د.قاسم المحبشى* يكتب: كيف تتغير في ثلاثين يوم؟

د.قاسم المحبشى* يكتب: كيف تتغير في ثلاثين يوم؟د.قاسم المحبشى* يكتب: كيف تتغير في ثلاثين يوم؟

* عاجل28-4-2020 | 13:07

الليلة كانت التجربة الثانية مع التعليم عن بعد في الدورة تعلم اللغة الإنجليزية عبر تطبيق Zoom، مع الدكتورة يارا إسلام حضرنا معها ثمانية طلاب وطالبات (أون لايف) منذ الثامنة حتى العاشرة ليلا، تجربة مثيرة ومتعة ومفيدة ومبشرة وواعدة وتعتمد على قوة الشبكة ومدى توفرها في جميع المنازل والجهات. بالنسبة لي تلك ثاني تجربة بحياتي أمر بمثلها، وكل جديد بالنسبة للبالغ متعة كما قال فرويد، وليس هناك ما هو أجمل من أن تتعلم وأنت قاعد في منزلك تشرب القهوة. درس الليلة كان ذات علاقة بالفلسفة، فلسفة الحياة أو الفلسفة التطبيقية كما يسميها الأستاذ الدكتور بهاء درويش. في الواقع احسست بان ثمة تحسن إيجابي اثارت الحافز الداخلي للتعليم عن بعد ويبدو أنها تجربة تفي بالغرض في زمن الكوروني والحجر الصحي الإجباري. ربما كان ترتيب درس الليلة هو السادس في المقرر الذي ابتدأتاه قبل الجائحة لمدة أسبوعين بالحضور المباشرة إلى كلية اللغات بجامعة القاهرة ثم حالت كورونا دون استمراره، فتمخض البحث عن البدائل عن تجريب التعليم عن بعد في مساء الخميس والإثنين. وها نحن نكمل الليلة الدرس الثاني الذي كرسته الأستاذة لكيف تعلم المحادثة مع الآخرين باللغة الإنجليزية عن أي حدث أو حكاية فيما يسمى بإذابة الجليد ( Ice) بالنسبة لي كان درس الليلة هو أمتعها على الإطلاق وربما يعود السبب إلى حضور الفلسفة التي أحبها. بعد الشرح والتوضيح عن كيفية أن أجرى المحادثة اختارت الأستاذة نصًا للفيلسوف الأمريكي المعاصر مورجان سبورلوك (بالإنجليزية: Morgan Spurlock)‏ (ولد في 7 نوفمبر 1970 في فيرجينيا الغربية) هو مخرج أفلام وثائقية ومنتج تلفزيوني ومؤلف نصوص سينمائية اشتهر بعد إخراجه لفيلم "سوبر سايز مي" الذي فيه يتحدث عن آثار تناول وجبات ماكدونالدز على الصحة. سبورلوك هو أيضا المنتج التنفيذي وبطل مسلسل الواقع "30 دايز" النص المقرر جاء في صفحة ونصف مع فيديو للفيلسوف بعنوان: ( جرب حاجة جديدة خلال ثلاثين يوم) استهله بالفقرة التالية: " قبل أعوام مضت, شعرت وكأنني محشور في زجاجة، لذلك قررت ان اتبع خطى الفيلسوف الأمريكي العظيم ,مورجان سبورلوك وتجربة شيء جديد لمدة 30 يوما. (عامة) ويروي كاتب النص كيف أنه استلهم تجربة الفليسوف وحاول تطبيقها بذاته . إذ قرر أن يكتسب عادة جديدة مفيدة وفاعلة في حياته ويحذف عادات سيئة كانت تكبله.والعادات كما هو معرف تكبل السلوك وتجعلها أسيرًا لها. وبدلًا من أن تضيع أيام عمرنا سدى إلى حد أننا ننسى كيف مرت بلا قيمة ولا جدوى وتلك الفكرة الفلسفية تعد عقيدة في الفلسفة البراجماتية الأمريكي وقد صاغها أحد الفلاسفة في القرن التاسع عشر بالعبارة التالي: (الزمن هو الحياة وكل تبديد له يعد تبديد للحياة فمن غير الجائز تبديده بلا قيمة ومعنى). الكتاب الذي ظهر في الفيديو يروى لنا كيف استطاع خلال ثلاثين يوما فقط تغيير نمط حياته كلها، فبدلا من متابعة الأخبار والجلوس في المكتب بمواجهة شاشة الكمبيوتر واحتساء السجائر والشاي والقهوة وكل المنبهات الأخرى صمم على التخلص من هذه العادة بممارسة الرياضة والكتابة والذهاب إلى العمل على عجلة سيكل بيدل بحماسة وفرح جديد. بعد ثلاثين يوما استعاد الثقة والحيوية في جسده وذهنه وبات ينظر إلى العالم بعيون جديدة وهكذا غدت أيام حياته نشطة وفاعلة ويستحيل نسيانها بل ظلت عالقة بالقلب والذاكرة ولا يتذكر المرء إلا الأحداث السعيدة أو المؤلمة. والفكرة هي ببساطة أن الإنسان لو أراد أن يغير حياته وصمم على ذلك فلا شيء يمكنه أن يحول دون ذلك والتغيير يبدأ بالأشياء البسيطة جدا القابلة للاستمرار. ورغم جاذبية التحديات الكبرى والمغامرات المجنونة كأن يمتنع المرء كليًا عن تناول السكريات إلا أنها لا تدوم طويلا إذ يمكن له بعد شهر من الامتناع عن السكر أن يعود إلى تناوله بشراهة اكبر. ويضرب مثلًا عن لمن يريد أن يكون روائيًا فإذا كانت أعظم رواية تتكون من ٥٠ ألف كلمة فيمكنك كتابتها في شهر واحد فقط على أن تكتب كل ليلة ١٦٦٧ كلمة فقط ولا بأس بالسهر حتى إنجاز المهمة كل ليلة ولا يطيل النوم عمرًا! فإذا فعلت ذلك يمكنك تعريف ذاتك حينما تقابل الكتاب الكبار وتقول أنا روأئي بكل فخر وثقة، بدلا من أن تقول له أنا متابع اخبار جيد أو خبير تويتر . والزمن سوف يمر شئت أم أبيت! وهكذا يقول المؤلف: استطعت العام الماضي أن أتسلق أرفع قمة في جبال كمنجارو في افريقيا. ماذا تريد أن تكون؟ هذا هو السؤال فإذا اجبت عنه أبدأ فورا بالبرنامج وإذا التزمت به خلال ثلاثين يوما فقط سوف تكون ما تريده. وينهي الكاتب النص والفيديو بالعبارة الدالة التالية: ماذا تنتظر أبدًا مشروع تغيير حياتك الآن وأنا اضمن لك بأنك خلال ثلاثين يوما فقط ستكون ما رغبت أن تكونه. هذه هي الفكرة التي فهمتها من النص والفيديو كتبتها من الذاكرة وربما خانتني في ذكر بعض التفاصل الأخرى والأمثلة. وأنا استمع للفيديو والشرح تذكرت الآية الكريمة (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11) تلك الآية التي نمتلكها ولم نجربها. طبعا كان الهدف من الدرس ليس ما كتبته هنا بل هو تعليمي يهدف إلى تعلم كيف يمكن للمرء أن يتحدث باللغة الإنجليزية بصورة طبيعية تتضمن تحولات الجمل في التعبير عن المواقف المختلفة في سياقها الحي المباشر بما تتضمنه من فعل وانفعال وسؤال وفرح ودهشة وتعجب وخبر وأمر وحزن وألم إذ لكل موقف نبرة ولكل جملة سياق وحساسية معنى وأفق تلقي. وكل ما اتمناه أنني نقلت الفكرة العامة من درس الليلة والتقييم والقياس عند الاستاذة يارا إسلام. وسلامتكم. ....................................... * أكاديمى وشاعر وأديب يمنى
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2