جمال رائف يكتب: سيناء.. النصر والتحرير والتنمية

جمال رائف يكتب: سيناء.. النصر والتحرير والتنميةجمال رائف يكتب: سيناء.. النصر والتحرير والتنمية

* عاجل25-4-2020 | 22:19

تحرير سيناء تحقق عبر مسارين هما الحرب والسلام ،المسار الأول كان بعبور قناة السويس وإنجاز معجزة عسكرية نفذتها سواعد وقوة الجيش، أما المسار الثاني فمكن الوطن من استرداد ما تبقي من ترابها بذكاء الدبلوماسية المصرية وهو ما أستطاع الرئيس الراحل أنور السادات تحقيقه، وأوصل مصر عبر كلا المسارين الي السلام الذي كان يستلزم لاستدامته والمضي نحو مسار ثالث هو التنمية المستدامة في سيناء ومن ثم سلام مستدام للوطن، وهي المعركة التي قرر الرئيس عبد الفاتح السيسي ان يخوضها ببسالة وشرف لتكمل مصر مسارات ثلاثة تضمن النصر والتحرير والتنمية. لم يكن المضي نحو المسار الثالث المتعلق بتنمية سيناء بالأمر السهل خاصة بعد أن دنس ترابها المقدس جرذان الفكر المتطرف وشياطين الإرهاب والذين استغلوا الفوضي التي تبعت أحداث 25 يناير لمحاولة المرور إلي تلك البقعة الطاهرة، عن غير إدراك أن المرور نحو سيناء لن يكون الا علي اجساد الشعب المصري الذي يأبي أن يفرط في ذرة رمال من أرض الوطن، وبالفعل وبدأت محاربة الإرهاب في سيناء والتصدي للإرهاب إلا أن قفزت جماعة الإخوان الإرهابية علي السلطة لمدة عام كاد يفقدنا سيناء بل الوطن بأكمله لولا نعمة الله الذي حبى بها هذا الوطن وهو جيشها العظيم والذي وقف بجانب الشعب سندا وعونا حتي تخلصت مصر من حكم الجماعة الإرهابية التي وضعت سيناء في حسابات دولة الخلافة وعرضتها لتكون ولاية لأهل الضلال. ورغم تهديدات قيادات جماعة الاخوان الإرهابية بتصعيد الاعمال الإرهابية في سيناء في حال ازيحوا عن السلطة لم يعرهم الشعب المصري اهتماما فهو يرتكز علي جيشه وشرطته في مجابهة كافة الأعداء، وكانت ثورة 30 يونيو التي حسمت القرار الوطني وصححت المسار وكانت بمثابة الضربة القاضية للإرهاب ليس في مصر ولكن في المنطقة ككل لتبدأ ملحمة وطنية جديدة تقرر فيها القيادة السياسية أن الدماء التي تروي أرض سيناء فداء للوطن يجب أن تثمر خيرا ورخاء للوطن تقديرا لتلك التضحيات الجسام وإخلاصا لمصر ،وبالفعل اختلطت دماء شهداء مصر من رجال الجيش والشرطة بعرق العمال والمزارعين والمهندسين لتتشكل ملحمة التنمية لتشق قناة السويس الجديدة ويصطف الشعب أمام البنوك ليكتتب من أجل تعمير سيناء وتتحرك قوافل التنمية الخاصة بالقوات المسلحة المصرية لتعمير ارض الفيروز فتحفر الأنفاق وتضخ المياه عبر سحارة سرابيوم لتخضر الأرض الصفراء وينعم اَهلها بالخير والرخاء. الحفاظ علي الأمن القومي للدول أمر باهظ التكاليف ومهما بلغ حجم الأموال لا تساوي الحفاظ علي شبر من سيادة الدولة ولهذا وضعت مصر مبالغ مالية ضخمة وصلت إلي 600 مليار جنية من اجل تعمير سيناء تضخ معظمها في مشروعات البنية التحتية سواء علي صعيد الطرق والأنفاق او المشروعات التنموية في مختلف المجالات مثل إنشاء المزارع الزراعية أو السمكية والمصانع والجامعات وغيرها ، لم تهتم الدولة المصرية بالحجر فحسب بل سخرت جهود التنمية في سيناء للارتقاء بمعيشة المواطن المصري الذي يسكنها لتنشأ المدارس وشيدت المجتمعات السكنية ووفرت كافة الخدمات التي تضمن العيش الكريم ، فبين بناء البشر والحجر تشهد سيناء معركة تنموية ضخمة تشارك بها كافة مؤسسات الدولة لتحقيق النصر عبر تحقيق التنمية المستدامة. مسار التنمية والسلام في سيناء أوشك علي تحقيق مبتغاه لتحقق مصر ما كانت تتمناه منذ عقود عقب تحرير الأرض والمتعلق بالاستفادة من كنز الفيروز ،لكن الوصول لهذا المسار او الخوض فيه لم يكن بالأمر اليسير فقد ضحي الآباء والاجداد من أجل التحرير وضحي ابنائهم في الوقت الراهن من أجل السلام والبناء فالتخطوا اقدامنا نحو قدس الأقداس المصرية بثبات وباجلال تقدير لاروح سطرت بطولات هي الحافز لنا لنكمل الطريق ، فاليشهد العقد الرابع بعد تحرير سيناء ما طالما حلمنا به وأصبح واقع ملموس ، سلاما علي قائد حقق الأحلام وتحية لأرواح شهداء من الرفاعي إلي منسي ومن سبقهم ومن تبعهم ،كل الشكر لكل عامل ومهندس صدق الحلم وحارب بين صفوف جنود الوطن لتحقيق النصر في معركة التنمية والبناء لتبقي سيناء السلام وتحيا مصر.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2