القس بولا فؤاد رياض يكتب: في أحد توما.. «طوبي للذين آمنوا و لم يروا»

القس بولا فؤاد رياض يكتب: في أحد توما.. «طوبي للذين آمنوا و لم يروا»القس بولا فؤاد رياض يكتب: في أحد توما.. «طوبي للذين آمنوا و لم يروا»

الرأى26-4-2020 | 23:29

فى مساء أحد القيامة، كان التلاميذ مجتمعين فى العلية المغلقة، التى كان قد صنع فيها السيد المسيح العشاء الربانى قبل الصليب، وهم يتحدثون عن ظهورات السيد المختلفة منذ الفجر، وفجأة ظهر لهم الرب يسوع قائلاًً: "سلامٌ لكم"، فخافوا لأنهم ظنوا أنهم رأوا روحاً، لكنه طمأنهم قائلاً: "ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكارٌ فى قلوبكم، انظروا يدىّ ورجلىّ إنى أنا هو، جسونى وانظروا فإن الروح ليس له لحمٌ وعظامٌ كما ترون لى، وأراهم آثار المسامير فى يديه ورجليه"، وطلب طعام وأكل قدامهم وتحدث كثيراً معهم ثم ودعهم واختفى عنهم (لو 24: 36ـ 49 ). لا يستطيع قلم أن يصور الفرح والبهجة التى حدثت للتلاميذ، لكن توما الرسول لم يكن معهم، طبعاً الرب يسوع كان يعلم ذلك قبل أن يظهر للتلاميذ، وطبعاً حكى التلاميذ لزميلهم توما ماجرى فى غيابه، وتأسف غاية الأسف لهذه الفرصة التى فاتته، وهو لايعرف متى وأين سيظهر مرة أخرى، وهذا يعلمنا أن نكون مستعدين دائماً لكى لا تفوتنا الفرص الروحية، وقال قولته المشهورة "إن لم أبصر فى يديه أثر المسامير وأضع أصبعى فى أثر المسامير وأضع يدى فى جنبه لا أومن" (يو 25:21) . كثيرون يقولون أن الرسول توما شك فى قيامة المسيح كأنه أخطأ، ولكنى أقول أنه أراد أن تتاح له الفرصة ليرى السيد كبقية التلاميذ، لكى حينما يشهد عن القيامة للناس، لا يقول زملائى رأوا وأخبرونى وأنا كنت غائباً، وحقيقة القيامة أمرٌ أساسىٌ فى التبشير بالمسيح لغير المؤمنين . أسبوع كامل مر، وتوما الرسول متأسف لضياع تلك الفرصة منه، وطبعاً لام نفسه كثيراً لتركة العلية والصلاة الجماعية والعيشة المشتركة مع التلاميذ فى تلك المرة، وكأنها كانت فترة تأديب، وطبعاً الرب يسوع، وهو بجسد القيامة كان يعلم ما يحدث مع التلاميذ، وماذا قال توما الرسول وما حالته وأفكار قلبه، إنه حاضرٌ معهم بلاهوته كما وعدهم سابقاً وهم لا يرونه، وكما هو معنا الآن ومع الكنيسة والمؤمنين فى كل زمان ومكان . وفجأة فى مساء الأحد التالى، ظهر السيد المسيح للتلاميذ وتوما معهم فى هذه المرة وقال له تعال ياتوما "هات اصبعك إلى هنا وأبصر يدىّ، وهات يدك وضعها فى جنبى ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً، أجاب توما وقال له: ربى والهى، قال له يسوع: لأنك رأيتنى يا توما آمنت، طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو21 : 26ـ 29 ). نحن لا نعتقد فى الصدفة، بل نؤمن أن كل شئ تحت تدبير الله، وهو له المجد بعلمه السابق رتب كل شئ، لكى يعلمنا ويصبح هذا الحدث درساً للأجيال، ليؤكد القيامة المقدسة ويقطع كل شك، لأنه لو لم يشك الرسول توما لشك غيره، وهكذا فإن شك القديس توما أكد حادثة القيامة، ومن جهة أخرى أعطى الطوبى لمن يؤمن دون أن يرى، وهكذا ترتب فى الكنيسة أحد توما واعتبر عيداً سيدياً من الأعياد السيدية السبعة الصغرى للمسيح إلهنا، لربنا يسوع المسيح الموجود معنا دائماً والذى نراه بعين الإيمان كل مجد وكرامة، وتحية تقدير للقديس توما الرسول الذى بسببه صارت الطوبى لكل من يؤمن دون أن يرى، وكل عام وأنتم بخير. ............................................ القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالمطرية.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2