاب "السيبر" الذي يذهب إليه للهو يتاجرون في السجائر المخدرة وسعر السيجارة من 10 ، 15 ، 20 جنيه .
- "ن أ " مواطنة ثلاثينية تقول أن العقار الذي تقطنة بمنطقة الطالبية فيصل يقطنه تاجر مخدرات، وتضيف أن شباب الموزيعين يأتون يوميًا منذ الساعات الأولى وحتى قرب الفجر وأن هذا الشخص يقوم بتعطيل قفل الباب الحديد وخلع الأوكر حتى يسهل للموزعين الدخول والخروج .
- بينما تقول" ش ح " تبللغ من العمر 45 عامًا أن الشارع الذي تسكنه بمنطقة حسن محمد فيصل يقوم هؤلاء الصبية من الموزعين بإخفاء المخدرات في نخلة بمنتصف الشارع على مرأئ ومسمع من المواطنين .
- ويقول "ح ع " يبلغ من العمر 60 عامًا أن الساحة أمام منزلة في شارع الصفا والمروة منطقة فيصل لا تخلو من الشجار بين موزعي المخدرات قائلا " يقسموا المناطق وكل منطقة لها ريس "
الأبواب الخلفية
وبالانتقال إلي منطقة بولاق الدكرور الحال ذاته كبار الموزعين يعملون في صيدليات بمنطقة الدقي ووسط البلد ثم يديرون صيدليات من الباطن مقابل إيجاد منفذ لممارسة نشاطهم من الأبواب الخلفية .
وعلى الجانب الآخر يمارس تجار الحشيش والبانجو والمخدرات المخلقة نشاطهم بذات المنطقة:
- يقول " أ خ " مواطن يقطن هذه المنطقة " اللي بيشتغلوا في الحاجات دي كتير زي ما يكون ما فيش حاجة تاني يشتغلوها .
- وتطلق الحاجة "س ز" من منطقة روض الفرج استغاثة قائلة " العيال الي بيبيعوا المخدرات بيسكنوا في مساكن تحت الكوبري وبيبيعوا الشاب من دول الي بيشتغل بيهم يشرب بيهم حشيش وبرشام "
القرى الملاصقة للجبال
في صعيد مصر تتخذ الظاهر بعدا آخر حيث يتركز كبار التجار بالقرى الملاصقة للجبال حتى يختبؤن من أجهزة الشرطة ويتولى عمليات الإتجار عنهم شباب القرى الأخرى .
- ويقول "م ح " أن تجارة الحشيش والبانجو هى الأكثر رواجًا في قرى الصعيد وأخيرا تجارة المواد المصنعة منزليا من التبغ والبيروسول وبعض المبيدات الزراعية الأخرى يتم توليفها بطريقة معينة ثم الإتجار بها.