المخدرات.. الكارثة والحل: «دار المعارف» تكشف خريطة الإدمان الشعبية الجديدة (3من3)

المخدرات.. الكارثة والحل: «دار المعارف» تكشف خريطة الإدمان الشعبية الجديدة (3من3)المخدرات.. الكارثة والحل: «دار المعارف» تكشف خريطة الإدمان الشعبية الجديدة (3من3)

* عاجل30-4-2020 | 15:45

كتبت: صفاء التلاوى زيادة معدلات تعاطي المخدرات والاتجار فيها أصبح كابوسًا يهدد الأمن والسلام الاجتماعي، ويزيد من خطورة الظاهرة أنها أصبحت تمثل عنصرا من عناصر الصراعات الدولية، لهذا باتت مواجهة الظاهرة صعبة للغاية، ولا تقتصر على الحكومات فقط بل باتت مسئولية مجتمعية شاملة، يتشارك فيها كل عناصر المجتمع، ويجب أن تتم وفق إستراتيجية شاملة تتضمن خطط مرحلية لاقتحام ومحاصرة الظاهرة. استيراتيجيات المقاومة هذا ما ناقشته " دار المعارف" مع الخبراء والمتخصصين، وفى التالى آرائهم:

مخاطر عقلية وجسدية

[caption id="attachment_459907" align="aligncenter" width="431"] استشاري المخ والأعصاب، د. حمدي النبوي[/caption] بداية عرّف استشاري المخ والأعصاب، د. حمدي النبوي الإدمان بأنه الاعتماد الجسدي والعقلي على مادة مخدرة معينة، مضيفا أن المواد المخدرة تخرج الإنسان من الحالة العقلية لحالات أخرى تتراوح ما بين الانبساط والإكتئاب والوعي الزائف. وقسّم د. حمدي النبوي تأثير المواد المخدرة إلى نوعين، الأول ذات تأثير عقلي، والثانى ذات تأثير جسدي. ولفت استشاري المخ والأعصاب أن المواد الخاصة بالإنبساط " الفرح" وكذا المواد الخاصة بالحزن موجودة في جسم الإنسان، وأن الجسم يفرزها بنسب متوازنة، مشيرًا إلى أن هذه المواد تفرز بنسب متوازنة فى المخ، والخلل في إفرازها يحدث نتيجة لتعاطى المواد المخدرة، والتي تؤدي إلى حالات غير متزنة من الفرح والحزن والإكتئاب. وأضاف د.النبوى أنه من الصعب معرفة الحالة المزاجية التي يمكن أن تؤدي إليها هذه المواد المخدرة حيث أنها أحيانا تستدعي الحالات الشعورية المختلفة بشكل متداخل شديد التعقيد، لافتا أنها في نهاية المطاف قد تدفع بالمتعاطي إلى الانتحار أو القتل.

مستويات الخطورة

وفيما يتعلق بالتأثير الجسدي للمخدرات قسم د. النبوي هذه التأثيرات إلى ثلاثة مستويات من الخطورة: المستوى الأول هو تعاطي المخدرات عن طريق الشيشة او السجائر مثل الحشيش على سبيل المثال موضحا أنه يعد أقلهم ضررًا حيث يأتي تأثيره بطيء على الجهاز التنفسي والأعصاب إلا أنه يمثل خطورة كبيرة في حالة تعاطي جرعات زائدة حيث من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة. وعن المستوى الثاني قال د. النبوي إنه ينتج عن استنشاق المواد المخدرة وتعاطي الحبوب المخدرة مثل الترامادول ومشتقاته، مؤكدا أن هذه المواد تؤدي إلى إحداث مشاكل شدية الخطورة بالجهاز التنفسي وانها قد تنتهي بفشل تام في الجهاز التنفسي، وأضاف أنه تؤدي ايضا العقم وإحداث جلطات بالقلب والمخ كما تؤدي ايضا إلى إحداث التهاب مزمن لا يمكن علاجه بالأعصاب الطرفية . وحول المستوى الثالث أكد د. النبوي أنه الأكثر خطورة وأنه يتعلق بتعاطي المواد المخدرة عن طريق الدم خلال حقن الوريد مؤكدًا أنها قد تصيب المتعاطي بالموت المفاجئ نتيجة للسكتات القلبية والدماغية. وحذر د. حمدي النبوي من الاستروكس والترامادول مؤكدًا أنهما الأكثر خطورة مشيرًا أنه أول من نبه إلى مخاطر الترامادول وأنه طالب بتجريمه، وفي ذات السياق أوضح أن الاستروكس هو مخصص للحيوانات يجعلها في حالة استرخاء تمكن من السيطرة عليها، مشيرًا إلى أنه غير صالح للاستخدام الأدمي حيث يحتوي على مواد سامة .

الحاجز الأخلاقي

ولمواجهة ظاهرة الإدمان أكد د.النبوي ضرورة الملاحظة الجيدة والمستمرة من جانب الأسرة للأبناء والتحليل بشكل دوري حتى يمكن اكتشاف التعاطي في وقت مبكر مما يمكن من علاجه بصوره أفضل، كما نصح بضرورة اتباع آلية التحليل العشوائي للمخدرات على مستوى جميع جهات العمل للحفاظ على السلامة العامة واكتشاف الحالات مبكرًا . وأوصي د. النبوي بضرورة الاهتمام بمرحلة ما بعد التعافي مشيرًا أنها المرحلة الأهم في الإقلاع عن المخدرات، مشددًا أنه خلال هذه الفترة يجب تغيير محل الإقامة قدر المستطاع وذلك لأن الانتقال إلى بيئة اجتماعية جديدة يساعد على إعادة بناء الحاجز الأخلاقي للازم لرفض تعاطي المخدرات . وانتهى د.النبوى إلى القول إن طبيعة المخ تتيح بناء حواجز أخلاقية للجرائم والسلوكيات السيئة وأن هذا الحاجز إذا ما تم كسره نحو سلوك من هذه السلوكيات فإن إعادة بنائه تتطلب تغيير البيئة المحيطة .

  المنظومة القيمية

سوسن فايدوفى ذات السياق أكدت أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، د. سوسن فايد، أن الإدمان بكافة أشكاله ظاهرة اشتدت خطورتها على مدار السنوات الأخيرة بصورة غير مسبوقة، مرجعة ذلك إلى العديد من الأسباب المتداخلة بشكل شديد التعقيد، وأنه يأتي في مقدمة هذه الأسباب، غياب التنشئة السليمة والتفكك الأسرى وانهيار منظومة القيم فى المجتمع.

استراتيجية المواجهة

وأكدت أستاذ علم النفس الاجتماعي أن مواجهة الظاهرة مسئولية مجتمعية، يجب أن تتم مواجهتها عبر إستراتيجية شاملة للمواجهة تنبثق عنها خطط مرحلية على أن يتم صياغتها وتنفيذها بالتنسيق فيما بين الجهات المعنية على المستوى الرسمي للدولة مع مؤسسات المجتمع المدني بمشاركة المؤسسة الدينية مسجد وكنيسة. وشددت د.فايد على دور الوزارات المعنية بتشكيل الوعي مممثلة في وزارات الثقاقة، الإعلام بالإضافة إلى وزارة الشباب  والرياضة، ومنوط  بها الدور الأكثر أهمية في محاربة الظاهرة، موضحة أنه على سبيل المثال، يجب أن تهتم هذه الجهات بتنظيم الأنشطة الثقافية الأكثر جذبًا للشباب والاهتمام بتفعيل دور مراكز الشباب في  استقطاب الشباب والنشأ، نحو الانشطة الرياضية الجاذبة . وعلى مستوى طلبة التعليم الفني أكدت ضرورة زيادة عدد المبادارات التي تهتم بتدريب طلبة التعليم الفني في مختلف وحدات العمل والإنتاج مشيرة أن ذلك يدعم جهود الدولة في تنمية قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، حيث يوفر الأيدي العاملة المدربة وفي ذات الوقت يحافظ على الشباب من الوقوع تحت وطأة المخدرات . وفي المقابل شددت د.فايد على أن تغليظ العقوبات من خلال القوانين ليس الحل الأمثل، وأنه لن يحقق الهدف في تقويض الظاهرة ومواجهتها بشكل جذري .

تمويل الإرهاب

وقال رجل أمن (ضابط سابق بوزارة الداخلية طلب عدم ذكر اسمه)، إن الاتجار بالمخدرات مشكلة عالمية وأن هذا النشاط تمارسه عصابات دولية، موضحًا أن هناك علاقة وثيقة بين الاتجار في المخدرات والإرهاب ، حيث تستخدم أموال المخدرات في تمويل الإرهاب   وشددًا أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تعاون دولي كبير على مستوى الحكومات وصياغة آليات مشددة للرقابة ا الدولية .

تغيير هوية الصراعات

ولفت رجل الأمن السابق أن الصرعات قد تغيرت هويتها بشكل كبير على مدار السنوات الماضية وأن المخدرات أصبحت أحد أهم أدوات الصراعات الجديدة ، لافتًا أنه على سبيل المثال 90 % من هيروين العالم يخرج من أفغانستان وأنه توجد دولة عربية يوجد فيها انتاج المخدرات بكثرة . وناشد رجل الأمن جميع الجهات المعنية بنشر الوعي بداية من الأسرة ومرورًا بالمسجد والكنيسة ونهاية بوزارات الإعلام والثقافة بضرورتها تكثيف الجهود لمساندة دور الدولة في السيطرة على تجارة المخدرات ودعم حربها ضد الإرهاب.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2