أمل إبراهيم تكتب: تساؤلات حول كورونا
أمل إبراهيم تكتب: تساؤلات حول كورونا
برغم مرور 3 أشهر وربما أكثر على ظهور فيروس كورونا إلا أنه مازال يتصدر عناوين الأخبار ويرتبط بكل الأحداث فى العالم ويعتبر القاسم المشترك الأكبر فى أحاديث الرؤساء والملوك وكبار المسؤولين حول العالم .
هل كورونا مؤامرة سياسية ؟!
مازال البعض يؤكد أن فيروس كورونا مؤامرة سياسية وأقتصادية فى المقام الأول وجزء من حرب بيولوجية تدور بين دول العالم الكبرى - بالطبع - وفريق يرى أن الصين هى مصدر الفيروس والفريق الأخر يؤكد أن أمريكا هى من أنتجت الفيروس وقامت بالتمويل لإنتاجه لضرب الصين التى أظهرت تفوقا اقتصاديا غير مسبوق فى السنوات الأخيرة.
وينشغل العالم بتوجيه الاتهامات ويتحدث عن فرض عقوبات فى الوقت الذى يجب أن يتحد الجميع فى البحث عن خطة وطريقة إنقاذ وعلاج حتى تعود الحياة .
وبرغم أن فيروس كورونا فى الواقع هو مجرد مرض سريع العدوى والإنتشار ويجب أن نترك ساحة الحديث عنه للأطباء والعلماء إلا أنه تم الاستيلاء على ميكرفون الخطابة من قبل السياسيين الذين استطاعوا بكل براعة استغلاله لحساب المصالح وهنا تكمن روح المؤامرة الحقيقية، حتى شاهد أغلبنا حديث ترامب رئيس أكبر دولة فى العالم - كما كنا نعتقد - عن تناول المطهرات للقضاء على الفيروس وسط ذهول الأطباء وغيرهم ممن يعرف خطورة الأمر .
التساؤل الثانى هل هناك اتفاق عالمى لإنهاء الحظر وقرارات الإغلاق ؟!
يرى البعض أن قرارات فك الحظر فى العالم بنيت على اتفاق بين دول العالم أيا كانت الظروف التى تعيشها كل دولة وهذا يردنا إلى نظرية المؤامرة أن هناك معلومات مخفيه لا تعرفها الشعوب ولكن يحتفظ بها قادة العالم ورجال السياسة .
والحقيقة أن قرارات الإغلاق التى تمت كانت مرفوضة من قبل تلك الحكومات وكان الاعتقاد أن الأمر تحت السيطرة ولكن سرعة انتشار العدوى وسقوط مزيد من الضحايا حتى من الفرق الطبية والخوف من إنهيار الأنظمة الطبية كان سببا فى قرارات الإغلاق، أغلب الدول التى تخففت من الحظر كان لديها خوف أكبر من التدهور الاقتصادى المتوقع بجانب الضغوط التى يمارسها رجال الأعمال وأصحاب المليارات وأغلبهم يرى أن قصة الفيروس سوف تستمر فترة طويلة قبل اكتشاف لقاح ومن المستحيل أن يستمر الإغلاق لمدة عام لأن هذا يعنى أنهيار تام لأقتصاديات الدول، ومشاكل لا حصر لها.
ومن الطبيعى أن القرارات العالمية فى مواجهة قضية واحدة تكون معدية وخاصة أن التوقيت واحد بعكس الصين التى بدأت أزمتها مبكرا والتى ربطت بين قرار فك الحظر بعدم تسجيل حالات جديدة وهذا ما حدث بالفعل ولكن فى أمريكا وأوروبا والدول العربية والخليج كان الوضع مختلف.
بعض الدول وجدت الحل هو عمل مسح لأكبر عدد من المواطنين وعزل المرضى والمخالطين لهم والباقى يمارس حياته مع إجراءات الوقاية وأرتداء الكمامة، وبعض الدول قررت فك الحظر والتعايش مع الفيروس طالما الحالات التى يتم تسجيلها فى معدل متقارب مع الأمل أن تكون حرارة الصيف عامل مساعد رغم نفى منظمة الصحة لهذا الأحتمال.
هل كورونا عقاب إلهى ؟؟
فى منطقتنا العربية تحديدا يسرى الحديث عن فكرة العقاب الإلهى للبشر فى هيئة فيروس كورونا ويروج البعض عن زيادة أعداد من أعلنوا إسلامهم تزامنا مع ظهور الفيروس .
والحقيقة أيضا أن هذه النظرية تروق للكثير من العامة لأننا اعتدنا على نشر فكرة التخويف والترهيب بين الناس كى يسهل التأثير عليهم وتطويعهم .
لدينا أعتقاد أن الخوف هو السبيل الوحيد إلى الطاعة رغم أن الحب والاطمئنان أقوى أثرا وأفضل فى العلاقة مع الله ..
كما أن الفيروس ينتشر فى العالم كله وتقريبا لم تنج منه أى دولة فهل كل العالم فى حالة عصيان وكفر ؟؟
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا ننتظر من هؤلاء المارقين اكتشاف لقاح ينقذنا جميعا ؟ ولماذا لا نحاول أن نجد طريق واضح نتقرب به إلى الله فى محنتنا اسمه طريق العلم والتعلم من المحنة؟
فى لحظة أصبح البشر جميعا فى قارب واحد و الخير أمره سهل ومتاح ومازالت كل أبوابه مفتوحة رغم غلق المساجد ودور العبادة لأن الإيمان له مفهوم أوسع وأشمل مما نراه ونعتقده.
بل على العكس نحن نعيش تجربة الجوهر هو أصل الإيمان الحقيقى بعيدا عن المظاهر التى يغرق بها الكثيرون و مدعى التدين، فيمكن أن نمد يد المساعدة إلى من يحتاجون وهم كثير فى وقتنا الحالى ويمكن أن نصبح أكثر جدية فى أولويات الحياة وأهمية العلم والمعاملة حتى النظافة جاء دورها لتكون بالفعل جزءا مهما من الإيمان وليس مجرد كلمة كنا نكررها دون وعى حقيقى لقيمتها.